محمد الحسن بن الددو

داعية موريتاني واسع العلم كثير الحفظ، متبحر في علوم اللغة وأصول الدين، جاب كثيرا من أقطار العالم داعيا محاضرا، وهو مرجع مرضي لكثير من الحركات الإسلامية على تباين مشاربها. عارض علاقات بلاده مع إسرائيل فأودع السجن عدة مرات.

المولد والنشأة
ولد محمد الحسن ولد الددو يوم 31 أكتوبر/تشرين الأول 1963، في بو تلميت بموريتانيا، لأسرة علم عريقة خرج فيها عدد من العلماء المتميزين، فجده هو الشيخ محمد عالي ولد عدود وخاله العالم الموريتاني الكبير الشيخ محمد سالم ولد عدود.

الدراسة والتكوين
 حفظ القرآن الكريم صغيرا قبل أن يتمّ العاشرة، ودرس أغلب ما يدرس من العلوم في المحاضر الموريتانية في محضرة والده الشيخ محمد عالي ولد عدود.

سمع الحديث وأجيز فيه من عدد من المشايخ في مختلف البلاد، كما أجيز في القراءات العشر من طريق الشاطبية والدرة، وفي كتب الحديث كالصحيحين والسنن الأربع والموطأ والمستدرك ومسند أحمد والدارمي وسنن البيهقي والدارقطني، وغيرها من دواوين الحديث وأجزائه، وحفظ بعضها.

كما سمع من الكثير من المشايخ وأجازوه، من: المملكة العربية السعودية، ومصر، وبلاد الشام والمغرب واليمن والهند وموريتانيا. والتقى وناقش الكثير من المشايخ مثل: الشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ عبد العزيز آل الشيخ، والشيخ محمد بن عثيمين، والشيخ ناصر الدين الألباني، وغيرهم.

حصل على البكلوريا بتفوق عام 1986، وتخرج في كلية الحقوق من الأوائل على المستوى الوطني، كما جاء الأول في مسابقة القسم الجامعي لجامعة الإمام محمد بن سعود في نواكشوط، فسجلته الجامعة في الرياض في المستوى الثالث بكلية الشريعة ليكمل الدراسة فيها.

حصل على الماجستير بامتياز في الجامعة نفسها وكانت رسالته عن "مخاطبات القضاة" في الفقه الإسلامي.

الوظائف والمسؤوليات
يرأس الددو مركز تكوين العلماء في موريتانيا، وهو نموذج مبتكر من الجامعات التعليمية أراد الشيخ المنحدر من المحضرة الموريتانية التقليدية أن يمزج فيه بين التعليم الموسوعي وخصائص الجامعات الحديثة.

ويستقبل هذا المركز فقط من حازوا مستوى متقدما من التعلم الشرعي، ويشترط أن يكون المتقدم حاملا لإجازة في القرآن بعدة قراءات.

كما أن الددو يشغل منصب رئيس جامعة عبد الله بن ياسين، وهو عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. وكان يرأس جمعية المستقبل للتربية والثقافة في انواكشوط، فأغلقتها السلطات.

التجربة العلمية
يقدم برامجه التدريسية في أغلب القنوات الدينية، ويتبع الطريقة الموريتانية التقليدية التي تتسم بالموسوعية في الشروح، وقد قام بتسجيل سلاسل تدريسية لبعض أمهات كتب الفقه والعقيدة.

أنشأ "مركز تكوين العلماء" في نواكشوط، وهو تجربة مبتكرة تمزج بين طريقة التدريس الموريتانية التقليدية (المحاضر) بتوسعها وغزارة مقرراتها، والطرق الحديثة في ظروف التدريس وتوفير بيئة الجامعات العصرية.

كما تصدى لعدد من الفتاوي الحديثة وناظر بعض العلماء، وكان له حضور في الفتوى في الأحداث السياسية مثل ثورة ليبيا حيث دعم "الربيع العربي" وناهض انقلاب مصر وأفتى بالجهاد في سوريا.

المؤلفات
للشيخ عدد من المؤلفات والشروح، من أهما: "مخاطبات القضاة"، و"مقومات الأخوة الإسلامية"، و"كتاب فقه الخلاف"، و"شرح ورقات إمام الحرمين في الأصول".

وله عدد كبير من الفتاوى والمحاضرات العلمية والدعوية، بعضها سلاسل علمية فيها شروح لكتب كصحيح البخاري وألفية ابن مالك ولاميته وغير ذلك.

المصدر : الجزيرة