شياومي.. "آبل الصين" التي هزمت آبل وسامسونغ

Lei Jun, CEO of Chinese mobile internet company Xiaomi Technology Co. Ltd., introduces the new smartphone 'Xiaomi Max' at the Xiaomi product launch ceremony in Beijing, China, 10 May 2016. Xiaomi released a new mobile phone 'Xiaomi Max' and operating system MIUI 8 on 10 May 2016.
أسس لي جون شركة شياومي عام 2010 وهو من أشد المعجبين بستيف جوبز (الأوروبية)

شركة شياومي الصينية المصنعة للهواتف الذكية تلقب بـ"آبل الصين"، ورئيسها مي جون يقلد ستيف جوبز في لباسه وحركاته، وتعتبر شياومي إحدى كبريات شركات التقنية قيمة في العالم بعدما رفعت قيمتها السوقية 1.1 مليار دولار لتصل إلى 45 مليار دولار.

التأسيس
تأسست شيامي عام 2010 على يد لي جون، وهو من مواليد 1971. ووفقا لمجلة "بيزنس ويك" الأميركية، فإن جون بدأ في مجال التقنية بعد فترة وجيزة من تخرجه، حيث انضم إلى "كينغسوفت"، وهي شركة برمجيات صينية كانت تحاكي مايكروسوفت في منتجات أوفيس الشهيرة.

وفي حين تعرف شياومي بأنها "آبل الصين" فإن "كينغسوفت" كانت تعرف بأنها "مايكروسوفت الصين" خلال التسعينيات ومطلع الألفية الثالثة.

وتدرج جون ليصبح الرئيس التنفيذي لـ"كينغسوفت" لكنه استقال عام 2007 ليقرر عام 2010 تأسيس شركة شياومي، وكان بحلول ذلك الوقت قد أصبح ثريا جدا، وتقدر مجلة فوربس الأميركية أن جون اعتبر عام 2016 ثامن أغنى شخص في الصين بثروة تبلغ 9.9 مليارات دولار.

وليس مفاجئا أن يطلق على جون غالبا اسم "ستيف جوبز الصين"، نظر لإعجاب جون بستيف كما يتضح ذلك من خلال اللباس والحركات، ففي مناسبات الإعلان عن منتج جديد يرتدي جون قميصا أسود وجينزا أزرق وحذاء رياضيا تماما مثلما كان جوبز يفعل، وزبائن الشركة معجبون به جدا.

والفعاليات التي تنظمها شياومي تبدو كأنها استعراضات لموسيقى الروك لأنها تضم صرخات معجبين أكثر من إطلاق منتجات جديدة، حسب موقع بيزنس إنسايدر الإلكتروني الأميركي المختص بأخبار الأعمال والتكنولوجيا.

وفي صيف 2016 عندما قدم جون أحدث هواتف الشركة -وهو "مي4"- استخدم عبارة "وهناك أمر آخر" التشويقية مع نهاية العرض التقديمي التي اشتهر جوبز باستخدامها كلما كان لديه شيء مفاجئ ليعلن عنه.

"آبل الصين"
بغض النظر عن جميع أوج الشبه بـ"آبل" فإن منتجات شياومي تختلف بعض الشيء، حيث يعتمد تطوير المنتجات بشكل كبير على ردود أفعال المستهلكين، في حين تفضل آبل أن تختار بنفسها ما ترى أنه أنسب لمستهلكيها، لكن مع ذلك فإن هواتف شياومي وحواسيبها اللوحية تنتقد دائما بأنها تبدو نسخة عن هواتف آيفون وحواسيب آيباد على مستوى البرامج والعتاد.

وتباع هواتف شياومي على الأغلب عبر الإنترنت، وتستنفد مخزونها عادة خلال بضع دقائق، فالشركة تنفق القليل على حملات التسويق التقليدية. وفي المقابل، تنشر أخبار منتجاتها في شبكات التواصل الاجتماعي مثل "ويبو" الصينية الشبيهة بشبكة تويتر، وهذا التوفير في نفقات التسويق ينعكس بالتالي لصالح المستهلكين.

وعلى سبيل المقارنة فإن أفضل هواتف الشركة حاليا وهو "مي4" يكلف نحو ثلاثمئة دولار للنسخة غير المقفلة (المقفلة هي التي يتم تصنيعها لصالح شركة اتصالات محددة)، لكن مواصفاته لا تقل عن مواصفات أفضل هواتف سامسونغ وآبل ولينوفو والتي تبدأ أسعارها عادة عند 650 دولارا أو أكثر للنسخ غير المقفلة، وتباع هواتف شياومي في الصين والهند والبرازيل وبعض الأسواق الناشئة الأخرى.

ويؤثر صعود شياومي على حصة سامسونغ في سوق الهواتف الذكية، حيث أعلنت الأخيرة عام 2016 عن انخفاض بنسبة 60% في عوائدها، وألقت باللائمة في ذلك على المنافسة من مصنعي الهواتف الذكية الأرخص كشياومي التي ستواصل على الأرجح نموها المتسارع. 

ويعتبر صعود هذه الشركة ملفتا، حيث أصبحت رابع أكبر مورد للهواتف الذكية في العالم في ظرف ثلاث سنوات، ووفقا لبعض التقديرات (كانت الثالثة إلى أن أزاحتها مواطنتها هواوي من القائمة في ديسمبر/كانون الأول 2015)، وهي أكبر موردة للهواتف الذكية في الصين، متقدمة على كل من سامسونغ الكورية الجنوبية وآبل الأميركية ولينوفو الصينية.

وتصنع شياومي هواتف أندرويد جيدة توازي في مواصفاتها هواتف سامسونغ و"أتش تي سي" التايوانية، وموتورولا الأميركية، ومع ذلك تطرح للبيع بنحو نصف السعر.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية