الغابون.. 40 عرقية وثروات نفطية ومعدنية

دولة الغابون تقع في وسط غربي القارة الأفريقية. ولها ساحل طويل مطل على خليج غينيا، وتشكل الغابات ما نسبته 88% من أراضيها، ويمر فيها خط الاستواء. وتعد خامس أكبر دولة منتجة للنفط في أفريقيا.

في يوم 30 أغسطس/آب 2023 أعلنت مجموعة عسكرية الانقلاب على الرئيس الغابوني علي بونغو، الذي أُعلن فوزه في فجر اليوم نفسه بالانتخابات الرئاسية لولاية ثالثة.

ووُضع علي بونغو وعائلته تحت الإقامة الجبرية، بينما اعتقل ابنه وأعضاء من حكومته، ووُجهت لهم تهمة الخيانة العظمى.

جمهورية الغابون

  • الاسم المختصر: الغابون.
  • العاصمة: ليبروفيل.
  • التقسيمات الإدارية: تتألف من 9 مقاطعات.
  • اللغة: الفرنسية (رسمية)، إضافة إلى 40 لغة محلية.
  • النظام السياسي: رئاسي جمهوري، قائم على التعددية الحزبية.
  • تاريخ الاستقلال: 17 أغسطس/آب 1960 (عن فرنسا).
  • العملة: الفرنك الأفريقي.
  • المساحة: 226667 كيلومترا مربعا.

الموقع

تقع جمهورية الغابون وسط غربي القارة الأفريقية، ويحدها من الشمال دولة غينيا والكاميرون. ومن الشرق والجنوب جمهورية الكونغو. بينما تطل الجهة الغربية منها على خليج غينيا. ويمر بها خط الاستواء.

الجغرافيا

تغطي الغابات 88% من أراضي الغابون. وتضم مساحات جبلية وساحلية سهلية وأراض عشبية وبحيرات وشواطئ.

وتشكل المحميات الطبيعية نسبة 10% من أراضي الغابون. تتكون من 13 منتزها وطنيا. ويعد النفط أهم مورد طبيعي تعتمد عليه البلاد.

المناخ

تنقسم الغابون إلى منطقتين مناخيتين: المنطقة الاستوائية والمنطقة شبه الاستوائية. وبسبب اتساع الشاطئ المطل على المحيط الأطلسي تؤثر الرطوبة العالية في أجواء الغابون، ويسهم ذلك في ازدهار أشجار المنغروف والغابات المطيرة، ويبلغ متوسط درجة الحرارة في العام 27 درجة مئوية.

السكان

تعد جمهورية الغابون من أوائل المناطق المأهولة بالسكان في القارة الأفريقية، ومن أهم قبائلها البانتو التي تعيش في المنطقة الشمالية الغربية في البلاد.

عام 1996 كان عدد السكان مليونا و400 ألف نسمة، وتراجع عام 2003 ليصبح مليونا و300 ألف نسمة. ثم تضاعف العدد تقريبا عام 2023 ليصل إلى 2604172 نسمة. وتقدر الكثافة السكانية فيها بـ9.1 نسمة/كيلومتر مربع.

واللغة الرسمية للبلاد هي الفرنسية، لكن توجد فيها -أيضا- 40 لغة محلية تنتشر في مناطق مختلفة.

وتعد جمهورية الغابون من أعلى الدول تحضرا في أفريقيا، إذ يعيش أكثر من 4 من كل 5 مواطنين في المدن. ويسكن ثلثا السكان تقريبا في ليبروفيل، وبورت جنتيل.

تعد الغابون موطن أكبر جالية لبنانية في أفريقيا الوسطى، وفي انتخابات 2023 أشرفت القنصلية الغابونية في لبنان على تصويت اللبنانيين المسجلين لديها، وأدلوا بأصواتهم لانتخاب رئيس جمهورية جديد للغابون. وقد سجلت السفارة 500 اسم في قوائم الاقتراع عامها.

خارطة الغابون

التوزيع العرقي

ويتكون المجتمع مما يقارب 40 مجموعة عرقية تعود أصول غالبيتها إلى قبائل البانتو. التي تندرج تحتها قبائل أخرى.

الديانة

ويدين 60% من السكان بالمسيحية، وغالبيتهم من طائفة الكاثوليك، و8% بروستانتا. و1% مسلمون. أما البقية فهم من أتباع المذاهب الطبيعية.

التاريخ

في عام 1470 احتل البرتغاليون الغابون، وأقاموا فيها مراكز لتجارة العبيد. ثم احتلها الفرنسيون عام 1839، وتحولت رسميا إلى مستعمرة فرنسية عام 1910م.

بقيت البلاد محتلة من الفرنسيين حتى عام 1960، إذ نالت استقلالها وأصبحت ذات سيادة، وانضمت إلى هيئة الأمم المتحدة في العام ذاته.

انتُخب "ليون أمبا"، أول رئيس للبلاد عام 1961 بإشراف فرنسا، حرصا على مصالحها، إذ دعمت حملته الانتخابية، وفي عام 1964 تصدت لانقلاب عسكري هدف للإطاحة به.

خلف عمر بونغو الرئيس أمبا ليكون ثاني رئيس للبلاد منذ عام 1967 حتى وفاته عام 2009. وقد حكم 21 سنة على 3 فترات انتخابية، وانتقل الحكم بعد ذلك إلى ابنه علي بونغو بانتخابات رئاسية. وعُين رئيسا للبلاد منذ 3 سبتمبر/أيلول 2009.

وفي عام 2016 أعلن فوز علي بونغو بفترة انتخابية ثانية. وحدثت حركة احتجاجية في البلاد، وأضرم المتظاهرون النيران في مبنى البرلمان. وجرت أحداث عنف في البلاد تسببت بخسارات كبيرة. إلا أن ذلك لم يغير من نتيجة الانتخابات.

الانقلابات العسكرية

تعرضت الغابون لمحاولة انقلاب عام 2019 على يد مجموعة من الضباط سيطروا على مبنى الإذاعة والتلفزيون، إلا أن الانقلاب لم يستمر سوى ساعات عدة، قبل أن يتم القبض على الضباط الذين قادوه.

ويوم 26 أغسطس/آب 2023 جرت انتخابات رئاسية بعد انتهاء ولاية علي بونغو الثانية. وأعلن عن نتائجها فجر يوم 30 أغسطس/آب بحصول بونغو على نسبة 64.27% من الأصوات، بينما حصل المرشح الذي توافقت عليه أطياف المعارضة ألبرت أوندو أوسا، على المركز الثاني بنسبة 30.77%.

وقد طعنت المعارضة في نتائج الانتخابات وشككت بنزاهتها، واتهمت حزب بونغو بتزوير النتائج. وسبق ليلة الإعلان عن نتائج الانتخابات قطع خدمة الإنترنت عن البلاد، وحظر تجوال عمّ جميع مناطق البلاد.

وعقب نتائج الانتخابات أعلنت مجموعة عسكرية مكونة من أكثر من 10 ضباط ظهروا على قناة "غابون 24″، إلغاء نتائج الاقتراع، وحل مؤسسات الدولة، وإغلاق حدود البلاد. وعرفوا أنفسهم بأنهم "قوات الدفاع والأمن المجتمعة ضمن لجنة المرحلة الانتقالية وإعادة المؤسسات".

وقالوا إن ما دفعهم للانقلاب هي "الأساليب التي يحكم بها بونغو التي تدفع البلاد إلى الفوضى"، وأشاروا إلى غياب المصداقية والشفافية عن الانتخابات.

ووضع العسكريون الرئيس علي بونغو تحت الإقامة الجبرية مع عائلته وأطبائه، وألقوا القبض على أحد أبنائه وعلى أعضاء من الحكومة بتهمة الخيانة العظمى.

LIBREVILLE, GABON, AFRICA - CIRCA AUGUST 2010 : Scenery of street in LIBREVILLE.
مشهد من أحد شوارع العاصمة الغابونية ليبروفيل (شترستوك)

أبرز المعالم

المتحف الوطني للفنون والتقاليد: يقع المتحف في قلب العاصمة ليبروفيل، ويتميز بمقتنياته من الأقنعة الشعبية التقليدية التي تمثل تاريخ الثقافات والمعتقدات المنتشرة داخل البلاد. ويعرض مجموعة من الوثائق التاريخية والآلات الموسيقية التقليدية، بالإضافة لأشكال متنوعة من الفنون الشعبية الأخرى.

القصر الرئاسي: المعلم الأبرز في البلاد، بُني في سبعينيات القرن الماضي، وقيل إنه كلف حينها 250 مليون دولار أميركي. يشتهر القصر بزجاجه الذهبي، ويطل على الواجهة البحرية للعاصمة، ومنه بدأت عائلة بونغو حكمها للبلاد.

حديقة إيفيندو الوطنية: تقع على مقربة من خط الاستواء شمالي الغابون، وتغطي مساحة تشغل 300 ألف هكتار، تتخللها أنهار من "المياه السوداء"، وتعد مكانا بارزا للسياحة البيئية في البلاد لما تحتويه من تنوع كبير من الفراشات والثدييات النادرة المهددة بالانقراض.

وتتميز الحديقة بمنحدراتها وشلالاتها المحاطة بغابات مطيرة. وتؤوي أنهارها 13 نوعا من الأسماك النهرية المهددة بالانقراض، بالإضافة إلى 7 أنواع من الأعشاب النهرية.

كنيسة القديس ميشيل: تقع في الجهة الغربية من العاصمة ليبروفيل. زيّنت بأعمدة خشبية منحوتة من صنع الفنان زيفيرين ليندوغدو، بالإضافة لجداريات ملونة تغطيها. فيها تمثال كبير يصوّر القديس جورج وهو يقتل التنين.

الاقتصاد

تعدّ جمهورية الغابون من الدول ذات الاقتصاد الغني والدخل المتوسط. لتوفر المعادن الخام؛ مثل: الحديد والمنغنيز واليورانيوم والذهب.

وتمتلك الغابون ثروة نفطية كبيرة، وتعدّ خامس أكبر دولة منتجة للنفط في أفريقيا منذ اكتشاف النفط فيها عام 1931. وقد انضمت لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" عام 1975، ثم انسحبت منها عام 1995 بسبب الرسوم السنوية العالية المفروضة على الأعضاء. وفي عام 2016 عادت للانضمام إليها.

ووفق تقارير "أوبك" فإن الغابون تمتلك 26 مليار متر مكعب من احتياطات الغاز الطبيعي في نهاية 2021. وشكل النفط والسوائل الأخرى ما يقارب 79% من إيرادات الصادرات خلال عام 2021.

وفي عام 2022 رفعت الغابون إنتاجها من النفط بنسبة 0.015% أي حوالي 197 ألف برميل يوميا. أما حجم النفط الخام، حسب البيانات الواردة في النشرة الإحصائية السنوية لـ"أوبك" فإنه يصل إلى ملياري برميل.

وينتج الغابون منتجات غذائية؛ مثل: القهوة والسكر والكاكاو، بالإضافة إلى تصدير الأخشاب.

وقد عانت البلاد نتيجة الحرب الروسية على أوكرانيا، إذ أدى ذلك إلى إعاقة النمو الاقتصادي في الغابون. وارتفع معدل التضخم ليصل إلى 4.3%. إلا أن الدولة وضعت حدا للأمر عن طريقة إنشاء وزارة جديدة مخصصة لمكافحة ارتفاع تكاليف المعيشة.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية