محمد اليازغي

محمد اليازغي Mohamed El Yazghi - الموسوعة

سياسي مغربي قاد دفة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية فترة من الزمن، انخرط في العمل السياسي منذ ريعان شبابه، فشارك في مقاومة الاستعمار، ثم تقلد عدّة مناصب حكومية رفيعة. تعرض في مساره السياسي للاعتقال أكثر من مرة، ومنحه الملك محمد السادس وسام العرش من درجة "قائد".

المولد والنشأة
ولد محمد اليازغي يوم 28 سبتمبر/أيلول 1935، في مدينة فاس بالمغرب.

الدراسة والتكوين
تلقى تعليمه في المرحلة الابتدائية بمدينة فاس، ثم انتقل للرباط حيث أكمل دراسته الثانوية، وبعدما حصل على الإجازة في القانون من كلية الحقوق والعلوم القانونية بالرباط سافر إلى باريس للدراسة في المدرسة الوطنية للإدارة.

الوظائف والمسؤوليات
لما رجع إلى المغرب عام 1968 عمل محمد اليازغي في مهنة المحاماة، وتقلد مناصب متعددة منها أنه عُيِّن محاميا في هيئة المحامين بباريس ثم بالرباط، ورئيسا لمكتب ميزانية التجهيز بوزارة المالية.

تولى إدارة صحيفة "المحرر" (1975-1981)، والكاتب العام للنقابة الوطنية للصحافة المغربية (1977-1993)، وإدارة صحيفة" ليبيراسيون" الناطقة بالفرنسية، وجريدة "الاتحاد الاشتراكي" الناطقة بالعربية.

عُين وزيرا مكلفا بإعداد التراب الوطني والبيئة والتهيئة العمرانية والسكنى في مارس/آذار 1998، ثمّ في المنصب نفسه في سبتمبر/أيلول 2000.

تولى رئاسة الدورة السابعة لمؤتمر أطراف اتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية في 29 أكتوبر/تشرين الأول 2001، وعين وزيرا لإعداد التراب الوطني والماء والبيئة في 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2002.

التجربة السياسية
انخرط في العمل السياسي وهو ابن 16 سنة، في مرحلة كانت مقاومة الاستعمار في أوجها بعد نفي الملك محمد الخامس.

بدأت مسيرته السياسية في حزب الاستقلال عام 1954، ورافق أبرز قياداته يومها كالمهدي بن بركة وعبد الرحيم بوعبيد، وشارك معهم في الانشقاق عن حزب الاستقلال المحافظ وتأسيس حزب باسم "الاتحاد الوطني للقوات الشعبية" عام 1959.

ساهم في أهم المحطات السياسية للحزب كالمؤتمر الاستثنائي الذي غيَّر اسم الحزب إلى "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية"، محددا بذلك هويته الأيديولوجية اليسارية الاشتراكية، ومعلنا في الوقت نفسه إستراتيجية النضال الديمقراطي.

أهّله ارتباطه التنظيمي القوي بالحزب وقضاياه إلى عضوية المجلس الوطني للحزب (1962-1982) واللجنة الإدارية الوطنية (1972-1975) وعضوية المكتب السياسي منذ عام 1975.

تولى اليازغي إدارة جريدة "المحرر" على إثر اغتيال القيادي الاتحادي عمر بن جلون في ديسمبر/كانون الأول 1975 التي منعت من الصدور بعد أحداث 20 يونيو/حزيران 1981.

انتخب عام 1992 نائبا للكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لغاية نوفمبر/تشرين الثاني 2003، إذ انتخب أمينا عاما (كاتبا أول) للحزب بعد إعلان عبد الرحمن اليوسفي الكاتب الأول السابق اعتزاله العمل السياسي.

تعرض في مساره السياسي للاعتقال أكثر من مرة، منها اعتقاله لمدة سنة بعد هزيمة يونيو/حزيران 1967 لمشاركته في التعبئة الشعبية للاحتجاجات، واعتقاله للمدة نفسها عام 1970.

كاد أن يفارق الحياة عام 1973 جراء انفجار طرد ملغوم في يده، واعتقل في السنة ذاتها وقدم أمام المحكمة العسكرية، وأفرج عنه عام 1974.

بعد رفض حزب الاتحاد الاشتراكي في سبتمبر/أيلول 1981 فكرة إجراء استفتاء في الصحراء، وبيان المكتب السياسي للحزب في هذا الشأن، اعتقل محمد اليازغي مع الأمين العام للحزب (الكاتب الأول) عبد الرحيم بوعبيد ومحمد الحبابي لمدة سنة، أطلق سراحهم بعدما أمضوا نصفها.

انتخب نائبا برلمانيا عن مدينة قنيطرة للفترة 1977-1983، والفترة 1984-1992 وانتخب في الفترة نفسها مستشارا جماعيا في بلدية مدينة الرباط.

انتخب كذلك نائبا برلمانيا عن مدينة الرباط في الفترات: 1993-1997 و1997-2002 و2002-2007.

المؤلفات
 لمحمد اليازغي كتاب بعنوان "مسيرة وطن مسيرة حزب"، بسط فيه شهادته كفاعل سياسي في ستين سنة من الحياة السياسة المغربية وتجربة حزبه فيها.

الأوسمة والجوائز
وشح الملك محمد السادس في مايو/أيار 2004 محمد اليازغي بوسام العرش من درجة "قائد"، كما حصل على القلادة الكبرى من الجمهورية البرتغالية.

المصدر : الجزيرة