خضر عدنان الأسير الفلسطيني شهيد معركة الأمعاء الخاوية

خضر عدنان محمد موسى قيادي فلسطيني ينتمي إلى حركة الجهاد الإسلامي، سجل حالة نادرة في تاريخ الحركة الفلسطينية الأسيرة في السجون الإسرائيلية بإضرابه عن الطعام فرديا، وبلغ إضرابه عن الطعام في إحدى المرات مدة 65 يوما، وفي المرة الأخيرة التي استشهد فيها في مايو/أيار 2023 كان مضربا عن الطعام لمدة 87 يوما.

كان متزوجا وله 9 أبناء (5 ذكور و4 إناث)، واعتقل نحو 12 مرة، وقضى في سجون الاحتلال نحو 9 سنوات، خاض خلالها 6 إضرابات شهيرة عن الطعام، احتجاجا على اعتقاله الإداري (دون محاكمة ودون توجيه تهم) وتعرضه لإجراءات تعسفية داخل المعتقل.

المولد والنشأة

ولد خضر عدنان محمد موسى يوم 24 مارس/آذار 1978 في بلدة عرابة (محافظة جنين، شمال الضفة الغربية) بفلسطين.

للشهيد خضر عدنان تسعة أبنا هم: معالي وبيسان وعبد الرحمن ومحمد وعلي وحمزة ومريم وعمر وزينب.

الدراسة والتكوين

أنهى مرحلتي الدراسة الأساسية والثانوية العامة في مسقط رأسه عرابة، حيث اجتاز المرحلة الثانوية بتقدير جيد جدا عام 1996، والتحق بجامعة بير زيت في مدينة رام الله، وحصل عام 2001 على درجة البكالوريوس في الرياضيات الاقتصادية، ثم التحق ببرنامج الماجستير (تخصص الاقتصاد) في الجامعة نفسها.

التجربة السياسية والاعتقال

بدأ خضر عدنان حياته السياسية مبكرا خلال دراسته الجامعية منتميا إلى حركة الجهاد الإسلامي. وكان أول اعتقال له من قبل السلطة الفلسطينية بتهمة التحريض على رشق رئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان بالحجارة لدى زيارته جامعة بير زيت عام 1998. وأمضى في الاعتقال 10 أيام مضربا عن الطعام.

اعتقلته سلطات الاحتلال الإسرائيلي أثناء الدراسة الجامعية، وأمضى في الاعتقال الإداري (من دون لائحة اتهام) 4 أشهر، ثم اعتقل مرة أخرى لمدة عام.

تكرر اعتقاله -بعد مرحلة الدراسة- أكثر من 10 مرات يزيد مجموعها على 6 سنوات، كان بينها الاعتقال ما بين 03/05/2004 و11/04/2005، حيث خاض إضرابا مفتوحا عن الطعام لمدة 28 يوما احتجاجا على وضعه في عزل انفرادي. ولم يوقف إضرابه إلا بعد الاستجابة لمطلب نقله إلى أقسام السجون العادية مع باقي الأسرى.

اعتقل ثانية لدى السلطة الفلسطينية في أكتوبر/تشرين الأول 2010، وأمضى 12 يوما في السجن أضرب خلالها عن الطعام.

كان الاعتقال الأشهر بالنسبة لخضر في 17 ديسمبر/كانون الأول 2011، وهو الذي خاض فيه أشهر وأطول إضراب فردي عن الطعام في السجون الإسرائيلية، احتجاجا على اعتقاله الإداري دون تهمة، واستمر الإضراب 65 يوما، ثم انتهى بتحقيق مطلب الإفراج عنه بتاريخ 17 أبريل/نيسان 2012.

فتح خضر الباب أمام الإضرابات الفردية فتبعه الكثير من الأسرى الإداريين، بينهم الأسيرة هناء الشلبي التي أضربت لمدة 44 يوما، وبلال ذياب وثائر حلاحلة لمدة 78 يوما وحسن الصفدي وغيرهم.

نشط القيادي الفلسطيني -بعد الإفراج عنه- في فعاليات التضامن مع الأسرى والأسرى المضربين، والفعاليات السلمية حتى اعتقلته قوة من جيش الاحتلال الإسرائيلي مطلع يوليو/تموز 2014 في كمين نصبته عند حاجز جنوب مدينة جنين، على خلفية إشادته -في تصريحات مختلفة لوسائل الإعلام- بالمقاومة الفلسطينية التي تتصدى للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

اعتقلته السلطات الإسرائيلية من جديد في الخامس من فبراير/شباط 2023، حيث دهمت منزله في مخيم جنين، وبدأ إثر ذلك إضرابا عن الطعام رفضا لاعتقاله، واستمر إضرابه إلى أن استشهد.

إضراباته عن الطعام

خاض الأسير خضر عدنان عدة إضرابات عن الطعام، واشتهر بأنه "مفجر معركة الأمعاء الخاوية" ضد الاحتلال. وفي ما يلي أشهر الإضرابات التي خاضها:

  • عام 1998 اعتقل أول مرة وأمضى في السجن 10 أيام مضربا عن الطعام.
  • خاض إضرابا مع مجموعة من المعتقلين من قطاع غزة عام 2005 استمر 25 يوما ضد عزله انفراديا.
  • في أكتوبر/تشرين الأول 2010، اعتقلته السلطة الفلسطينية وأمضى 12 يوما في السجن أضرب خلالها عن الطعام.
  • نهاية عام 2011 وبداية عام 2012 دخل في إضراب استمر 65 يوما ضد اعتقاله الإداري، وتمكن من انتزاع قرار بالإفراج عنه.
  • عام 2015 خاض إضرابا عن الطعام ضد اعتقاله الإداري استمر 58 يوما.
  • عام 2018 خاض إضرابا جديدا مدته 54 يوما.
  • عام 2021، خاض إضرابا استمر 25 يوما.
  • عام 2023 خاض إضرابا منذ اعتقاله في 5 فبراير/شباط واستمر حتى استشهاده في سجون الاحتلال في الثاني من مايو/أيار.

الوفاة

فجر الثلاثاء الثاني من مايو/أيار 2023 أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي استشهاد الأسير عدنان خضر بعد إضراب عن الطعام استمر 87 يوما رفضا لاعتقاله الإداري.

وقالت مصلحة السجون إنه عُثر عليه فاقدا للوعي داخل زنزانته بسجن "نيتسان"، وأضافت أنه نُقل إلى المستشفى ثم توفي لاحقا، وفق الرواية الإسرائيلية.

وباستشهاد الأسير خضر عدنان يرتفع عدد شهداء الحركة الأسرى إلى 237 شهيدا، منذ عام 1967.

واتهم نادي الأسير الاحتلال باغتيال خضر عدنان (44 عاما) عن سبق إصرار، كما أعلنت الحركة الأسيرة في سجن عوفر العسكري الإسرائيلي أنها أغلقت جميع أقسام السجن، ورفضت تسلُم الطعام، وأعلنت النفير العام في صفوف الأسرى.

ومن جهته ذكر جميل الخطيب محامي الأسير الشهيد أن موكله أصر على استمرار إضرابه عن الطعام حتى نيل الحرية أو الشهادة.

وأضاف الخطيب أن عدنان خضر استشهد نتيجة إهمال السجانين لوضعه الصحي، مشيرا إلى أن محكمة الاحتلال رفضت طلب الإفراج عنه بكفالة.

وصية الأسير الشهيد خضر عدنان

وقال نادي الأسير إن خضر عدنان كان قد كتب وصيته بعد أن استشعر قرب وفاته بسبب الإضراب، وكتب في الوصية "يا شعبنا الأبي أبعث لكم هذه الوصية تحية ومحبة، وكلي ثقة برحمته تعالى، ونصره وتمكينه، هذه أرض الله ولنا فيها وعد منه، إنه وعد الآخرة".

وأضاف عدنان "لا تيأسوا، فمهما فعل المحتلون، وتطاولوا في احتلالهم وظلمهم، وغيهم، فنصر الله قريب، ووعده لعباده بالنصر والتمكين أقرب".

وطلب الأسير الشهيد من عائلته بألا تسمح للمحتل بتشريح جسده، وأن يسجى قرب والده.

وفي الثاني من أبريل/نيسان الماضي، أرسل عدنان وصيته من داخل السجن، وقال فيها "أما وقد اقتربت النفس من الشهادة فحق علينا أن نكتب وصيتنا".

وأضاف في الوصية "أبعث لكم بكلماتي هذه وقد ذاب شحمي ولحمي ونخر عظمي وضعفت قواي من سجني في الرملة الحبيبة الفلسطينية الأصيلة، وصيتي هذه لأهلي وأبنائي وزوجتي وشعبي".

وتابع "زوجتي أوصيك وأبنائي بتقواه تعالى، والاستعصام بحبله المتين والاستغناء بفضله عمن سواه وقول الحق في كل زمان (…)".

المصدر : الجزيرة