"برنامج الحالمين".. أطلقه أوباما ووأده ترمب

Deferred Action for Childhood Arrivals (DACA) program supporters rally at City Hall in Los Angeles, California, September 5, 2017. REUTERS/ Kyle Grillot
إلغاء البرنامج يهدد نحو ثمانمئة ألف شخص يعيشون حاليا بالولايات المتحدة (رويترز)

"داكا" برنامج طرحته إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في يونيو/حزيران 2012 يمنع ترحيل مهاجرين دخلوا البلاد بشكل غير قانوني عندما كانوا أطفالا، ويمنح المستفيدين منه -وعددهم يقارب ثمانمئة ألف شخص- حق العيش في البلاد بطريقة شرعية. وألغاه الرئيس الحالي دونالد ترمب في سبتمبر/أيلول 2017.

ويهدف إلى "العمل المؤجل للوافدين الأطفال" (deferred action for childhood arrivals – DACA) المعروف اختصارا بـ "داكا" إلى إضفاء صفة قانونية على أوضاع المهاجرين الذين دخلوا بطريقة غير مشروعة إلى الولايات المتحدة مع أهاليهم وهم أطفال، والسماح لهم بالدراسة والعمل علنا.

وكان أوباما أمر قبل عام 2012 بتطبيق برنامج "داكا" من أجل السماح لأطفال مهاجرين لا يملكون إقامة في الولايات المتحدة بتخطي عوائق وضعهم غير القانوني، والسماح لهم بالدراسة والعمل بعيدا عن الخوف من تعرضهم للتوقيف والملاحقة.

وللحصول على امتيازات هذا البرنامج، يفترض في المتقدم مجموعة من الشروط على رأسها ألا يكون قد تعدى 31 سنة من العمر بتاريخ 15 يونيو/حزيران 2012.

قرار ترمب
ألغى الرئيس الأميركي دونالد ترمب يوم الخامس من سبتمبر/أيلول 2017 برنامج "داكا" لكنه أرجأ تنفيذه حتى مارس/آذار 2018، ومنح الكونغرس ستة أشهر لتحديد مصير نحو ثمانمئة ألف شخص سيتأثرون بالقرار.

ووصف وزير العدل جيف سيشنز -الذي أعلن القرار نيابة عن ترمب- البرنامج بأنه تجاوز غير دستوري من قبل أوباما قائلا "سيتم وقفه بشكل منظم وقانوني".

من جهته، أصدر ترمب بيانا مكتوبا في وقت لاحق قال فيه "لا أؤيد معاقبة الأطفال وأغلبهم الآن بالغون عن تصرفات آبائهم، لكن ينبغي أن نقر بأننا بلد الفرص لأننا بلد القوانين".

وندد ترمب ببرنامج أوباما ووصف سلفه بأنه "نهج العفو أولا" مع المهاجرين غير القانونيين، وشدد على شعاره القومي "أميركا أولا" وقال إنه رغم المخاوف التي أبداها منتقدوه بشأن مصير "الحالمين" فإنه "ينبغي أن نتذكر أن الشباب الأميركي له أحلام أيضا".

وعن الخطوة القادمة، نقل ترمب المسؤولية إلى الكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون، وقال إن الأمر متروك الآن للنواب لإقرار تشريع للهجرة يتناول مصير المشمولين بحماية برنامج داكا ويواجهون خطر الترحيل.

وغرد ترمب "الكونغرس لديه الآن ستة أشهر لتقنين داكا، وهو شيء لم تستطع إدارة أوباما فعله.. وإذا لم يستطع سأعيد النظر في القضية". ولم يقدم الرئيس ولا وزير عدله تفاصيل عن طبيعة التشريع الذي يرغبان في إقراره.

وزارة العدل أوضحت أنه لن يتم النظر في أي طلبات جديدة اعتبارا من اليوم. ولن يتأثر مصير الذين استفادوا من هذا الوضع حتى 5 مارس/آذار 2018، أي فترة ستة أشهر تمنحها الإدارة للكونغرس ليقرر التشريع في هذه المسألة.

ردود فعل
وعلى خلفية قرار ترمب، اندلعت احتجاجات في العديد من المدن الكبرى في أنحاء الولايات المتحدة بالتزامن مع تصريحات لمسؤولين جمهوريين وديمقراطيين تحذر من تبعات القرار.

وفي السياق، أصدر أوباما بيانا وصف فيه تصرف ترمب بأنه قرار سياسي، ودافع عن قانونية برنامج داكا حاثا الكونغرس على حماية "الحالمين".

وقال أوباما "هذا عن شباب ترعرع في أميركا.. أطفال درسوا في مدارسنا وشبان بالغون يشرعون في حياتهم العملية، ووطنيون تعهدوا بالولاء لعلمنا. هؤلاء الحالمون أميركيون بقلوبهم وعقولهم".

وعلاقة بالموضوع، أزال مارك زوكربرغ أحد مؤسسي فيسبوك صورته على الموقع ليضع بدلا منها صورة مرفقة برسالة بسيطة تقول "أدعم داكا". بدوره، قال رئيس مجلس إدارة مجموعة آبل تيم كوك إن "250 من زملائي في آبل حالمون وأنا معهم. إنهم يستحقون احترامنا، وحلا يليق بالقيم الأميركية".

المصدر : وكالات