أمادو مختار مبو

Former director general of the United Nations Educational, Scientific and Cultural Organisation (UNESCO) Amadou Makhtar Mbow speaks on June 1, 2008 at an opposition group meeting in Dakar to discuss the future of Senegal. - الموسوعة

سياسي سنغالي، استقال من الوزارة زمن الاستعمار وطالب باستقلال بلاده. بدأ رحلته معلما بالجنوب الموريتاني وأنهاها مديرا عاما لليونسكو، وقد أثارت مواقفه حفيظة الولايات المتحدة فانسحبت من المنظمة.

المولد والنشأة
ولد أمدو مختار مبو يوم 20 مارس/آذار 1921 بمدينة دكار عاصمة السنغال.

الدراسة والتكوين
تلقى تعليمه الابتدائي بمدينة اللوغة شمال غرب السنغال، حيث التحق بها سنة 1929، وبعد إكمال دراسته الابتدائية تلقى دورات تكوينية في بلاده والمغرب في مجالات التجارة والطيران والميكانيك.

الوظائف والمسؤوليات
مارس التدريس أستاذا بإعدادية روصو (جنوب موريتانيا) في الفترة ما بين 1951-1953، حين كانت موريتانيا مستعمرة تدار من مدينة سان لوي، ثم انتقل للعمل في مجال التعليم بالسنغال.

أسندت له مهام تعليمية متعددة في بلاده، وكان من الأساتذة الذين دَرَّسُوا بثانوية "فيدرب" بمدينة سان لوي، يوم كانت قبلة طلاب منطقة غرب أفريقيا، كما تولى إعداد المقررات الدراسية الحكومية.

وأثناء فترة الحكم الذاتي الذي منحته فرنسا للسنغال 1957-1958 شغل منصب وزير التربية والثقافة، لكنه استقال ليلتحق بالقوى المطالبة بالاستقلال الكامل عن فرنسا، وفي سنة 1966 بعد الاستقلال بست سنوات عُيِّن وزيرا للتعليم، ثم وزيرا للثقافة والشباب سنة 1968.

وفي الفترة ما بين 1974-1987 تولى منصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، فكان أول أفريقي يتقلد هذا المنصب.

وفي سنة 2014 أوكل إليه الرئيس السنغالي ماكي سال رئاسة اللجنة المعنية بتقديم مقترحات للسلطة عن إصلاح مؤسسات الدولة، وتقديم توصيات بالإصلاحات الدستورية المطلوبة.

التجربة السياسية
بدأ النشاط السياسي في شبابه وكان من الرافضين للاستقلال الداخلي للسنغال، واضطر للاستقالة من وزارة التعليم بسبب رفضه لبقاء بلاده تحت الحكم الاستعماري، وانضم إلى المنادين بالاستقلال الكامل.

وبعد الاستقلال ظل يمارس السياسة من داخل النظام بحكم علاقاته بالسلطة، إلا أن وظائفه الإدارية ومسؤولياته الدولية أبعدته عن العمل السياسي، أكثر من عقدين من الزمن.

وخلال توليه منصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، حاول تكريس المساواة بين دول العالم، وترسيخ الاحترام العالمي للعدالة وسيادة القانون وحقوق الإنسان ومبادئ الحريات الأساسية.

وقد أثارت مواقفه حفيظة الولايات المتحدة، فأعلن وزير خارجيتها -في ذلك الوقت- جورج شولتز عن قلق بلاده إزاء بعض اتجاهات اليونسكو والجوانب الأيديولوجية التي حادت بها عن المبادئ الأصلية لميثاقها التأسيسي، حسبما ورد في رسالته إلى المدير العام للمنظمة لعرض مبررات الانسحاب.

لكن مختار مبو اعتبر أن قرارات المنظمة تتم دائما وفقا للمعايير التي حددها ميثاقها، إلا أن التحول الهائل الذى شهده المجتمع الدولي، وتصفية الاستعمار وحصول الشعوب المستعمرة على استقلالها وممارستها لدورها في الحياة الدولية، أدى إلى تطور الشواغل المباشرة لليونسكو، وفقا لما ورد في رده على الوزير الأميركي.

لكن ذلك لم يثن الولايات المتحدة، فانسحبت من المنظمة مطلع 1984، وحرّضت حلفاءها على الانسحاب، فأعلنت بريطانيا انسحابها من المنظمة سنة 1985، تضامنا مع أميركا.

وفي سنة 2008 وقع اختيار القوى السياسية والمدنية -المعارضة لنظام الرئيس السابق عبد الله واد– على مختار مبو لقيادة المنتديات العامة للمعارضة التي سعت إلى تقديم تصورات لإيجاد حلول توافقية لأزمات البلاد.

وفي مايو/أيار 2011 احتفت الأوساط الفكرية والسياسية السنغالية بمختار مبو، بمناسبة الذكرى التسعين لميلاده، وأقيمت لهذا الغرض ندوة دولية بالسنغال لمدة ثلاثة أيام تحت عنوان "أمادو مختار مبو: نضال من أجل أفريقيا".

المؤلفات
أصدر أمادو مختار مبو العديد من المؤلفات و المنشورات عن القضايا المتعلقة بالتربية في السنغال والعالم، ومن أهم إصدارته "اليونسكو والمستقبل" و"اليونسكو والتضامن مع الأمم.. من التشاور إلي التفاهم"، و"اليونسكو: العالمية والتعاون الدولي"، و كتاب "زمن الشعوب".

المصدر : الجزيرة