المحجوبي أحرضان

السيد/ المحجوبي أحرضان

زعيم سياسي مغربي أمازيغي، عاصر ثلاثة ملوك وجمع بين السياسة والفن التشكيلي وكتابة الشعر والرواية، وتقلد وظائف حكومية عديدة وارتبط بحزب الحركة الشعبية الذي كان من مؤسسيه بعد الاستقلال.

المولد والنشأة
ولد المحجوبي أحرضان عام 1924، لقبيلة الزبا الأمازيغية المقيمة في منطقة والماس في أواسط الأطلس. حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة قبل أن يلتحق بمدرسة طارق بن زياد في مدينة أزرو الأطلسية.

شارك لمدة قصيرة في الحرب العالمية الثانية ضابطا في الجيش الفرنسي، ثم التحق بالمقاومة وجيش التحرير. وهو متزوج وأب لستة أبناء.

الوظائف والمسؤوليات
عُيِّن واليا على الرباط بعد الاستقلال مباشرة، وشارك بعد ذلك في ثمانية حكومات مغربية، ومن بين الوزارات التي تقلدها: وزارة الدفاع في أول حكومة شكلها الملك الحسن الثاني عام 1961 حتى 1967، ثمّ وزارة البريد في حكومة أحمد عصمان عام 1977.

وبعد عامين تولى وزارة التعاون في حكومة المعطي بوعبيد عام 1979، وبصفته زعيم أحد الأحزاب الستة الكبيرة في المغرب، عين وزير دولة في حكومة عبد الكريم العمراني عام 1983.

شغل منصب الكاتب العام (الأمين العام) للحركة الشعبية في مؤتمرها الثاني بمراكش عام 1962، ثم انتخب كاتبا عاما للحركة الوطنية الشعبية منذ عام 1991.

التوجه الفكري
ظل وحزبه الأول الحركة الشعبية يعلنان نفسيهما مدافعين عن "البادية"، أي عن الشعب المغربي البسيط الذي يعيش في أعماق البلاد.

منذ أن وقع أول انشقاق في صفوف الحركة الشعبية، عبّر المحجوبي عن توجهات أمازيغية في برامجه وخطاباته، محتفيا بالأصول الأمازيغية والتراث الأمازيغي.

طالب بتدريس اللغة الأمازيغية ومواجهة الاتجاهات العروبية في المغرب، دون أن يصل لمستوى حسين آيت أحمد بالجزائر وحزبه جبهة القوى الاشتراكية.

وصفه المعلقون بأنه كرس في مواقفه السياسية ثقافة الطاعة بامتياز، وأنه حوّل الحركة الشعبية إلى وكالة انتخابية وحاضنة للموالين للسلطة.

حظي بمكانة مهمة في الخريطة السياسية المغربية لأنه عكس مراحل مختلفة من التاريخ السياسي المغربي.

التجربة السياسية
انخرط في بداية نشاطه السياسي في مقاومة الاستعمار، فأصبح عضوا في المجلس الوطني للمقاومة ومسؤولا في جيش التحرير.

بعد وصول حزب الاستقلال للسلطة غداة استقلال المغرب، زجّ بأحرضان في السجن مع الدكتور عبد الكريم الخطيب، وما لبثا أن خرجا بعد مدة وجيزة.

شرع في تأسيس تنظيم الحركة الشعبية مع الدكتور الخطيب لمنافسة حزب الاستقلال ومواجهة هيمنته على النخبة وعلى الشارع بالمغرب، وحصلت الحركة على الاعتراف القانوني في فبراير/شباط 1959، وانعقد مؤتمرها الأول في يونيو/حزيران 1959.

عرفت الحركة الشعبية انشقاقات عديدة كان أولَها خلاف على الزعامة بين المحجوبي والدكتور عبد الكريم الخطيب عام 1966، فانقسمت الحركة على نفسها واحتفظ أحرضان باسم الحزب وخرج الخطيب وأسس "الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية" عام 1967.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 1986 أقيل المحجوبي أحرضان من منصبه ليصبح محمد العنصر الكاتب العام للحركة الشعبية، فيما أسس أحرضان حزبا جديدا هو الحركة الوطنية الشعبية عام 1991.

لم يمرّ على الحزب الجديد سوى أربع سنوات حتى انشقت عنه مجموعة أسست الحركة الديمقراطية الاجتماعية بقيادة محمود عرشان.

المؤلفات
كتب المحجوبي أحرضان روايات وشعرا، واهتم بشكل خاص بالثقافة الأمازيغية وبالرسم، ومن أهم ما كتبه مذكراته (1942–1962) التي اختار لها اسما أمازيغيا هو "ماسترا"، وتعني "وليكن ما يكون"، كدلالة على استباقه للأصداء التي يمكن أن تكون لشهاداته في حق شخصيات سياسية وأحداث تاريخية.

وتشمل مذكراته ثلاثة أجزاء، الجزء الأول يغطي الأحداث التي دارت في ظل الملك محمد الخامس، فيما يغطي الجزآن الثاني والثالث اللذان سيصدران لاحقا الفترة التي تلت عام 1961 إلى غاية 1999.

المصدر : الجزيرة