أحمد الطيبي.. "مؤذن" بقلب الكنيست الإسرائيلي

epa01300072 Israeli parliament member and leader of the Arab nationalist party Ahmad Tibi delivers a speech during a ceremony marking Land Day in the Yemeni capital Sana'a, 30 March 2008.

المولد والنشأة
ولد أحمد الطيبي يوم 19 ديسمبر/كانون الأول 1958 في مدينة الطيبة بالمثلث في فلسطين المحتلة لأسرة شردت من مدينة يافا عام 1948، وهو متزوج وأب لابنتين.

الدراسة والتكوين
تلقى تعليمه الجامعي في كلية الطب بالجامعة العبرية في القدس، وحصل على دكتوراه في الطب بالمرتبة الأولى في الكلية المذكورة.

الوظائف والمسؤوليات
عمل الطيبي مستشارا سياسيا لرئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ياسر عرفات بين 1993 و1999، ثم قدم استقالته وترشح للانتخابات البرلمانية، وتمَّ انتخابه مندوبا عن الحركة العربية للتغيير عام 1999.

انتخب نائبا في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) عام 1999، وحافظ على مقعده لولايات برلمانية متتالية، وكان عضوا في عدد من لجان الكنيست، وسبق له أن ترأس لجنة التحقيق البرلمانية لموضوع استيعاب العرب في القطاع العام.

وشغل منصب المتحدث الرسمي باسم الوفد الفلسطيني في مؤتمر واي ريفر تحت رعاية الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون.

التجربة السياسية
أسس أحمد الطيبي الحركة العربية للتغيير عام 1996 وترأسها، وقد سجلت كحزب قبل انتخابات الكنيست عام 1996، وشكك اليمين الإسرائيلي حينها في إخلاص الدكتور الطيبي لدولة إسرائيل لأنه كان مستشارا لياسر عرفات.

لم تخض الحركة تلك الانتخابات خوفا من أن لا تتخطى نسبة الحسم المطلوبة، فأعلنت في أبريل/نيسان 1996 عدم خوضها، ثم شاركت في انتخابات 1999 في ائتلاف مع التجمع الوطني الديمقراطي سمي التجمع الوحدوي الوطني العربي، وفازت القائمة المشتركة بمقعدين في الكنيست.

برز الطيبي مناضلا جريئا في سنوات الانتفاضة، حيث نشط ميدانيا في الأراضي المحتلة وخاصة في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي على الحواجز، وكان أول جرحى "انتفاضة الأقصى" حيث كسرت يده اليمنى عندما تصدى لأرييل شارون عند اقتحام الأخير المسجد الأقصى يوم 28 سبتمبر/أيلول 2000.

دخل مخيم جنين خلال مجزرة جنين، وهو ما ردت عليه إسرائيل برفع حصانته البرلمانية عام 2002 ومنعه من دخول الأراضي الفلسطينية المحتلة لعدة تهم، أولها دخوله مخيم جنين واتهامه بأنه "وطني فلسطيني" ومواجهة جنود الاحتلال على الحواجز.

منعته لجنة الانتخابات المركزية الإسرائيلية من خوض الانتخابات بتهمة تأييد الإرهاب ودعم الانتفاضة، لكنه نجح في إلغاء القرار وخاض انتخابات عام 2003 وفاز فيها إذ أعيد انتخابه نائبا في الكنيست في القائمة التحالفية بين الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة والحركة العربية للتغيير.

تعرض باستمرار لهجوم إعلامي وسياسي من الحكومة الإسرائيلية وقوى اليمين الإسرائيلي التي طالبت بسلب حقوقه ومعاقبته وطرده أكثر من مرة، وكيلت له تهم عديدة، كما تعرض لتهديدات بقتله وأسرته خاصة من اليمين المتطرف.

عرف أحمد الطيبي بجرأته في الدفاع عن الحق الفلسطيني والحديث عن معاناة الفلسطينيين مع الاحتلال داخل الكنيست وخارجه، حيث تلا في إحدى الجلسات لائحة الشهداء الذين سقطوا في العدوان الإسرائيلي على غزة في يوليو/تموز 2014.

وفي منتصف نوفمبر/تشرين الثاني 2016 رفع الطيبي الأذان داخل الكنيست الإسرائيلي تحديا منه لمشروع قرار إسرائيلي يمنع رفع الأذان بواسطة مكبرات الصوت في القدس والمناطق المحتلة عام 1948.

وعقب رفعه الأذان أمس هتف الطيبي "المؤذن سيؤذن أيها المارون بين الكلمات العابرة.. الله أكبر عليكم"، والعبارات الشعرية اقتبسها النائب من قصيدة للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش.

وأضاف "قبل عدة سنوات وقفت هنا (في الكنيست) وتحدثت عن (وحدة الكلاب) في الجيش الإسرائيلي، التي تم تدريبها على مهاجمة كل من يقول الله أكبر، والآن نحن أمام وحدة كلاب جديدة ومن نوع آخر تريد أيضا مهاجمة كل من يقول الله أكبر".

وبعد إظهار تحديه للمشروع الإسرائيلي، طالب رئيس الكتلة العربية للتغيير بحجب الثقة عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وأثار المشروع الإسرائيلي حول تقييد رفع الأذان بمكبرات الصوت في القدس والمناطق المحتلة عام 1984 تنديدا من السلطة الفلسطينية والفصائل، إذ حذرت من عواقبه.

المصدر : الجزيرة