محمد بنيس

محمد بنيس Mohammed bennis - الموسوعة

شاعر مغربي وصف بأنه من أبرز شعراء الحداثة في العالم العربي، اعتبر أن ثورات الربيع العربي قلبت بشكل كامل مشروعا تاريخيا وغيرت مساره.

المولد والنشأة
ولد محمد بنيس عام 1948 في مدينة فاس بالمغرب.

الدراسة والتكوين
بدأ تعليمه في الكُتاب والتحق في سن العاشرة بالمدرسة العمومية عام 1958، وتابع دراسته الابتدائية والثانوية والجامعية في فاس، وحصل في "كلية الآداب ظهر المهراز" عام 1972 على الإجازة (البكالوريوس) في الأدب العربي.

كما حصل عام 1978 -من كلية الآداب بجامعة محمد الخامس بالرباط- على دبلوم الدراسات العليا في موضوع "ظاهرة الشعر المعاصر في المغرب"، وعلى دكتوراه الدولة في موضوع "الشعر العربي الحديث، بنياته وإبدالاتها" عام 1988.

الوظائف والمسؤوليات
عمل منذ عام 1980 أستاذا للشعر العربي الحديث في جامعة محمد الخامس بأكدال في الرباط.

التجربة الأدبية
شغف بالأدب والشعر منذ بداية المرحلة الثانوية، ونشر قصائده ومقالاته الأولى وهو طالب عام 1967 بجريدة "العلم" المغربية ومجلات وصحف عربية ودولية كمجلة "مواقف".

نشر  ديوانه الأول "ما قبل الكلام" عام 1969، وأسس مع الناقد السينمائي مصطفى المسناوي عام 1974 -في المحمدية حيث عمل أستاذا للغة العربية- مجلة "الثقافة الجديدة" التي أصدرت ثلاثين عددا قبل أن تمنعها وزارة الداخلية عام 1984 على إثر ما عرف بأحداث الدار البيضاء.

قام عام 1985 مع مجموعة من الكتاب والأساتذة الجامعيين بتأسيس دار توبقال للنشر، كما أسس مع عدد من الأدباء والشعراء عام 1996 "بيت الشعر في المغرب" وبقي رئيسا له إلى 2003.

انخرط في اتحاد كتاب المغرب عام 1970 وانتخب في مكتبه المركزي ابتداء من عام 1973، لكنه انفصل عنه عام 1981.

يعود لبنيس الفضل في إعلان اليونسكو عام 1999 يوم 21 مارس/آذار يوما عالميا للشعر، بعدما وجه إليها نداء عام 1998 لإعلان يوم عالمي للشعر.

منذ عام 1985 شارك في مهرجانات شعرية وندوات دولية على المستوى العربي والأوروبي والأميركي، وأنجز أعمالا أدبية وفنية مشتركة مع فنانين وأدباء في دول مختلفة.

ترجم من الفرنسية إلى العربية أعمالا لعبد الكبير الخطيبي وبرنار نويل وجاك آنصي وغيرهم.

التوجه السياسي
ظل بعيدا عن تقلبات السياسة والمشهد الحزبي، ورفض تبعية الثقافة للسياسة مما جعله يستقيل من اتحاد كتاب المغرب.

عندما استولت السياسة على "بيت الشعر في المغرب" نشر رسالة مفتوحة بعنوان الخوف من المعنى، لكنه كان من الموقعين على "بيان الديمقراطية" الصادر عام 2011 عن مثقفين مغاربة بمناسبة مراجعة الدستور المغربي، استجابة لطلب حركة 20 فبراير.

أكد في مناسبات عديدة أنه حرص على البعد عن السلطة لأن مسؤولية النقد تفرض على المثقف حماية محيطه الحيوي وحريته من أي تدخل أو تبعية لأي سلطة، سواء كانت سلطة الدولة أو الأحزاب السياسية أو المنظمات الثقافية المسيسة.

اعتبر أن ثورات الربيع العربي فاجأت المثقفين والسياسيين فانقسمت مواقفهم منها بين داعم لها ومتبرئ منها، وأن تطورات الربيع العربي قلبت بشكل كامل مشروعا تاريخيا وغيرت مساره.

المؤلفات
ألف أكثر من ثلاثين كتابا شملت أعماله الشعرية ودراسات عن الشعر المغربي وعن الشعر العربي الحديث ونصوصا وترجمات نشرت في العالم العربي وفي الغرب واليابان، بالإضافة إلى أعمال فنية مشتركة مع فنانين عرب وأجانب.

ترجمت مؤلفاته إلى لغات أجنبية متعددة منها: الفرنسية والإنجليزية والإسبانية والإيطالية والتركية والألمانية، ومن مؤلفاته في الأعمال الشعرية: "ما قبل الكلام"، و"مواسم الشرق"، و"نهر بين جنازتين".

وفي الدراسات: "ظاهرة الشعر المعاصر في المغرب"، و"حداثة السؤال"، و"الشعر العربي الحديث، بنياته وإبدالاتها" (أربعة أجزاء)، و"شطحات لمنتصف النهار"، و"الحداثة المعطوبة". بالإضافة إلى ترجمات عديدة منها: "الاسم العربي الجريح" (دراسة) لعبد الكبير الخطيبي، و"الغرفة الفارغة" ديوان شعري لجاك آنصي.

في المقابل، ترجم للشاعر ستفيان ملارمي قصيدة "رمية نرد" وهي من أشهر قصائد الحداثة الغربية وأشدها غموضا، كما ترجم لبرنار نويل، "هسيس الهواء".

الجوائز والأوسمة
حصل محمد بنيس على جوائز شعرية عديدة محليا وعربيا ودوليا منها: جائزة المغرب الكبرى للكتاب عن ديوانه "هبة الفراغ"، وجائزة الأطلس الكبرى للترجمة إلى الفرنسية عن ديوانه "نهر بين جنازتين"، ووسام الجمهورية الفرنسية من رتبة فارس الفنون والآداب، وجائزة تشيبو العالمية للآداب في إيطاليا.

ونال جائزة الثقافة المغاربية في تونس، وجائزة جمعية الشاعر الفرنسي ماكس جاكوب عن ديوانه "المكان الوثني"، كما فاز بجائزة الشعر للدورة العاشرة لمؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية.

المصدر : الجزيرة