عيد الربيع بالصين.. السفر والبهجة وزواج الفأر ووداع القرد

People buy plush toys depicting snakes in Shanghai January 23, 2013. The Lunar New Year, or the Spring Festival, begins on February 10 this year and marks the start of the Year of the Snake. REUTERS/Aly Song (CHINA - Tags: SOCIETY)
عيد الربيع فرصة لإدخال الفرحة على قلوب الأطفال الذين يبادرون لارتداء الملابس التقليدية وشراء الألعاب القديمة والحديثة (رويترز)
 
ويعتبر اليوم 30 من الشهر 12 واليوم الأول من الشهر 1 يومين متميزين تبلغ فيهما الاحتفالات ذروتها، وكانت الصين إلى حدود 1912 تستخدم التقويم القمري، وغيرت بعدها وجهتها نحو التقويم الشمسي.
 
اعتماد الصين القديمة على الفلاحة والزراعة جعلها تخصص أياما للاحتفال بمواسم الجني والحصاد، انسجاما مع رؤيتها للمواقع الجغرافية والتغيرات المناخية التي حددتها منذ آلاف السنين.
 
العيد الأبرز
الاحتفال بعيد الربيع "تشونجي" يعد ـبحسب الثقافة الصينيةـ الأهم والأبرز لأن الناس كانت تعتقد أن "الطبيعة تعطي في ذلك الوقت كل ما تحتاجه البشرية والمخلوقات في حياتهم"، فالربيع بالنسبة للجميع انطلاقة جديدة مفعمة بالحياة.
 
وخلال الاحتفال تقوم أسر الفلاحين بتنظيف المنازل، ويشترون بضائع خاصة بالعيد مثل الحلويات والفواكه والملابس الجديدة تأهبا لاستقبال الضيوف المحتفلين بالمناسبة.
 
كما تبرمج المؤسسات الثقافية لقاءات فنية وثقافية كثيرة، إلى جانب مهرجانات غنائية، وتستغل المتاجر المناسبة لعرض بضائع خاصة بالاحتفالات، وتذكر الأرقام أن حجم استهلاك الصينيين خلال عيد الربيع يعادل ثلث حجم استهلاكهم السنوي.
 
وتعرض المحال الكبرى لزبائنها شعارات عيد الربيع ورسومات خاصة بها والفوانيس المرتبطة بالمناسبة.
 
ويعتبر العيد فرصة للم شمل الأسرة وأفراد العائلة لتناول وجبات خاصة بالمناسبة، وهي وجبات من أطباق متعددة، يجب أن تضم بينها وجبات من جبن الصويا والسمك، بينما يفضل أهل الشمال وجبات يعدها كل أفراد الأسرة وتضم لحما مفروما داخل شرائح عجين رقيقة.
 
وتستمر الاحتفالات حتى أوقات متأخرة من ليلة رأس السنة الصينية، وعادة كانت تستعمل المفرقعات لأحياء المناسبة حيث كان يعتقد أنها تطرد الشيطان، لكنها منعت في المدن الكبرى لدواع أمنية.
 
وعيد الربيع فرصة ليس فقط للقاء الأسر، وإنما لإصلاح ذات البين، حيث يلتقي المتخاصمون وينجح الوسطاء في سد فجوة الخلاف بينهم. وبالنسبة للأثرياء، فالعيد مناسبة للسفر خارج البلاد، وزيارة معالم سياحية عالمية.
 
وفي الوقت الذي كان الأطفال قديما يخصصون للمناسبة ألعابا خاصة مكونة من الطين والخشب، انقلبت الأوضاع رأسا على عقب في ظل الثورة التكنولوجية، حيث عوضت الألعاب الإلكترونية الحديثة الألعاب القديمة.

ويعتقد الصينيون أن ثالث أيام عيد الربيع هو موعد لزواج الفأر، لذلك ينثرون الأرز كتهنئة شعبية له، ورابع الأيام هو موعد استقبال الآلهة، حيث تقام مراسيم الاستقبال ممثلة في تقديم القرابين وإشعال البخور بعد الظهر.

أما خامس أيام العيد فيعد اليوم الذي يسمح فيه للأسر مثل خروج المرأة من بيتها، واستئناف الطبخ، وتنظيف البيت وفتح المتاجر. 

أضخم حركة تنقلات
وخلال أيام عيد الربيع تشهد الصين أكبر حركة تنقل داخلية للبشر في العالم، إذ يسافر مئات الملايين من المواطنين باستخدام وسائل المواصلات المختلفة إلى قراهم وبلداتهم، لقضاء أيام العيد وليشهدوا مع عائلاتهم بداية العام الصيني الجديد.

وفي 2017، بدأت حركة الهجرة الداخلية السنوية المرتبطة بعيد الربيع في 13 يناير، وتستمر حتى 21 فبراير/شباط.

ويتمثل الدافع الأساسي لحركة الهجرة تلك التي تعد الحركة الأكبر للمجاميع البشرية في العصر الحديث، برغبة الصينيين في الاحتفال بوداع العام القديم "عام القرد"، ليبدؤوا عامهم الجديد "عام الديك" برفقة جميع أفراد عائلتهم.

ويضطر معظم المسافرين من المدن التي يعملون بها إلى قراهم الأصلية، لاستخدام وسائل مواصلات عدة، يزيد عددها كلما زاد بعد قراهم عن المدن الرئيسية.

وفي 2017 توقعت السلطات المعنية أن يسافر 356 مليون شخص خلال فترة العيد عبر القطار، الذي يعد وسيلة المواصلات المفضلة في الصين، بزيادة 9.7% عن العام 2016، كما يسافر جوا 58 مليون وثلاثمئة ألف شخص، في بلد يصل عدد سكانه إلى 1.37 مليار نسمة.

وبحسب السلطات فعام 2017 يشهد العام الجاري زيادة بنسبة 2.3% في عدد الرحلات في فترة العيد، مقارنة بالفترة نفسها من 2016، لتصل إلى حوالي 3 مليارات و28 مليون رحلة.

تبدأ الإجازة الرسمية لعيد الربيع في الصين "تشونجي" في 28 يناير/كانون الثاني وتستمر لمدة سبعة أيام، إلا أن معظم المواطنين يحرصون على دمجها مع إجازاتهم السنوية، لتصل المدة إلى حوالي أربعين يوما.

المصدر : مواقع إلكترونية + وكالات