بعوضة الأنوفوليس

A man walks behind a model of an Anopheles mosquito in the new Darwin Centre at the Natural History Museum, in London September 8, 2009. The new space opens to public on September 15.
تحمل بعوضة الأنوفوليس الكائن الطفيلي المسؤول عن الملاريا، ولا تظهر عليها أي أعراض ولا تتأثر به (رويترز)

تتوزع أكثر من  3500 فصيلة من البعوض على 41 جنسا مختلفا، والجنس الوحيد الذي ينقل الملاريا هو الأنوفوليس. وفي هذا الجنس توجد 430 فصيلة، أربعون منها فقط تنقل الملاريا. وتوجد هذه البعوضة في كل بقاع الأرض باستثناء القارة المتجمدة الجنوبية.

ولهذه البعوضة دورة حياة تتكون من أربع مراحل، فأولا تضع أنثاها ما بين خمسين إلى مائتي بويضة في المرة الواحدة على سطح الماء، حيث تطفو البويضات وتعوم باستخدام "عوامات"، وخلال يومين إلى ثلاثة أيام تفقس البويضة لتخرج منها يرقة، منهية المرحلة الأولى من حياتها.

وتتكون يرقة الأنوفوليس من رأس وفم ومنطقة صدر وبطن، ولكنها لا تملك سيقانا، وتتنفس اليرقة من بطنها وتتغذى على الطحالب والبكتيريا في طبقة المياه السطحية، ولا تغطس داخل الماء إلا عندما يتم إزعاجها، إذ إنها تحتاج الصعود إلى سطح الماء للتنفس.

وتتطور اليرقة بعدها إلى شرنقة، يشبه شكلها النقطة، وهي تصعد إلى السطح مرارا مثل اليرقة من أجل التنفس، وخلال فترة تتراوح بين خمسة أيام و14 يوما تكون البويضة قد تحولت إلى بعوضة بالغة، وعندها تغادر سطح الماء الذي تعيش فيه المراحل الثلاث الأولى، وهذا يعني أن مكافحة الأسطح المائية مثل المستنقعات وبرك المياه الراكدة تعد طريقة مهمة للقضاء على بعوض الأنوفوليس.

الذكور تختلف عن الإناث
يعيش ذكور البعوض لمدة أسبوع، وتتغذى على رحيق الأزهار ومصادر السكر الأخرى، أما الإناث فتعيش لفترة أطول تتراوح بين أسبوع وشهر، وهي تتغذى على الرحيق إضافة إلى الدماء.

وتحتاج أنثى بعوضة الأنوفوليس إلى الدم لعملية تكوين البويضات، فبعد أن تتناول الأنثى وجبة كاملة من دماء الضحية تقوم بالاستراحة لعدة أيام يتم فيها هضم الدم وتكوين البويضات، وبعد انتهاء هذه العملية تستأنف الأنثى البحث عن مصدر آخر للدماء.

رسول يحمل رسالة ولا يتأذى بها
وتحمل أنثى بعوض الأنوفوليس الكائن الطفيلي المسؤول عن الملاريا، وهو "المتصورة" (Plasmodium)، ولكن لا تظهر عليها أي أعراض ولا تتأثر بها، أي أن طفيلي البلازموديوم لا يؤدي إلى موت البعوض أو ضعفه، بل يستخدمه كناقل للوصول إلى الإنسان.

وحتى تحدث الإصابة بالمرض يجب توفر ثلاثة عوامل:

  • كائن المتصوّرة.
  • أنثى بعوض الأنوفوليس.
  • الإنسان الذي تلدغه البعوضة.

    وعندما يتم لدغ إنسان سليم من قبل بعوضة تحمل المتصورة فإن البعوضة تحقن الكائن الطفيلي إلى الضحية عبر لعابها. وفي جسم الإنسان فإن الطفيلي ينمو ويتكاثر في خلايا الكبد وفي خلايا الدم الحمراء، مما يؤدي إلى تدمير الأخيرة وإطلاق طفيليات جديدة تهاجم خلايا أخرى.

وعندما تلدغ بعوضة سليمة شخصا مريضا فإنها تمتص الطفيليات مع الدم، وهنا تبدأ الطفيليات دورة جديدة من النمو في جسم البعوضة تختلف عن التي لدى الإنسان. وبعد عشرة إلى 18 يوما فإن الطفيلي يصبح موجودا في غدد البعوضة اللعابية، وبالتالي يمكن نقله لإنسان آخر.

ويمكن تلخيص أهم آليات التعامل مع بعوضة الأنوفوليس فيما يلي:

  • استخدام المبيدات الحشرية في المنازل.
  • توزيع الناموسيات المشبعة بالمبيدات الحشرية.
  • ردم البرك والمستنقعات التي يوضع فيها البيض وتتم فيها المراحل الثلاث الأولى من حياة البعوض.
المصدر : الجزيرة