أزمات مالية واجهتها "أونروا"

Palestinians living in Lebanon carry signs during a sit-in asking the United Nations Relief and Works Agency for Palestine Refugees in the Near East (UNRWA) for help in improving their living conditions, in front of the U.N. headquarters offices in Beirut, Lebanon January 29, 2016. REUTERS/Aziz Taher
فلسطينيون في لبنان يطالبون أونروا بتحسين ظروفهم عام 2016 (رويترز)

واجهت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) عجزا ماليا في مرات عديدة، مما تسبب في تقليص حجم خدماتها التي تقدمها للاجئين الفلسطينيين في مختلف مناطق عملياتها، وقررت الولايات المتحدة الأميركية في يناير/كانون الثاني 2018 تقليص مساعداتها إلى النصف.

وتأسست أونروا كوكالة تابعة للأمم المتحدة بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة في التاسع من ديسمبر/كانون الأول 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية لنحو خمسة ملايين لاجئ فلسطيني شردوا بسبب نكبة 1948.

ويتم تمويل أونروا بشكل كامل تقريبا من خلال التبرعات الطوعية للدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وتعد الولايات المتحدة الأميركية الداعم الأكبر لها، ثم الاتحاد الأوروبي. وبحسب ما كشفه الناطق الرسمي للوكالة سامي مشعشع في وقت سابق، فإن من إجمالي ميزانية أونروا (العادية وميزانية الطوارئ وميزانية المشاريع) التي تبلغ قيمتها الإجمالية 1.3 مليار دولار، تتبرع واشنطن بمبلغ ثلاثمئة مليون دولار منها.

وبدأت أونروا عملياتها في الأول من مايو/أيار1950، وتولت مهام هيئة الإغاثة التي تم تأسيسها من قبل، وتسلّمت سجلات اللاجئين الفلسطينيين من اللجنة الدولية للصليب الأحمر

وفي ما يلي أبرز الأزمات المالية التي مرت بها وكالة الأونروا منذ عام 2007:

10 سبتمبر/أيلول 2007: أونروا تطلق مناشدة عاجلة للمجتمع الدولي لتوفير 55 مليون دولار لتمويل جهود إعادة الحياة لمخيم نهر البارد في لبنان، بعد القتال الضاري الذي استمر نحو ثلاثة أشهر بين الجيش اللبناني وجماعة "فتح الإسلام"، وتسبب في تشريد نحو 27 ألف لاجئ فلسطيني من المخيم، وتدمير نحو 95% من المباني والبنية التحتية بشكل كامل.

وتعهدت الأطراف الدولية بتقديم الدعم المالي اللازم لإعادة إعمار مخيم نهر البارد، غير أنها لم تف بكل التزاماتها.

2 أغسطس/آب 2009: قالت الوكالة إنها بحاجة إلى ثلاثين مليون دولار على الأقل لسد العجز في ميزانيتها التي قدرت وقتها بنحو 545 مليون دولار. وقال مدير العمليات في أونروا في ذلك الوقت ريتشارد كوك إن الوكالة تعيش أسوأ أوضاعها منذ عمل بها قبل 24 عاما.

ووجهت الوكالة قبل ذلك نداء للدول الخليجية لتوفير 160 مليون دولار لمواجهة الاحتياجات المتزايدة.

2010: أونروا تطلق نداء عاجلا للطوارئ لتوفير 322 مليون دولار لتغطية أنشطتها الإغاثية في الضفة الغربية وقطاع غزة. وبلغت قيمة مناشدة الطوارئ للأراضي الفلسطينية عام 2010 ما مجموعه نحو 73 مليون دولار للضفة، ونحو 249 مليون دولار للقطاع.

11 يوليو/تموز 2011: الوكالة تؤكد تقليص حجم برامجها الخاصة بالطوارئ بالمناطق الفلسطينية، وتقول إن عجزا في ميزانية برنامج الطوارئ الذي نشأ في الأراضي الفلسطينية عام 2000 يقدر بـ35 مليون دولار أميركي، وهو ما دفعها لاتخاذ خطوات من قبيل تقليل عدد المستفيدين من برنامج البطالة أو العمل المؤقت الذي تقوم به.

20 يوليو/تموز2014: الأونروا تناشد الدول المانحة توفير ستين مليون دولار على الأقل للاستجابة للاحتياجات الإنسانية الطارئة للنازحين إلى مدارسها بقطاع غزة.

1 سبتمبر/أيلول2017: الوكالة تطلق نداء دوليا قالت فيه إنها بحاجة لمبلغ 411 مليون دولار لعام 2017 لتأمين المتطلبات الإنسانية لمن بقي من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، وللذين فروا منهم إلى لبنان والأردن. وكشفت حينها عن أن 60% من مجموع الفلسطينيين اللاجئين في سوريا نزحوا من مخيماتهم وأماكن إقاماتهم.

وحددت أونروا عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين فروا من سوريا إلى لبنان بـ31 ألفا، وهم بحاجة إلى ستين مليون دولار مساعدات إنسانية، وعدد الذين فروا إلى الأردن بـ16 ألفا بحاجة إلى نحو 17 مليون دولار.

5 يناير/كانون الثاني 2018: الولايات المتحدة الأميركية تعلن تجميد 125 مليون دولار، من مساهمتها في ميزانية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، وذلك إلى حين انتهاء إدارة الرئيس دونالد ترمب من مراجعة المساعدات التي تقدمها إلى السلطة الفلسطينية

15 يناير/كانون الثاني 2018:
أونروا تنهي خدمات أكثر من مئة موظف من العاملين لديها بالأردن بسبب التقشف، ضمن أول إجراءات ضبط النفقات والخدمات المقدمة للاجئين الفلسطينيين، وذلك بسبب العجز المالي الذي تكبدته الوكالة، وقدر بنحو 174 مليون دولار. وطال هذا القرار مجمل المخيمات الـ 13 الموزعة على أنحاء متفرقة من الأردن.

16 يناير/كانون الثاني 2018: الولايات المتحدة تقرر تخفيض مساعداتها للأونروا إلى النصف، من 125 مليون دولار إلى 65 مليون دولار من الموازنة العامة لعام 2018. وذلك في ظل عجز مالي بلغ نحو 49 مليون دولار، خرجت به الأونروا من عام 2017. 

وقال مسؤول أميركي إن الوكالة بحاجة إلى إعادة تقييم جذري "للطريقة التي تعمل بها وتُمول بها".

المصدر : الجزيرة