أبرز ملامح برنامج التوازن المالي السعودي

Investors talk as they monitor screens displaying stock information at the Saudi Stock Exchange (Tadawul) in Riyadh in this November 12, 2014 file photo. The private sector in the two biggest Gulf Arab economies grew at the slowest pace in years in October, corporate surveys showed on November 3, 2015, indicating low oil prices are starting to slow business activity across the region. REUTERS/Faisal Al Nasser/Files
يهدف برنامج التوازن المالي السعودي لتعزيز الإدارة المالية وإعادة هيكلة الوضع المالي للمملكة (رويترز)

أطلقت الحكومة السعودية في 22 ديسمبر/كانون الأول 2016 برنامج التوازن المالي الذي يهدف إلى تحقيق ميزانية متوازنة بحلول عام 2020، ويهدف إلى رفع كفاءة الإنفاق وتنمية الإيرادات غير النفطية.

وكشفت المملكة أنها نجحت في خفض العجز الكبير في ميزانيتها الناجم عن هبوط أسعار النفط، وستزيد الإنفاق الحكومي في 2017 لدعم النمو الاقتصادي.

وأعلنت عجزا مستهدفا عند 198 مليار ريال (52.8 مليار دولار) في 2017، وقالت إنها تستهدف تحقيق ميزانية متوازنة بحلول عام 2020 بدعم من برنامج التوازن المالي، وهو من البرامج الأساسية لتحقيق رؤية 2030 الرامية لتنويع الاقتصاد وتقليص اعتماده على النفط.

ودشنت المملكة يوم 25 أبريل/نيسان 2016 مرحلة جديدة في سياستها التنموية والاقتصادية بموافقة مجلس الوزراء على مشروع "رؤية 2030" التي وجه "مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية" برئاسة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان برسمها، وتتضمن خططا وبرامج تنموية تشمل قطاعات اقتصادية واجتماعية واسعة.

في حين يقوم برنامج التحول الوطني 2020 في المملكة العربية السعودية على تنويع مصادر الدخل، وخفض الإنفاق العام بنسبة 40%، وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص، وتقليص الاعتماد على إيرادات النفط في ظل تراجع أسعاره عالميا.

وفيما يأتي أبرز ملامح برنامج التوازن المالي السعودي:

الأهداف
– تعزيز الإدارة المالية وإعادة هيكلة الوضع المالي للمملكة.

– تحسين الآثار الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تسعى رؤية 2030 لتحقيقيها.

المحاور
– تعزيز استدامة الإيرادات الحكومية عبر تنمية الإيرادات غير النفطية.

– تحسين وترشيد الإنفاق الرأسمالي التشغيلي وتركيز الإنفاق على المشروعات الإستراتيجية.

– إلغاء الإعانات غير الموجهة وتمكين المواطنين من الاستهلاك بمسؤولية.

– استدامة النمو الاقتصادي في القطاع الخاص.

ترشيد الإنفاق الحكومي
– يسعى البرنامج إلى ترشيد الإنفاق الحكومي عبر ترشيد المشروعات الرأسمالية تحت التنفيذ، لتركيز الإنفاق الحكومي على المشروعات ذات الأولوية من الناحيتين التنموية والاقتصادية.

– يسعى البرنامج أيضا لترشيد الإنفاق التشغيلي عبر إيجاد فرص لتحسين كفاءة الإنفاق على فئات مثل التشغيل والصيانة والمصاريف الإدارية.

– تتوقع الحكومة السعودية توفير ما إجماليه 70 مليار ريال (18.7 مليار دولار) على خمس سنوات على شكل توفير تصاعدي يصل إلى 21.4 مليار ريال سنويا بحلول 2020.

إصلاح أسعار منتجات الطاقة والمياه
تخطط الرياض لإلغاء دعم الطاقة تدريجيا، لكن المواطنين المستحقين سيتلقون "دعما نقديا مباشرا" لمساعدتهم على التأقلم مع الأوضاع الجديدة.

– تستهدف الحكومة رفع الأسعار تدريجيا اعتبارا من 2017، لتصل إلى الأسعار العالمية بحلول 2020.

– تدرس الحكومة حاليا ربط أسعار البنزين والديزل بأسعار التصدير المرجعية وتطبيقها خلال 2017-2020.

– تعتزم الحكومة دعم الصناعات الكثيفة الاستهلاك للطاقة عبر عدة أدوات من بينها توفير التمويل.

الإيرادات الحكومية الأخرى
– بدأت الحكومة عام 2016 تنفيذ مبادرات تستهدف زيادة الإيرادات غير النفطية، شملت زيادة رسوم التأشيرات والخدمات البلدية. وتتوقع الحكومة تحصيل إيرادات إضافية بقيمة 152 مليار ريال بحلول عام 2020.

وتعتزم الحكومة تنفيذ عدد من المبادرات لزيادة الإيرادات غير النفطية من بينها ما يأتي:

1- المقابل المالي على الوافدين: سترفع الحكومة المقابل المالي الذي تدفعه شركات القطاع الخاص على عدد الوافدين الزائد على عدد السعوديين في كل منشأة، والبالغ حاليا 200 ريال شهريا (حوالي 53 دولارا).

وسيزيد المقابل المالي الذي تدفعه الشركات عن كل عامل يزيد على عدد السعوديين إلى 400 ريال شهريا (حوالي 104 دولارات) اعتبارا من يناير/كانون الثاني 2018، وإلى 600 ريال شهريا (160 دولارا) في 2019، و800 ريال شهريا (حوالي 208 دولارات) في 2020.

وإذا كانت العمالة الوافدة تقل عن عدد العاملين السعوديين فسيبلغ المقابل المالي الذي تدفعه الشركات عن كل عامل يقل عن عدد السعوديين 300 ريال شهريا اعتبارا من يناير كانون الثاني 2018، على أن يصل إلى 500 ريال شهريا في 2019، و700 ريال شهريا في 2020.

أما المرافقون والمرافقات فتعتزم الحكومة تطبيق رسوم مقدارها 100 ريال شهريا اعتبارا من يوليو/تموز 2017 عن كل مرافق للعمالة الوافدة في القطاع الخاص. وسيرتفع هذا المقابل إلى 200 ريال شهريا عن كل مرافق في يوليو/تموز 2018، وإلى 300 ريال شهريا عن كل مرافق في 2019، و400 ريال شهريا في 2020.

2- تطبيق ضريبة القيمة المضافة: ستفرض الضريبة بنسبة 5% اعتبار من عام 2018.

3- تطبيق ضريبة المنتجات الضارة: ستفرض الضريبة بنسبة 50% على المشروبات الغازية، و100% على التبغ ومشتقاته ومشروبات الطاقة خلال الربع الثاني من 2017.

وتدرس الحكومة التوسع في تطبيق الضريبة لتشمل المشروبات والمأكولات السكرية التي تسهم في ارتفاع معدل انتشار أمراض السمنة والسكري في المملكة.

برنامج حساب المواطن
تعتزم الحكومة السعودية منح الأسر أصحاب الدخل المنخفض والمتوسط إعانات نقدية للحد من التأثير المباشر وغير المباشر للإصلاحات الاقتصادية.

– ستكون قيمة البدلات النقدية غير ثابتة، وستجري مراجعتها بشكل دوري لتعكس التغيرات في أسعار الطاقة وأي إصلاحات أخرى قد تزيد العبء على الأسر.

– تتوقع الحكومة زيادة قيمة البدلات السنوية خلال 2017-2020 نتيجة زيادة الأعباء الناتجة عن الإصلاحات الهيكلية.

– من المتوقع أن يبلغ إجمالي البدلات ضمن البرنامج نحو 60-70 مليار ريال بحلول عام 2020.

سيجري تقسيم الأسر في السعودية إلى خمس فئات وفقا للدخل هي: منخفض، ومنخفض متوسط، ومتوسط، ومتوسط مرتفع، ومرتفع؛ بحيث يحصل أصحاب الفئتين الأوليين على دعم كلي بينما يحصل أصحاب الفئتين التاليتين على دعم جزئي، أما أصحاب الدخل المرتفع فلن يحصلوا على أي إعانات.

– سيبدأ التسجيل في البرنامج خلال فبراير/شباط 2017، وسيحصل المستحقون على الإعانات قبل البدء في تنفيذ الإصلاحات وزيادة أسعار الطاقة.

تحفيز نمو القطاع الخاص
– اقترحت الحكومة تأسيس صندوق استثماري من شأنه توفير رأس المال اللازم لجذب استثمارات القطاع الخاص.

– اقترحت الحكومة تحديد حزمة تحفيز للقطاع الخاص بقيمة 200 مليار ريال خلال 2017-2020 للمساهمة في تعزيز النمو الاقتصادي.

– قد تواصل الحكومة تقديم حزمة التحفيز بعد عام 2020 من أجل تحقيق أهداف رؤية 2030.

المصدر : رويترز