تنصيب رؤساء فرنسا.. تفاصيل التقليد العريق

PARIS, FRANCE - MAY 14: Employees set up the red carpet on the steps of the Elysee Presidential Palace in final preparations for the handover ceremony between France's newly-elected President Emmanuel Macron and outgoing President Francois Hollande on May 14, 2017 in Paris, France. Macron was elected President of the French Republic on May 07, 2017 with 66,1 % of the votes cast. (Photo by Thierry Chesnot/Getty Images)
حفل تسليم السلطة يتم في قصر الإليزيه (غيتي)

تعتبر مراسم انتقال السلطة من رئيس الى آخر من تقاليد  الجمهورية الفرنسية، وهي مهمة بالنسبة للفرنسيين لما تحمله من خطوات رمزية، وغالبا ما يليها في اليوم نفسه تعيين رئيس الوزراء.

1959: تغيير الجمهورية 
في الثامن من يناير/ كانون الثاني 1959 استقبل الرئيس الثاني للجمهورية الرابعة رونيه كوتي، الجنرال ديغول مؤسس الجمهورية الخامسة بعد تعديل دستوري في 1958، بالقول "أول الفرنسيين بات الأول في فرنسا".

اصطحبه ديغول إلى قوس النصر لإضاءة شعلة الجندي المجهول ثم تركه في المكان وعاد وحده إلى قصر الإليزيه. وفي اليوم نفسه عين ميشال دوبريه رئيسا للوزراء.

1969: الرئيس بالنيابة
في 20 يونيو/حزيران 1969 استقبل جورج بومبيدو المقرب من الجنرال ديغول بـ21 طلقة مدفعية في القصر من قبل آلان بوير بعدما هزم الأخير في الانتخابات الرئاسية. وكان بوير رئيس مجلس الشيوخ  تسلم رئاسة الجمهورية بالنيابة بعد استقالة ديغول في 28 أبريل/نيسان.

وانتظر الرئيس الجديد اليوم التالي لتعيين جاك شابان-دلماس رئيسا للحكومة.

من جهته عاد بوير إلى مجلس الشيوخ بدون أن يدرك أنه وبعد أقل من خمس سنوات سيعين مجددا رئيسا بالنيابة مع وفاة بومبيدو.

1974: أسلوب ديستان العصري 
في 27 مايو/آيار 1974 قرر الوسطي فاليري جيسكار ديستان أن تكون ولايته الرئاسية عصرية مع حفل تنصيب محرر من قيود البروتوكول. فالرئيس البالغ 48 عاما ارتدى ملابس غير رسمية وعبر جادة الشانزيليزيه سيرا وليس في سيارة الليموزين الرئاسية المكشوفة.

ويوم تنصيبه رئيسا عين جاك شيراك رئيسا للوزراء.

1981: التناوب التاريخي 
بعد سبع سنوات، وفي 21 مايو/آيار1981 استقبل الرئيس المهزوم جيسكار ديستان خصمه الاشتراكي فرنسوا ميتران في لقاء على انفراد استمر ساعة ثم غادر القصر الرئاسي سيرا على الأقدام.

وفي قاعة الاحتفالات في الإليزيه عانق ميتران -الشخصية الشعبية من اليسار الفرنسي- رئيس الوزراء السابق بيار منديس فرانس الذي كان شديد التأثر.

ثم توجه إلى مبنى البانتيون حيث يرقد عدد من عظماء فرنسا، ووضع أكاليل من الزهر على أضرحة كل من  الاشتراكي جان جوريس والمقاوم خلال الحرب العالمية الثانية جان مولان، ومهندس إلغاء العبودية عام 1848 فيكتور شولشر. وكان بيار موروا حاضرا بعد أن تم تعيينه رئيسا للوزراء.

1995: التناوب الهادىء
بعد ولايتين رئاسيتين استمرت كل منهما سبع سنوات، استقبل ميتران المصاب بالسرطان، رئيس حكومته السابق اليميني جاك شيراك في 17 مايو/آيار 1995. وشيراك الذي كان زار صباحا ضريح الجنرال ديغول، رافق ميتران إلى سيارته. وكلف مساء آلان جوبيه تشكيل الحكومة.

2007: أسرة ساركوزي  
في 16 مايو/آيار 2007 تلفت أسرة نيكولا ساركوزي الأنظار على السجادة الحمراء في قصر الإليزيه وخصوصا برودة سيسيليا ساركوزي في التعامل مع زوجها قبل أشهر من طلاقهما.

ورافق الرئيس اليميني الجديد، شيراك إلى سيارته الذي لوح بيده من النافذة وهو يغادر القصر الرئاسي.

في اليوم التالي عين فرنسوا فيون رئيسا للوزراء.

2012: هولاند يتسلم 
 في 15 مايو/آيار 2012 تجمع متظاهرون مؤيدون ومعارضون لساركوزي أمام الإليزيه حيث سلم الرئيس المهزوم سلطاته للاشتراكي فرانسوا هولاند.

وفي واقعة غير مسبوقة عقد لقاء بين فاليري تريفيلير التي كانت شريكة الرئيس الجديد، وكارلا بروني ساركوزي.

ولم ينتظرهولاند حتى مغادرة سلفه باحة الإليزيه لدخول القصر في سلوك انتقده اليمين بشدة. وعين هولاند لاحقا جان مارك إيرولت رئيسا للوزراء.

2017: ماكرون الشاب
تسلم إيمانويل ماكرون رسميا مقاليد الرئاسة الفرنسية في 14 مايو/أيار 2017  خلال مراسم في قصر الإليزيه، ليصبح بذلك الرئيس الـ25 للجمهورية الفرنسية وأصغر رئيس منتخب.

وقال الرئيس الفرنسي الجديد إن "العالم وأوروبا بحاجة إلى فرنسا أكثر من أي وقت مضى، بحاجة إلى فرنسا قوية وواثقة بمصيرها".

وبالمناسبة، قال رئيس المجلس الدستوري لوران فابيوس "في هذه اللحظة الدقيقة التي تتولون فيها مهامكم، نرفع لكم تهانينا الخالصة"، قبل أن يذكر بنتائج الدورة الثانية التي حصل فيها ماكرون على 66.10% من الأصوات أمام مارين لوبان زعيمة الجبهة الوطنية التي حصلت على33.90% من الأصوات.

أما رئيس الجمهورية المنتهية ولايته فرانسوا هولاند، فقد استقبل ماكرون أمام القصر الرئاسي، قبل أن يتسلم الأخير مهامه.

الإليزيه
يعد قصر الإليزيه مقر عمل وإقامة رؤساء فرنسا ومركز صناعة القرار السياسي الفرنسي منذ عام 1874، ويعد نموذجا معماريا فريدا يختزن تاريخا طويلا من الأحداث المفصلية التي نُسجت حولها أساطير كثيرة.

ويقع القصر في شارع فرعي يُدعى فوبرو سينتا ونريه بالقرب من نهاية شارع الشانزيليزيه في باريس. و"الإليزيه" (l’Élysée) كلمة يونانية تعني "جنان الشهداء" وفقا لأسطورة إغريقية.

ويستقبل الرئيس الفرنسي في قصر الإليزيه ضيوف فرنسا كما تعقد فيه بعض اجتماعات مجلس الوزراء، ويتوفر على مكاتب لكبار موظفي الدولة، كما تكرم فيه الشخصيات التي خدمت البلاد وتوشح بالأوسمة.

المصدر : الفرنسية