عبد الكريم الجهيمان

عبد الكريم الجهيمان/ السعودية / Abdul Karim Aljhiman - المصدر (صحيفة الرياض )

أديب وكاتب وصحفي سعودي، لقب بسادن الأساطير والأمثال وعرف بجرأته وصراحته، وقد كتب البحث والمقال والقصيدة، وجعل من التعليم رسالة تنويرية، ودافع عن تعليم المرأة فسجن.

المولد والنشأة
ولد عبد الكريم الجهيمان (أبو سهيل) سنة 1910 في قرية غسلة (إقليم الوشم) بالسعودية، لأبوين منفصلين، فعاش متنقلا بين قريتيْ أخواله وأعمامه.

الدراسة والتكوين
بدأ دراسته في الكُتاب وعمره ست سنوات، ثم انتقل إلى الحجاز وواصل الدراسة والتعلم على بعض المشايخ في الحرم المكي، ثم التحق بالمعهد العلمي السعودي في مكة وتخرج منه.

الوظائف والمسؤوليات
التحق في بداية حياته العملية بالهجانة، ثم عمل مدرسا في مدارس مكة المكرمة، والمعهد العلمي السعودي، ومدرسة تحضير البعثات، قبل أن ينتقل إلى محافظة الخرج ويتولى إدارة مدرستها عام 1943.

قدم في سنة 1944 إلى الرياض ليقوم بدريس أبناء الأمير عبد الله بن عبد الرحمن، كما عمل في مجال القضاء بمكة المكرمة والخرج، ثم تولى إدارة التفتيش الإداري في وزارة المعارف.

عمل في الاستعلامات والنشر فشارك في تحرير الكثير من الصحف، وأدار شركة الخط للطبع والنشر والترجمة في الدمام، وكان أول رئيس تحرير لأول صحيفة تصدر في المنطقة الشرقية وهي "أخبار الظهران" التي تحول اسمها بعد ذلك إلى "الظهران".

عمل مديرا للتفتيش في وزارة المعارف، ثم أصبح مديرا للتعليم الأهلي بالوزارة، قبل أن ينتقل لوزارة المالية والاقتصاد الوطني بطلب من وزيرها الأمير طلال بن عبد العزيز حيث أصدر مجلة المالية والاقتصاد.

التوجه الفكري
كان يتمتع بفكر منفتح متحرر متقدم على واقعه حسب ما كتبت عنه مجلة "القافلة" الثقافية، إلا أنه لم يتبن أيديولوجية أو شعارا سياسيا، فلم يكن يساريا ولم يحسب على اليمين حسب صحيفة "الجزيرة" السعودية.

في مزاوجته بين التعليم والصحافة، رسم طريقه ووضع منهجه الخاص، فـ"جعل من التعليم رسالة تنويرية" وسخر الصحافة للتعبير عن رؤاه وعرض أفكاره والتبشير بما يعتقده، وانتقاد ما لا يروقه.

كان أحد أبرز من انتقدوا الظواهر السلبية في مجتمعه، سواء تعلق الأمر بالتعاطي مع الشأن العام، أو تمثل في الموقف المجتمعي من قضية ما، كقضية تعليم البنات التي تبناها ودافع عنها في وقت مبكر من تاريخ المملكة العربية السعودية.

اعتمد الصراحة في طرحه، ووصفه الأديب عبد الفتاح أبو مدين بأنه "شجاع وصادق وصريح، لا يتملق" و"يقول كلماته وهو يريد الخير لأهله ووطنه"، ومن هنا كان المنتقد الأول لأداء القطاعات الحكومية، لا من موقع المعارض بل من موقع المواطن الطامح إلى ما هو أفضل.

تعرض بسبب بعض مواقفه للاعتقال أكثر من مرة، كانت إحداها بسبب مقال يدعو لتعليم البنات نشر في جريدة "أخبار الظهران" حين كان يرأس تحريرها، ولما سئل عن كاتبه قال إنه لا يعرفه ولكنه مقتنع بمضمون المقال.  

التجربة الأدبية
كان الجهيمان علامة فارقة في الحياة السعودية وفقا لمجلة "القافلة" التي وصفته بأنه "كان رائدا حقيقيا من رواد الصحافة، وعمودا من أعمدة الكلمة، في الوقت الذي يقف فيه سادنا للأساطير وحافظا للتراث، وحاملا لشعلة التنوير، ومدافعا عن حرية التعبير".

كان له جهد ملموس في الثقافة الشعبية السعودية، وأنجز بحوثا كثيرة في عويصات التراث الأدبي والاجتماعي، وتعد مساهمته فيها عملا توثيقيا وحفرا أركولوجياً في دواليب هذه الثقافة.

أصبحت بحوثه في مجال الأساطير والتراث الشعبي بمنطقة نجد والجزيرة العربية مرجعا أساسيا للباحثين والدارسين، من خلال موسوعتي "الأساطير الشعبية في شبه الجزيرة العربية"، و"الأمثال الشعبية" التي تتكون من عشرة أجزاء.

لم يقتصر إنتاجه الأدبي على هذا المجال، وإنما شمل مجالات عدة تناولها في مقالاته وأعمدته في الصحف السعودية، كما ألف الكثير من المقررات المدرسية في الفقه والحديث والتوحيد والمطالعة والتهذيب وغيرها.

أصدر عددا من الكتب، ضم بعضُها مقالات له منشورة في الصحافة، ووثق بعضها انطباعات وملاحظات دونها في رحلات قادته إلى بلدان عربية وأجنبية، كما شملت تجربته الأدبية كتابة الشعر.

المؤلفات
ألف العديد من الكتب، منها: "موسوعة الأساطير الشعبية في شبه الجزيرة العربية"، و"موسوعة الأمثال الشعبية"، و"رحلة مع الشمس"، و"ذكريات باريس"، و"رسائل لها تاريخ"، و"دخان ولهب"، وديوان شعر بعنوان "أين الطريق"، وآخر بعنوان "خفقات قلب".

الأوسمة والجوائز
تلقى العديد من التكريمات تقديرا لمساهماته وعطائه خلال رحلة طويلة مع كتابة الكلمة، وحصل على جوائز عديدة، من أهمها وسام الملك عبد العزيز الذي ناله في مهرجان الجنادرية 2001.

الوفاة
توفي عبد الكريم الجهيمان يوم 2 ديسمبر/كانون الأول 2011.

المصدر : الجزيرة