"لفيتان".. أحد أكبر حقول الغاز بالمتوسط

An Israeli gas platform, run by a U.S.-Israeli energy group that also controls the undeveloped Leviathan field, is seen in the Mediterranean sea, some 15 miles (24 km) west of Israel's port city of Ashdod, in this file picture taken February 25, 2013. When the Leviathan gas field was discovered off the coast of Israel in 2010, it was pitched as a game-changer -- a vast energy reserve that would transform the economy and bolster public finances for years to come. Five y
يقع غاز لفيتان البحري على مسافة 190 كيلومترا شمال مدينة دمياط شمال شرق مصر (رويترز)

حقل لفيتان هو أحد أكبر حقول الغاز الطبيعي في البحر المتوسط، يقدر احتياطي الغاز فيه بين 16 و22 تريليون قدم مربع. ورغم أنه أقرب إليها تسلم مصر به لإسرائيل التي تسيطر عليه وتعقد آمالا اقتصادية كبيرة على استغلاله وتصدير غازه إلى دول الجوار، وفي مقدمتها مصر والأردن ثم تركيا.

الموقع
يقع غاز لفيتان البحري على مسافة تقدر بحوالي 190 كيلومترا شمال مدينة دمياط شمال شرق مصر، في السفح الجنوبي لـ"جبل إراتوستينس" البحري بشرق البحر المتوسط، بين قبرص ومصر في منطقة يفترض أنها اقتصادية خالصة لمصر، بينما يبعد الحقل بـ233 كيلومترا غرب حيفا على عمق 1500 متر، وتعد هذه المنطقة من أغنى مناطق الغاز الطبيعي في العالم.

وتحيط شكوك بخريطة المسح الجيولوجي الأميركي التي تذهب إلى وجود مغالطات في موقع حقل غاز لفيتان تجعله أبعد عن مصر، وكذلك حقل غاز تمار ليظهر أبعد عن لبنان من الواقع.

كما كانت المنطقة التي يقع فيها حقل لفيتان ضمن امتياز التنقيب المصري المسمى شمال شرق المتوسط "نيميد" حتى عام 2010.

اهتمام
بدأت سفن أبحاث بريطانية عام 1966 مسح جبل إراتوستينس ثم مسحته أبحث أميركية عامي 1977 و2003، وروسية عام 1994، وبلغارية عام 2003، وهناك أكثر من عشرين بحثا إسرائيليا عن جيولوجيا المنطقة نشرت في الفترة من 1980 إلى 1997.

وفي عامي 1997 و1998 أخذ فريق بحث مشترك بين جامعة حيفا ومرصد لامونت-دورتي بجامعة كولومبيا بنيويورك، بقيادة الجيولوجي يوسي مرت ثلاث جسات عمق كل منها 800 متر تحت قاع البحر في السفح الشمالي لجبل إراتوستينس الغاطس. وصاحبهم فريق علماء أحياء بحرية، ونشرت البعثة نتائج عملها في الدوريات الجيولوجية والأحياء البحرية.

وفي 2008، أعلنت إسرائيل بدء نشرها مجسات متنوعة في قاع البحر المتوسط، بدعوى كشف أعمال تخريب أو هجوم قادم من إيران.

الاكتشاف
في يونيو/حزيران 2010، أعلنت شركات "أفنير" ودلك الإسرائيليتان و"نوبل إنرجي" الأميركية اكتشاف حقل "لفيتان" العملاق للغاز، في جبل إراتوستينس، باحتياطي 16 تريليون قدم مكعب. ويعد هذا الاكتشاف الأكبر في تاريخ شركة "نوبل إنرجي".

وفي الفترة من 17 إلى 30 أغسطس/آب 2010، استعار المسح الجيولوجي الإسرائيلي سفينة الاستكشاف الأميركية "نوتيلس" المتمركزة في تركيا، لأخذ عينات من إراتوستينس، بغرض استخدام سونار (أداة لكشف الأعماق تعمل بالموجات الصوتية) لمسح أعماق المنطقة وضمنها البحث عن الغاز والنفط. واستكملت السفينة مسح السفح الجنوبي من إراتوستينس. ثم مسحت المنطقة الممتدة جنوبا حتى سواحل مصر، بل دخلت دلتا النيل، وصورت مياهه وحقوله أيضا.

في 13 أغسطس/آب 2012 طلبت إسرائيل من شركة "سامسونغ" الكورية و"غاز بروم "الروسية تصنيع وحدات نقل وإسالة غاز عائمة لاستخدامها في استخراج الغاز من حقل لفيتان.

وفي 3 أكتوبر/تشرين الأول 2012، وقعت شركة "وودسايد" الأسترالية للنفط صفقة لشراء حصة 30% من حقل لفيتان مقابل 696 مليون دولار، بالإضافة إلى مبالغ أخرى تدفع مستقبلا، ونص الاتفاق على تولي الشركة مسؤولية تشغيل أي أعمال تطوير للغاز المسال في الحقل.

المساحة والاحتياطي المقدر
تبلغ مساحة حقل لفيتان 324 كيلومترا مربعا، وقدر احتياطي الغاز فيه لدى اكتشافه بـ16 تريليون قدم مكعب، ثم ارتفعت تلك التقديرات لاحقا على مراحل لتصل إلى حوالي 22 تريليون قدم مكعب.

في بداية عام 2016، نقلت تقارير إعلامية اعتمادا على شركة الاستشارات الهولندية أس جي أس SGS أن كمية الغاز في الحقل أقل بحوالي 24% من التقديرات المعلنة سابقا، وأن حجم الاحتياطي المقدر يبلغ حوالي 16.6 تريليون قدم مكعب.

طموح
بعد الإعلان عن اكتشاف حقل لفيتان اعتبرت إسرائيل ذلك بداية الطريق لتحولها من مستورد إلى مصدر للغاز، وتحدث وزير الطاقة الإسرائيلي حينها يوفال شتاينتسعن عن "رؤية للعقد القادم عندما تكون إسرائيل لاعبا رئيسيا في سوق الطاقة"، معتبرا الغاز الطبيعي "المحرك الرئيسي لجهود صياغة علاقات تقارب بين إسرائيل وتركيا".

وفي 13 سبتمبر/أيلول 2013، تقدمت شركة "تركاس" الفرع التركي لشل باقتراح مد خط أنابيب غاز طبيعي من حقل لفيتان، يمتد وصولا لجنوب تركيا، بتكلفة 2.5 مليار دولار، ويمكنه نقل 16 مليار متر مكعب من الغاز. 

لكن هذا الطموح تحده بعض العراقيل، ففي مقال كتبه سايمون هندرسون -وهو مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى- بعنوان الغاز الإسرائيلي "لفيتان".. السياسة والواقع، حذر فيه "من التحديات التي يمكن أن تحد من الأثر الاقتصادي العام لاكتشافات الغاز الإسرائيلي".

وفصل في مقاله المنشور في يونيو/حزيران 2016 هذه التحديات، وذكر منها أن حقل "لفيتان" يحتوي على الغاز الملوث بسلفيد الهيدروجين، الذي ستتعين إزالته بتكلفة إضافية" ما سيرفع ثمن الغاز المستخرج من الحقل، ويصعب من مهمة تسويقه.

حماية الحقول
تقوم إسرائيل بتطوير نظام "مقلاع داود الصاروخي" لحامية حقول الغاز البحرية في البحر المتوسط خاصة حقل لفيتان، ضد أي صواريخ محتملة مضادة للسفن أو قوارب حاملة للمتفجرات.

كما تعمل على دراسة نظام "باراك-8″، وهو جزء من منظومة مقلاع داود، الذي بنته وطورته شركة إسرائيل لصناعة الطائرات الحكومية. ويستخدم هذا النظام لحماية السفن البحرية من صواريخ كروز المضادة للسفن.

يشار إلى أن إسرائيل تسيطر -بالإضافة إلى حقل لفيتان- على عدد من حقول الغاز، ومنها "تمار 1″ و"تمار 2″ غرب حيفا، و"سارة وميرا" غرب نتانيا، و"ماري" قرب غزة، و"شمن" قرب أسدود و"كاريش" غرب حيفا بالإضافة إلى حقل "يشاي" المكتشف عام 2016 في المياه الإقليمية الإسرائيلية والقبرصية المشتركة.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية