جورج ويا.. من الملاعب إلى رئاسة ليبيريا

8 Aug 2000: George Weah of Manchester City in action during the Pre-Season Friendly match against Oldham Athletic at Boundary Park, in Oldham, England. Manchester City won the match 4-0.  Mandatory Credit: Gary M Prior/Allsport

جورج ويا لاعب كرة قدم ليبيري حقق شهرة عالمية واسعة، وأحرز مع نادي أي سي ميلان الإيطالي نجاحات عديدة أهلته للفوز بجائزة أحسن لاعب في أوروبا والعالم سنة 1995، اقتحم مجال السياسة وتولى الرئاسة رسميا عام 2018.

المولد والنشأة
ولد جورج ويا يوم 1 أكتوبر/تشرين الأول 1966 في العاصمة الليبيرية مونروفيا، نشأ مع جدته -بعد انفصال والديه- بأحد أكثر الأحياء فقرا في المدينة، لكن ذلك لم يمنعه من تطوير وصقل مواهبه الرياضية. 

التجربة الرياضية
بدأ مسيرته الكروية في نادي يونغ سورفايفل، قبل أن ينتقل إلى نواد أخرى أكثر شهرة بعدما أثبت جدارته، وهي بونغرانغ بونغمين (1984-1985)، ومايتي بارول (1985-1986)، وإنفينسيبل إليفن (1986-1987).

التحق بعد ذلك بالنادي الكاميروني طونير كالارا ولعب له في موسم 1987-1988، غير أنه سرعان ما انتقل إلى فرنسا للعب في الدوري المحلي بتاريخ 17 أغسطس/آب 1988 في نادي موناكو (1988-1992) والذي نجح برفقته في الفوز بالبطولة المحلية عام 1991.

قرر عام 1992 الالتحاق بنادي باري سان جيرمان، وبات هداف الفريق، حيث سجل طوال وجوده داخل النادي (1992-1995) 32 هدفا في 96 مباراة. 

اختار ويا الانتقال إلى الكالتشيو الإيطالي، فوقع عقدا مع نادي أي سي ميلان عام 1995، وكرس برفقته (1995-1999) سمعته، حيث فاز الفريق بلقب البطولة عامي 1996 و1999، وتوج خلال وجوده في النادي أحسن لاعب أوروبيا وعالميا. 

حوّل ويا بعدها وجهته نحو الدوري الإنجليزي برفقة نادي تشلسي الذي يعتبر من أقوى أندية الصفوة في إنجلتر، لكن مقامه فيه لم يدم سوى موسم واحد (1999-2000)، حيث انتقل إلى نادي مانشستر سيتي لفترة وجيزة (2000)، قبل أن يرجع إلى الدوري الفرنسي ويلعب بفريق أولمبيك مارسيليا لموسم 2000-2001. 

لم يستقر ويا طويلا في النادي الفرنسي فالتحق بنادي الجزيرة الإماراتي، قبل أن يضع حدا لمسيرته الكروية الحافلة عام 2003. 

ويا فاز برئاسة البلاد عام 2017 بـ61.5% من الأصوات (الأوروبية)
ويا فاز برئاسة البلاد عام 2017 بـ61.5% من الأصوات (الأوروبية)

التجربة السياسية
بعد اعتزاله كرة القدم حاول ويا عام 2005 دخول عالم السياسة بترشحه للانتخابات الرئاسية في ليبيريا.

اعتمد ويا على تاريخه الكروي الطويل وعلى عدم تورطه في الصراعات الدموية الداخلية لإقناع الناخبين بالتصويت لفائدته في الوقت الذي انتقدته منافسته إيلين جونسون سيرليف -الخبيرة الاقتصادية التي شغلت عدة مناصب دولية مرموقة أحدها داخل البنك الدولي– لعدم وجود خبرة سياسية لديه.

خسر ويا الانتخابات التي أجريت يوم 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2005، لكنه عاد وترشح مجددا في رئاسيات 2017، وهذه المرة فاز في الدورة الأولى -التي أجريت في 10 أكتوبر/تشرين الأول- بأكثر من 38% من الأصوات.

وفي الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي أجريت يوم 26 ديسمبر/كانون الأول حقق جورج ويا فوزا ساحقا بـ61.5% من الأصوات مقابل 38.5% لخصمه جوزف بواكاي فأصبح رئيسا للبلاد.

وأعلنت اللجنة الوطنية الانتخابية في ليبيريا هذه الأرقام التي كان ينتظرها الليبيريون بفارغ الصبر بعد فرز 98.1% من الأصوات في الانتخابات التي شارك فيها 2.1 مليون ناخب.

وتولى ويا مهامه رئيسا لليبيريا في 22 يناير/كانون الثاني 2018 خلفا للرئيسة إيلين جونسون سيرليف، وتعتبر هذه أول عملية انتقال ديمقراطية منذ أكثر من سبعين عاما في هذا البلد الناطق بالإنجليزية في غرب أفريقيا.

وأدى اليمين الدستورية في ملعب رياضي قرب العاصمة مونروفيا، بحضور رؤساء الغابون وغانا وسيراليون، إضافة إلى أصدقاء ونجوم من كرة القدم من الرفاق السابقين لويا ومنهم الأسطورة الكاميروني صامويل إيتو. 

وقال ويا "أمضيت سنوات عدة من حياتي في ملاعب رياضية، لكن الشعور اليوم لا يشبه غيره"، وأضاف أن  أهم أولوياته ستكون القضاء على الفساد وإعطاء الموظفين الحكوميين رواتب كافية، وتشجيع القطاع الخاص.

وليبيريا بلد مزقته حرب أهلية استمرت 14 عاما من 1989 إلى 2003 وأسفرت عن 250 ألف قتيل، ثم ضربه وباء إيبولا الذي يحاول أن يتعافى منه.         

الجوائز والأوسمة
فاز جورج ويا بلقب أحسن لاعب في أفريقيا في 1989 و1994، كما فاز عام 1995 بتتويج مزدوج باعتباره أحسن لاعب في أوروبا والعالم.

وتوج عام 2004 بجائزة آرثر آش للشجاعة التي تقدمها شبكة التلفزيون الأميركية "ESPY" بفضل عمله الخيري، كما اختارته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) سفيرا للنوايا الحسنة.

المصدر : الجزيرة