يوسف ندا

يوسف ندا

رجل أعمال مصري من أبرز قادة الإخوان المسلمين في الخارج، اتهمه الرئيس الأميركي بوش الابن بدعم الإرهاب، فجمدت أمواله ووضع رهن الإقامة الجبرية، وحققت معه عدة جهات استخباراتية، ثم خرج بريئا.

المولد والنشأة
ولد يوسف مصطفى علي ندا عام 1931 في الإسكندرية.

الدراسة والتكوين
تلقى تعليمه الأساسي والجامعي في مدينة الإسكندرية، وتخرج في كلية الزراعة من جامعة الإسكندرية.

الوظائف والمسؤوليات
لم يتولَّ أيَّ وظيفة في القطاع العام، واختار مبكرا التوجه للعمل الخاص، فأسس مصنعا للألبان كان نواة نشاط اقتصادي زراعي في مختلف أنحاء مصر.

نجح ندا خلال ربع قرن في أن يكون من صفوة رجال الأعمال حول العالم، وحمل عدة جنسيات بينها الإيطالية والسويسرية والتونسية (وقد ارتبط بعلاقة قوية بالرئيس الحبيب بورقيبة)، وغيرها.

التوجه الفكري
تبنى يوسف ندا التوجّه الإسلامي منذ صغره، وتتلمذ على يد قيادات من جماعة الإخوان على رأسهم مؤسسها الشيخ حسن البنا، مما أثر في توجهاته بشكل كبير.

التجربة السياسية
انخرط يوسف ندا في جماعة الإخوان المسلمين في السنة السابعة عشرة عام 1948، وشارك  في حرب القنال عام 1951، وتعرض للاعتقال في حادث المنشية في أكتوبر/تشرين الأول 1954، وأفرج عنه في أبريل/نيسان 1956.

تعرض لمضايقات أمنية بشكل أثر على أعماله وتجارته، فهاجر إلى ليبيا في أغسطس/آب 1960 حيث كانت له علاقة جيدة مع ملكها آنذاك إدريس السنوسي الذي منحه جواز سفر ليبيّا مكّنه من السفر إلى عواصم العالم وتقوية علاقاته الاقتصادية، وخاصة في النمسا وإيطاليا وسويسرا.

بعد انقلاب العقيد معمر القذافي على الملك السنوسي في سبتمبر/أيلول 1969 ترك ليبيا وتوجه إلى اليونان ثم إلى إيطاليا، وهناك استقر في مدينة كامبيونا التي تقع على الحدود السويسرية، حيث أطلق مؤسسته الاقتصادية "بنك التقوى" عام 1988.

في أبريل/نيسان 1997 قال الرئيس الأميركي جورج بوش الأب في مؤتمر حول السلام نظمه معهد "بيمنزو" الذي كان ندا عضوا فيه: إن الأصولية هي العدو بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ونهاية الحرب الباردة. فرد عليه ندا: "مع احترامنا الشديد لسيادة الرئيس، أعتقد أننا هنا لنسمع عن السلام والتسامح، لكننا نرى أنك تبحث عن عدو حتى تحاربه. أنت تبحث عن الحرب وليس عن السلام"، فتمّ تجميد عضويته بعد التحقيق معه.

بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، اتهم الرئيس جورج بوش الابن ندا بضلوعه ومؤسسته الاقتصادية في تمويل تلك الهجمات ودعمها، وقامت وزارة الخزانة الأميركية بتجميد مختلف أصوله وأرصدته، ووضعت يدها على جميع الأصول المالية لبنك التقوى.

ووُضِع ندا تحت الإقامة الجبرية في سويسرا، وحققت معه أجهزة أمنية سويسرية وإيطالية وأميركية، لم تجد كلها أي دليل لإدانته.

في سبتمبر/أيلول 2009 أعلنت الخارجية السويسرية أن مجلس الأمن شطب اسم ندا من قائمة الداعمين للإرهاب بناء على طلب سويسري، حيث لم يتمكن الادعاء العام السويسري من العثور على أي دليل لإدانته، ولم تتمكن الإدارة الأميركية من تقديم أدلة تدينه بدعم الإرهاب، لكنها رفضت شطب اسمه من قوائمها السوداء.

وفي 26 يوليو/تموز 2012 أصدر الرئيس محمد مرسي عفوا عاما عنه، فأسقط الحكم بسجنه عشر سنين الذي كان صدر ضده في قضية مليشيا الأزهر.

لكن الرئيس المؤقت عدلي المنصور ألغى يوم 20 مايو/أيار 2014 قرارا جمهوريا بالعفو عن 52 شخصا، منهم ندا.

وُصف يوسف ندا بالرجل الغامض، وقيل إنه احتلَّ موقعا بارزا قياديا في جماعة الإخوان، وقام بأدوار سياسية مهمة على المستوى العربي، وإنه توسط بين إيران والسعودية، وبين الرياض وصنعاء، وبين اليمن وإرتيريا، وساهم في حلِّ الأزمة بين الحكومة الجزائرية وجبهة الإنقاذ وغير ذلك.

توقع سقوط الانقلاب العسكري على الرئيس المصري محمد مرسي، لكنه استبعد أن يتصدر الإخوان المسلمون الحكم بعد سقوط الانقلاب، لأنهم "ليسوا قادرين على سفك الدماء"، وسيواصلون التمسك بنهجهم السلمي.

المصدر : الجزيرة