بشار الأسد

Syrian President Bashar al-Assad attends the closing session of the Arab League Summit in the Libyan coastal city of Sirte on March 28, 2010. Arab leaders met behind closed doors to thrash out a united strategy against Israel's settlement policy as the Jewish state accused them of lacking moderation and blocking peace efforts.
رئيس سوريا، تولى الرئاسة خلفا لوالده عام 2000، وشن حربا ضروسا -بدعم روسي إيراني ومن حزب الله اللبناني- ضد الثائرين على نظامه، مما أدى إلى مقتل وإصابة مئات الألوف وتشريد الملايين.

المولد والنشأة
ولد بشار حافظ علي سليمان الأسد يوم 11 سبتمبر/أيلول 1965 في دمشق بسوريا، لأسرة تنتمي إلى الطائفة العلوية (النصيرية) التي تشكل أقلية في البلاد، ونشأ في أجواء السلطة بعد ترؤس والده البلاد في انقلاب عسكري عام 1970.

الدراسة والتكوين
تلقى تعليمه خلال المراحل كلها في مدارس دمشق، وتخرج عام 1988 في كلية الطب بجامعة دمشق متخصصا في طب العيون، ومارس هذه المهنة عقب تخرجه. وفي عام 1992 توجه إلى بريطانيا لمتابعة دراسته في هذا المجال.

الوظائف والمسؤوليات
كُلف بشار الأسد بإدارة الملف اللبناني عام 1995 نظرا لتشابك العلاقات السورية اللبنانية، واضطلع عام 1998 بدور بارز في تنصيب الرئيس اللبناني إميل لحود. وفي 11 يونيو/حزيران 2000 عين قائدا للجيش، واختاره حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم أمينا قُطريا له في 27 يونيو/حزيران 2000، ثم أعلـِن انتخابه في استفتاء شعبي يوم 1 يوليو/تموز 2000 رئيسا للجمهورية.

التجربة السياسية
بعد وفاة شقيقه باسل في حادث سير عام 1994، عاد بشار إلى سوريا ليتم إعداده لخلافة والده الرئيس حافظ الأسد، فالتحق بالجيش السوري برتبة نقيب، وفي عام 1995 رقي إلى رتبة رائد، ثم إلى رتبة مقدم ركن (1997)، ثم إلى رتبة عقيد ركن (1999)، وفي السنة التالية تولى قيادة الجيش.

اجتمع مجلس الشعب السوري عقب وفاة حافظ الأسد في 10 يونيو/حزيران 2000، لتعديل المادة رقم (83) من الدستور التي تنص على أن سنّ الرئيس يجب أن تكون 40 سنة، وفي تصويت استغرق ثلاث ثوان أصبحت المادة (83) تنص على أن سن الرئيس يمكن أن تكون 34 سنة، وهي سن بشار في ذلك الوقت، وبهذا التعديل الدستوري الذي يعتبر الأسرع من نوعه في العالم، تمكن بشار من تولي رئاسة البلاد.

تأزمت في عهده علاقة سوريا مع الولايات المتحدة وتحديدا بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 وبعد احتلال أميركا للعراق عام 2003، حيث اتهمت واشنطن دمشق بدعم "الإرهابيين" الذين يتسللون عبر الحدود السورية إلى العراق لمحاربة قواتها. 

دخلت العلاقة بين البلدين مرحلة خطيرة بعد مقتل رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري في فبراير/شباط 2005، حيث أيدت الإدارة الأميركية جهات لبنانية اتهمت الأجهزة الأمنية السورية بالتواطؤ في عملية الاغتيال أو التقصير والإهمال في منع وقوعها، فاضطر الجيش السوري للانسحاب من الأراضي اللبنانية تحت ضغط دولي شديد.

وفي مارس/آذار 2011، شهدت سوريا احتجاجات شعبية كبيرة تأثرا بالثورات العربية التي اندلعت في عدة بلدان مثل تونس ومصر وليبيا واليمن، وخرج السوريون إلى الشوارع في عدة مدن مطالبين بالحرية والإصلاح السياسي.

أمر بشار الأسد -سعيا منه لتهدئة الاحتجاجات الغاضبة- بإلغاء حالة الطوارئ المفروضة منذ عقود، وحل الحكومة، واتخذ عدة إجراءات سياسية واقتصادية أخرى، لكن دون جدوى.

بعد ذلك لجأ النظام -مدعوما من روسيا وإيران وحزب الله الشيعي- إلى استخدام السلاح لإخماد المظاهرات السلمية، فتحولت الاحتجاجات إلى ثورة مسلحة، ودخلت البلاد في حرب أهلية سقط فيها مئات الألوف من القتلى والجرحى، واعتقل عشرات الآلاف، وشرد الملايين، ودمر عدد هائل من المدن والقرى جزئيا أو كليا.

أعلن عن فوز بشار الأسد بفترة رئاسية ثالثة في الانتخابات الرئاسية التي شهدتها البلاد في يونيو/حزيران 2014، بحصوله على أكثر من عشرة ملايين صوت، وبنسبة بلغت 88.7% في انتخابات شهدت نسبة مشاركة تجاوزت 73%، بحسب المحكمة الدستورية العليا في سوريا.

وقد حظيت تلك الانتخابات بسخرية من طرف اللاجئين السوريين الذين وصفوها بالعبثية، في ظل الأوضاع المأساوية التي تعيشها البلاد.

ظل بشار الأسد محور خلاف عميق بين الأطراف المتدخلة في الشأن السوري، بين من يرى أن لا مستقبل له في المشهد السوري معتبرا ذلك شرطا أساسيا لإنجاح المفاوضات السياسية، ومن يصر على أنه يجب أن يكون جزءا من الحل، وهو الموقف الذي تتبناه روسيا وإيران.

المصدر : الجزيرة