تشاد بلد البحيرات والواحات والصراعات

خريطة لدولة تشاد تظهر فيها العاصمة انجامينا

جمهورية تشاد، دولة غير ساحلية نصفها الشمالي صحراوي، تقع وسط قارة أفريقيا، شهدت سنوات طويلة من النزاعات الداخلية وعدم الاستقرار السياسي، الأمر الذي انعكس سلبًا على اقتصادها وسكانها. وتتميز ببحيراتها وواحاتها وصحرائها الشاسعة.

المعلومات الأساسية

الاسم الرسمي: جمهورية تشاد
الاسم المختصر: تشاد
العاصمة: نجامينا
اللغة الرسمية: الفرنسية والعربية، مع وجود أكثر من 100 لهجة محلية.
النظام السياسي: جمهوري
تاريخ الاستقلال/اليوم الوطني: 11 أغسطس/آب 1960 (عن فرنسا)
العملة: فرنك وسط أفريقيا.

الموقع والمساحة

تقع جمهورية تشاد وسط قارة أفريقيا، تحدها من الشمال ليبيا، ومن الشرق السودان، ومن الجنوب أفريقيا الوسطى، ومن الجنوب الغربي الكاميرون، ومن الغرب نيجيريا والنيجر.

وتبلغ مساحتها 1.284 مليون كيلومتر مربع.

السكان واللغة

بلغ عدد سكانها نحو 17.7 مليون نسمة، وفق أرقام عام 2023 المستمدة من قاعدة بيانات البنك الدولي.

المناخ

يتميز مناخها بكونه حارا وجافا في المناطق الصحراوية الشمالية، ومداريا ممطرا في الجنوب.

الاقتصاد

تعد تشاد ثاني أقل الدول نموا في العالم لأكثر من 30 عاما وفق تقرير الأمم المتحدة، رغم أنها أصبحت دولة منتجة للنفط عام 2003، مع استكمال خط أنابيب بقيمة 4 مليارات دولار، يربط حقولها النفطية بالمحطات على ساحل المحيط الأطلسي، وصدرت النفط على مدار نحو عقدين من الزمن. إلا أن عوائده ذهبت في أغلبها إلى شراء السلاح وتمويل الحروب الداخلية.

وتعد الزراعة المصدر الرئيسي لكسب الرزق لمعظم سكان تشاد، إذ يُزرع القطن في الجنوب ويصدر إلى أوروبا والولايات المتحدة.

التاريخ

شهدت تشاد أحداثا معقدة عبر التاريخ نظرا لموقعها الذي جعلها مركزا لالتقاء القوافل التجارية بين الشمال والجنوب والشرق والغرب، فقامت عليها ممالك وحضارات مختلفة، ووصلها الإسلام مبكرا عام 46 للهجرة حين دخلت طلائع الفتح الإسلامي إلى جبل "كورا" في تبستي شمال البلاد.

ومع نهاية القرن 19 وعقب ضعف الممالك الإسلامية التي كانت تسيطر عليها، توجهت إليها أطماع فرنسا، فمثلت أكبر مستعمراتها في منطقة أفريقيا الاستوائية، إلا أنها استقلت يوم 11 أغسطس/آب 1960 ليصبح "فرانسوا تومبالباي" أول رئيس للبلاد.

وبعد عامين أسس حزبا حكم به البلاد، وأصدر قرارا بمنع أحزاب المعارضة من العمل السياسي، الأمر الذي تسبب باحتقان شعبي تحول عام 1965 إلى حرب أهلية أسفرت عن انهيار نظام الحكم.

وقُتل "تومبالباي" عام 1975 إثر انقلاب قاده "فيلكس ملوم" إلا أن العنف لم يتوقف واستمر حتى عام 1979 حين سيطر المتمردون على العاصمة نجامينا.

Dusk over Lake Chad, Low angle view, Niger - stock photo
بحيرة تشاد تقع بالمنطقة الشمالية الوسطى من قارة أفريقيا وتمتد على أراضي تشاد (غيتي)

وبداية الثمانينيات، وتحديدا عام 1982، تولى وزير الدفاع السابق الجنرال "حسين حبري" المدعوم فرنسيا الحكم بعد انقلاب عسكري، ثم اندلعت حرب بينه وبين ليبيا انتهت عام 1987 بانسحاب الأخيرة.

وحكم حبري البلاد بحزب واحد أيضا، كما ألغى رئاسة الوزراء، ولاحق وقتل الكثير من معارضيه السياسيين، ومنح أبناء قبيلته المدعوة المناصب الهامة في إدارة الدولة.

وتذكر تقارير منظمات حقوق الإنسان أن قرابة 40 ألف مواطن على الأقل قتلوا طوال فترة حكمه.

ولم ترض معظم القبائل التشادية عن وضع البلد وتهميشها، فدعّمت قبيلة "الزغاوة" الجنرال "إدريس دبي" الذي ينتمي إليها، والذي كان بدوره قائدا عاما للقوات المسلحة، فانقلب على حبري عام 1990، وتولى الحكم أول ديسمبر/كانون الأول 1990، وحول الحركة الوطنية للإنقاذ التي كانت تحت إمرته إلى حزب سياسي.

وسيطر دبي بواسطة حزبه على الحياة السياسية وفاز بالانتخابات الرئاسية عامي 1996 و2001، ثم تعهد بالتنحي بعد انتهاء ولايته الثانية، إلا أنه أجرى تعديلات على الدستور في يونيو/حزيران 2005 تسمح له بالترشح لولاية ثالثة.

وقوبل هذا التعديل بمعارضة شديدة من الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني، وقررت مقاطعة الانتخابات واعتبرتها غير شرعية، إلا أن الجبهة الوطنية للإنقاذ التي يتزعمها أعادت في الأسبوع الأول من مارس/آذار 2006 ترشيحه ودعمه لولاية ثالثة، وفاز بانتخابات مايو/أيار من العام نفسه.

وتسبب ذلك بفتح صفحة جديدة من الصراعات بين دبي وقبيلته وداعميه، وبين تكتل معارض باسم "الجبهة المتحدة من أجل الديمقراطية والتغيير" الذي حاول السيطرة على العاصمة في أبريل/نيسان 2006 لكنه لم يفلح.

Panorama inside canyon aka Guelta d'Archei, East Ennedi, Chad
آرشي أشهر واحة بالصحراء الكبرى تقع في هضبة إنيدي شمال شرقي تشاد (غيتي)

واستمرت حملات التمرد تلك حتى مطلع عام 2008. وعام 2011، أُعيد انتخاب دبي لولاية رئاسية رابعة، رغم مقاطعة المعارضة لها.

ومطلع مايو/أيار 2013 أحبطت قوات الأمن التشادية محاولة انقلاب على حكومة الرئيس دبي، واعتقلت منفذيها، إلا أنها لم تبين هويتهم أو انتماءهم.

وفي ذلك الوقت كانت البلاد مثقلة بالفقر والبطالة والأزمات الاقتصادية، فتأسست عام 2016 جماعة أطلقت على نفسها "جبهة التغيير والوفاق في تشاد" ضد دبي، وأقامت قاعدتها في جبال تيبستي الليبية، وشنت هجمات متعددة في ليبيا وتشاد، وحاولت الزحف تدريجيا نحو نجامينا.

واستمرت المواجهات عدة أعوام، ولقي دبي حتفه يوم 20 أبريل/نيسان 2021 متأثرا بجروح أصيب بها في إحدى المعارك على يد متمردين أثناء توجهه للجبهة، بحسب السلطات الرسمية.

وفي اليوم نفسه أعلن الجيش تنصيب ابنه محمد دبي رئيسا انتقاليا لـ18 شهرا على رأس مجلس عسكري انتقالي يضم 15 جنرالا، وبعد انتهاء تلك الفترة، سمي يوم 8 أكتوبر/تشرين الأول 2022 رئيسا لمرحلة انتقالية أخرى تستمر عامين، مما أثار حفيظة التشاديين الذين خرجوا في مظاهرات تندد بالقرار، قتل فيها المئات يوم 20 أكتوبر/تشرين الأول 2022 إثر تعرضهم لإطلاق نار في نجامينا من قبل الشرطة، وفقا لتقارير المعارضة والمنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية.

وفي 17 ديسمبر/كانون الأول 2023 صوت 86% من التشاديين على مشروع الدستور الجديد الذي قدمته المجموعة العسكرية الحاكمة، إلا أن المعارضة اعترضت على نتائجه ووصفته بأنه يهدف إلى إدامة سلالة دبي بالسلطة.

المعالم

  • واحة آرشي

أشهر واحة في الصحراء الكبرى، تقع في هضبة إنيدي شمال شرقي تشاد إلى الجنوب الشرقي من مدينة فادا، وهي مورد للإبل منذ مئات السنين.

  • هضبة إنيدي

كتلة منحوتة من الحجر الرملي شمال شرقي البلاد، تحولت بمرور الوقت وبفعل عوامل التعرية إلى هضبة تتميز بجبالها وتضاريسها الوعرة، وأدرجت عام 2016 في قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة (يونسكو) للتراث العالمي.

  • بحيرة تشاد

تقع بالمنطقة الشمالية الوسطى من قارة أفريقيا، وتمتد على أراضي 4 دول متجاورة، هي الكاميرون وتشاد والنيجر ونيجيريا، غير أن النسبة الأكبر من مساحة البحيرة تقع ضمن حدود تشاد، ويعدها العلماء الجزء المتبقي من إحدى البحيرات الهائلة التي كانت موجودة حتى أوائل العصر الجيولوجي الرابع.

  • بحيرات أونيانجا

أدرجت عام 2012 في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وتضم 18 بحيرة شمال شرقي البلاد، أكبرها بحيرة يوان التي تغطي مساحة 3.58 كيلومترات مربعة، ويبلغ عمقها 27 مترا، وتشكل منظرا طبيعيا استثنائيا، كما تغطي نباتات القصب العائم ما يقرب من نصف سطح هذه البحيرات مما يقلل التبخر منها.

وتعد بعض هذه البحيرات موطنا للحيوانات المائية، وخاصة الأسماك، بفضل مياهها العذبة.

المصدر : الجزيرة