كيف وقع الهجوم في نيس الفرنسية؟

French police forces and forensic officers stand next to a truck July 15, 2016 that ran into a crowd celebrating the Bastille Day national holiday on the Promenade des Anglais killing at least 60 people in Nice, France, July 14. REUTERS/Eric Gaillard
سائق الشاحنة دعس متجمهرين كانوا يحتفلون باليوم الوطني لفرنسا وقتل 84 شخصا على الأقل (رويترز)

عملية وقعت مساء يوم 14 يوليو/تموز 2016 في مدينة نيس بتزامن مع اليوم الوطني لفرنسا، حيث دعس سائق شاحنة مجموعة من الناس كانوا يتجولون في شارع "متنزه الإنجليز" وقتل وجرح العشرات، وقد أعلن الرئيس فرانسوا هولاند تمديد حالة الطوارئ في البلاد.

الدعس بشاحنة
العملية بدأت مع الساعة 11 ليلا بتوقيت فرنسا، حيث كان الناس يتجولون بشارع متنزه الإنجليز بمدينة نيس (promenade des Anglais) يتابعون احتفالات اليوم الوطني لفرنسا والألعاب النارية التي صاحبته، وكل شيء هادئا ويسير بشكل عادي، لكن بمجرد ما انتهت حصة الألعاب النارية انطلقت شاحنة من النوع الكبير بيضاء اللون في اتجاه المحتفلين وشرعت تدعس الناس على مدى كيلومترين تقريبا.

وانتهت عملية الدعس بإطلاق الشرطة النار على السائق فأردته قتيلا، بينما خلف الهجوم 84 قتيلا على الأقل بينهم أطفال، وجرح العشرات حالة 18 منهم خطرة، وقد أصيب نحو خمسين شخصا بجراح طفيفة.

ذخيرة ومتفجرات
ووفق الشرطة الفرنسية، فإن الشاحنة كانت تضم ذخيرة ومتفجرات، في حين تضاربت الأنباء بين من قال إن السائق أطلق الرصاص على الشرطة وعلى المتجمهرين، وبين من نفى ذلك.

لاحقا، أعلنت وسائل إعلام فرنسية أن السائق فرنسي من أصل تونسي يدعى محمد سلمان لحويّج بوهلال وهو من مواليد 1985، ولديه سجل جنائي حيث سبق له التورط في حوادث عنف و"انحراف"، لكن لم يكن لديه ملف لدى مصالح "محاربة الإرهاب".

بينما أشارت صادر إعلامية فرنسية إلى أن لحويّج لا يحمل الجنسية الفرنسية، بل فقط إقامة لمدة عشر سنوات.

وبدأت التحقيقات تبحث ما إذا كان منفذ الهجوم تصرف بمفرده أم لديه شركاء تمكنوا من الفرار.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمني قوله إنه إلى جانب الأسلحة، تم العثور على أوراق هوية داخل الشاحنة بدأت الشرطة تبحث هل تخص السائق أم لا.

أحد شهود العيان قال إنه سمع صوتا غريبا "فاعتقدنا أن الأمر يتعلق بالألعاب النارية، لكن سرعان ما أدركنا ما كان يجري حقيقة لاحقا".

أما أحد الصحفيين المحليين ويدعى داميان ألمون، فقد ذكر على صفحته بـفيسبوك أن المتنزه كان يغص بالزوار عندما فاجأت شاحنة ذات لون أبيض الجميع وهي تدعس الناس دعسا، وسط صرخات لا يمكن أن تنسى أبدا.

ووسط حالة من الفوضى العارمة، كان الناس يجرون في كل اتجاه بحثا عن ملجأ بالفنادق أو المحلات القريبة، حيث ظلوا متخفين لأكثر من ساعة قبل أن تنهي الشرطة حالة الحصار التي عاشوها في ليلة دامية.

حوادث دامية
الرئيس فرانسوا هولاند سارع بعد ساعات قليلة من الحادث للتوضيح بأنه لا يمكن إنكار "الطابع الإرهابي" لعملية نيس جنوبي البلاد، معلنا في كلمة متلفزة لشعبه أنه قرر تمديد حالة الطوارئ في البلاد لمدة ثلاثة أشهر أخرى والتي كان يفترض أن تنتهي أواخر يوليو/تموز 2016.

كما أعلن استدعاء عشرة آلاف عنصر من الاحتياط ضمن خطة مواجهة هجوم مدينة نيس.

أما رئيس الحكومة مانويل فالس فقال إن مدينة نيس تعرضت "لهجوم إرهابي" في اليوم الوطني، و"البلاد الآن في حداد"، بينما أشار وزير الداخلية برنار كازنوف إلى أن ما سماه "التهديد الإرهابي" ما يزال قائما في فرنسا، وأنهم يخوضون حربا ضده.

وكانت نيس، وفي سياق الحالة الأمنية التي تعيشها فرنسا، قد استعدت لأي "هجمات إجرامية" وكانت البداية مع الاستعداد لكرنفال نيس الذي تحتضنه المدينة في فبراير/شباط من كل سنة، والذي يعد الثالث عالميا من حيث الإقبال بعد مهرجاني كل من ريو والبندقية، والذي مر في أجواء جيدة وسجل نجاحا أمنيا كبيرا.

كما كانت بطولة يورو 2016 فرصة لاختبار الحالة الأمنية لمدن فرنسا وبينها نيس، ومرت الأجواء في ظروف مثالية.

وسبق لفرنسا أن عاشت حوادث وهجمات دامية كان آخرها يوم 13 يونيو/حزيران 2016 عندما قتل شرطي وصديقته في ضاحية غرب باريس في عملية نفذها شخص يدعى عبد الله العروسي (25 عاما).

لكن أكبر الحوادث التي شهدتها البلاد كانت يوم 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 عندما وقعت هجمات منسقة في سان دوني شملت عمليات إطلاق نار وتفجيرات "انتحارية" واحتجاز رهائن، خلفت مقتل 130 شخصا وجرح العشرات، وتبنى تلك العمليات لاحقا تنظيم الدولة.

المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع إلكترونية