هذا ما جرى في هجوم مسجد لندن

LONDON, ENGLAND - JUNE 19: Police officers guard a road leading to Finsbury Park Mosque after an incident in which a van hit worshippers outside the building on June 19, 2017 in London, England. According to reports, worshippers were struck as they were leaving a mosque in North London after Ramadan prayers. (Photo by Carl Court/Getty Images)
المهاجم استهدف مصلين قرب مسجد شمالي لندن والشرطة قالت إن الحادث يحمل كل سمات العمل الإرهابي (غيتي)

حادث دعس استهدف مصلين قرب مسجد شمالي العاصمة البريطانية لندن، وأسفر عن مقتل شخص وإصابة عشرة آخرين، وقالت الشرطة البريطانية إنه يحمل كل سمات العمل الإرهابي.

ووقع حادث الدعس بعد منتصف ليل 18 يونيو/حزيران 2017 بتوقيت لندن، واستهدف مصلين كانوا خارجين من صلاة التراويح في مسجد بمنطقة فينزبري بارك شمالي لندن، وهو أكبر المساجد في بريطانيا

وعن حيثيات الهجوم، يروي سعيد حاشي -وهو من أصول صومالية- أنه كان خارجا من المسجد في منطقة فينزبري بارك برفقة بعض أصدقائه بعد أدائهم صلاة التراويح؛ عندما شاهدوا شاحنة مسرعة صوب إشارة المرور، لكنهم فوجئوا بها تنعطف يمينا ناحية المسجد لتصدم امرأة صومالية في الستينيات من العمر وشابين آخرين من المغرب العربي.

ثم ما لبثت أن اصطدمت بثلاثة من المصلين ثم اثنين فأربعة آخرين -اثنان منهم من المغرب العربي حالتهم حرجة- قبل أن تتوقف الشاحنة فجأة.

وأضاف حاشي في مقابلة أجراها معه مراسل الجزيرة في موقع الحادث، أنه وأصدقاءه وبعض الشباب من المصلين ركضوا باتجاه الشاحنة عندما توقفت وأمسكوا بسائقها وأنزلوه منها وحاول مقاومتهم.

وقال الشاهد إن السائق -الذي يبدو من بشرته البيضاء ولكنته أنه من الإنجليز البيض العنصريين- حاول الهرب لكنهم طرحوه أرضا، أما الاثنان الآخران اللذان كانا بصحبته في الشاحنة فقد تمكنوا من الفرار قبل أن يلحقوا بهما.

وأشار إلى أنهم عندما أمسكوا بالجاني ظل يسب المسلمين بعبارات نابية ويصرخ في وجوههم قائلا "تستحقون ذلك.. أنتم لم تروا شيئا بعد".

ونقلت وكالة رويترز عن شاهد يدعى عبد الرحمن صالح العمودي قوله لموقع "بازفيد نيوز" إن المهاجم كان يصرخ "سأقتل جميع المسلمين".

المهاجم الذي تسبب في مقتل أحد المصلين وجرح آخرين، أنقذه من الموت إمام دار الرعاية الإسلامية محمد محمود، بعد أن تحلق حوله البعض وأوسعوه ضربا.  

وتقول رواية الشرطة إن سائق السيارة عمره 48 عاما، وإن المواطنين أمسكوا به إلى أن اعتقلته الشرطة ونقلته إلى المستشفى، وسيخضع لتقييم للصحة العقلية.

حماية المساجد
الحادث أثار ردود فعل واسعة في بريطانيا وخارجها، فقد اعتبر مجلس مسلمي بريطانيا أن "الجريمة مظهر عنيف لرهاب الإسلام"، ودعا السلطات البريطانية إلى تعزيز إجراءات الأمن خارج المساجد.

وقال الأمين العام للمجلس الإسلامي البريطاني هارود خان على صفحته بموقع تويتر للتواصل الاجتماعي إنه شعر بالصدمة لدى سماعه بالحادث.

وسبق أن تعرض مسلمون ومساجدهم لأعمال عنصرية في بريطانيا، ففي يونيو/حزيران 2013 تم إحراق مركز إسلامي يُستخدم مسجدا في ضاحية مازويل هيل شمال لندن، كما أخلت الشرطة البريطانية في نفس الشهر قرابة أربعين منزلاً من سكانها بعد العثور على عبوة ناسفة داخل مسجد في مدينة والسول بمقاطعة ميدلاندز الغربية.

وكان عمدة لندن صادق خان قد أشار في بيان أصدره يوم 8 يونيو/حزيران 2017 إلى ازدياد عدد الجرائم التي تستهدف مسلمين في العاصمة البريطانية خمسة أضعاف منذ هجوم جسر لندن عام 2017.

وقال إن "الإحصاءات المؤقتة في 6 يونيو/حزيران 2017 تظهر ارتفاعا بنسبة 40% في الحوادث العنصرية، وزيادة بمقدار خمسة أضعاف في عدد الحوادث المتعلقة بالإسلاموفوبيا".

وقال البيان إن 54 حادثة عنصرية سجلت مقارنة بمعدل يومي كان يبلغ نحو 38 حادثة عام 2017، وكانت عشرون حادثة منها ضد مسلمين، وهذا أعلى من المعدل اليومي لعام 2017 بنسبة 3.5%.

 

عمل إرهابي
واتفق مسؤولون بريطانيون على أن الهجوم الذي استهدف مصلين هو "عمل إرهابي"، واعتداء على المجتمع البريطاني كله، وليس المسلمين فقط، فقد كتب عمدة لندن على حسابه الرسمي في "تويتر" أن استهداف مسجد فنزبري بارك "عمل إرهابي مروع". 

من جهته، قال منسق شرطة مكافحة الإرهاب نيل باسو في مؤتمر صحفي "إن الحادث يحمل كل سمات العمل الإرهابي"، مؤكدا أن كل ضحايا الهجوم من المسلمين.

و أعربت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي وزعيم المعارضة جيرمي كوربن عن أسفهما حيال وقوع الحادث، ووصفت ماي الحادث بأنه "مروع"، وأضافت أن "أفكاري مع الذين جرحوا وأحبائهم وعناصر الطوارئ الموجودين في موقع الحادث".

وقال زعيم حزب العمال في بيان نشر على صفحته على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي، "لقد صدمت تماما من الحادث الذي وقع في فينزبري بارك، وكنت على اتصال مع المساجد والشرطة ومجلس إسلنغتون بشأن الحادث، وأفكاري معهم ومع المجتمع المتضرر من هذا الحدث الفظيع".

كما أدانت جهات خارجية الهجوم، وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت إنه رغم عدم تبين ملابسات الهجوم، فإن بعض الدلائل تشير إلى أنها "جريمة نابعة من كراهية عمياء".

يذكر أن هذا الهجوم جاء في وقت تنشغل فيه رئيسة الوزراء ماي بمحادثات الانسحاب من الاتحاد الأوروبي بعد أن خسرت أغلبيتها البرلمانية في انتخابات 8 يونيو/حزيران 2017.

وواجهت رئيسة الوزراء البريطانية انتقادات شديدة لأسلوب استجابتها لحريق شب في برج سكني بلندن يوم 14 يونيو/حزيران 2017 وأسفر عن مقتل عشرات الأشخاص، وأيضا لسجلها في مجال الأمن بعد سلسلة هجمات سابقة.

وشهدت بريطانيا عددا من الهجمات التي وصفت بالإرهابية عام 2017، منها عملية دعس بشاحنة اندفعت نحو مشاة على جسر لندن أعقبها طعن لعدد من المارة، مما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص.

وقبل ذلك بفترة وجيزة وقع هجوم أدى إلى مقتل 22 شخصا في حفل غنائي بمانشستر.

المصدر : الجزيرة + وكالات