كوسوفو أصغر دولة من دول البلقان

كوسوفو، ويعني شقها الأول ذو الأصل الصربي "كوس" طائر الشحرور، ويطلق عليها أهل البلاد "كوسوفا"، فيها 38 بلدية، تقع في منطقة البلقان جنوب شرق أوروبا، ثار أهلها الألبان على قرار إلغاء حكم كوسوفو الذاتي، مما تسبب بحرب داخل البلاد مع صربيا، على إثرها تدخلت الأمم المتحدة لإيقاف الحرب، وبقيت البلاد تحت حمايتها حتى أعلنت كوسوفو استقلالها عن صربيا عام 2008.

الاسم: أعلنت البلاد نفسها "جمهورية كوسوفو".

الاسم المختصر: كوسوفو.

العاصمة: بريشتينا، أكبر مدنها ومركز البلاد اقتصاديا وثقافيا.

اللغة: تعد اللغتان الألبانية والصربية اللغتان الرسميتان للبلاد حيث يستعمل الألبانية 94.5% من السكان والصربية 1.6%، بينما يستعمل التركية 1.1% من السكان وغيرها من اللغات التي تشكل 0.9%، حسب تقديرات عام 2011.

تاريخ الاستقلال: أعلنت كوسوفو استقلالها ذاتيا من جهة واحدة في 17 فبراير/شباط 2008، واعترفت بها قرابة 100 دولة، مع امتناع صربيا وروسيا، ودول أخرى.

العملة: اليورو الأوروبي.

الموقع: تقع في منطقة البلقان جنوب شرق أوروبا، وهي أصغر دولة من دول البلقان، تحدها جمهورية مقدونيا من الجنوب الشرقي وصربيا من الشمال الشرقي والجبل الأسود من الشمال الغربي وألبانيا من الجنوب.

المساحة: تبلغ مساحة كوسوفو 10887 كيلومترا مربعا.

3D rendering of the waving flag Kosovo GettyImages-1266245193
علم جمهورية كوسوفو (غيتي)

النظام السياسي

نظام دولة كوسوفو برلماني يقوم على مركزية البرلمان، ويركز دستورها على مبدأ توزيع السلطات، ويمنحها حيزا للحضور الدولي، ولا يسمح بضمها أو إلحاقها كليّا أو جزئيّا إلى دولة أخرى.

تعود السلطة التنفيذية لحكومة كوسوفو التي يقوم رئيس الجمهورية بتكليفها بذلك، وينتخب رئيس الدولة من قبل غالبية أعضاء البرلمان، الذين ينتخبون أعضاء الحكومة حسب الأغلبية.

نظام كوسوفو القضائي مستقل عن السلطتين التشريعية والتنفيذية، فهي تعتبر سلطة مستقلّة بذاتها حسب الدستور، ويعد الدستور امتدادا للحل الدستوري الذي تمّ وضعه منذ "مهمة الأمم المتحدة في كوسوفو" عقب حرب البلاد مع صربيا.

الأحزاب والمجتمع المدني

لأن كوسوفو تعد مجتمعا متعدد الأعراق، تتنوع مؤسساتها التي تنتمي إلى كل مكونات المجتمع باختلافاته الإثنية والأيديولوجية والدينية، ومن أبرز أحزابها الحزب الديمقراطي الكوسوفي والجبهة الديمقراطية الكوسوفية والتحالف من أجل مستقبل كوسوفو.

الجغرافيا

داخل البلاد حوض نهري يقع على ارتفاع 400 إلى 700 متر فوق سطح البحر، محاط بسلاسل جبلية عالية ارتفاعها يتراوح ما بين ألفين إلى 2500 متر، وتتكون البلاد معظمها من الجبال بنسبة 80%.

تقع جبال شار على طول الحدود الجنوبية مع مقدونيا الشمالية، بينما تقع جبال كوبانيك على طول الحدود الشمالية الشرقية مع صربيا. وأعلى نقطة في البلاد هي جبل جيرافيسا، الذي يقع على ارتفاع 2656 مترا عند الحدود الغربية مع ألبانيا.

وفيها نهر نيروديمكا -الذي يبلغ طوله 41 كلم- وينقسم إلى فرعين حيث يتدفق الفرع الشمالي إلى نهر سيتنيكا، الذي يصب في البحر الأسود عبر أنهار إيبار ومورافا والدانوب؛ ويتدفق الفرع الجنوبي عبر نهري ليبيناك وفاردار، الذي يصب بالنهاية في بحر إيجه.

وتمثل نسبة الأراضي الزراعية في كوسوف 52.8% من إجمالي أراضي البلاد، بينما 27.4% منها صالحة للزراعة و23.5% مراع دائمة. وتغطي الغابات 41.7% من أراضيها حسب تقديرات عام 2018.

Levosha, Kosovo GettyImages-1437836755
داخل البلاد حوض نهري يقع على ارتفاع 400 إلى 700 متر فوق سطح البحر محاط بسلاسل جبلية عالية (غيتي إيميجز)

الموارد الطبيعية

تعتمد البلاد في مواردها الطبيعية على المعادن، منها النيكل والرصاص والزنك والمغنيسيوم والليغنينت والكاولين والكروم والبوكسيت.

المناخ

يعد طقس كوسوفو قاريا معتدلا، فهو بارد نسبيا في الشتاء، مع تساقط ثلوج كثيفة وأمطار موسمية تهطل بين شهري أكتوبر/تشرين الأول وديسمبر/كانون الأول بكثافة، مع صيف حار وخريف جاف.

السكان

يبلغ عدد السكان في كوسوفو حسب إحصائيات عام 2022 نحو مليون و953 ألفا بمعدل نمو سكاني يبلغ 0.57%.

التوزيع العرقي

يشكل الألبان نسبة 92.2% من السكان والبوشناق 1.6% والصرب 1.5% والأتراك 1.1% ويبقى الأشكاليون والمصريون والغورانيون والغجر أقلية، بالإضافة لأعراق أخرى حسب إحصائيات التعداد الوطني لكوسوفو عام 2011.

الديانة

يشكل المسلمون 95٪ من سكان كوسوفو، والرومان الكاثوليك 2.2% والأرثودوكس 1.5% وديانات أخرى.

التاريخ

من العصور القديمة حتى أواخر العصور الوسطى، بقي جزء كبير من منطقة البلقان يقع داخل المناطق الحدودية للإمبراطورية البيزنطية.

ثم استقرت الشعوب السلافية الجنوبية منها الصربية في جميع أنحاء منطقة البلقان في القرن السادس الميلادي، وفي الفترة ذاتها، بدأت تنتشر جماعة ألبانية في الجنوب الغربي (ألبانيا حاليا).

ومع تضاؤل القوة البيزنطية في البلقان، أصبحت منطقة كوسوفو بحلول العصور الوسطى المتأخرة (من 1250م إلى 1500م) مركز الإمبراطورية الصربية تحت حكم سلالة نيمانغيتش.

وقتها كانت الأغلبية من سكان المنطقة من الصرب، مع أقلية ألبانية صغيرة. وبين منتصفي القرن 12م و14م كثرت المواقع الأرثوذكسية الصربية، مثل دير ديتشاني.

Gračanica Monastery is a Serbian Orthodox monastery located in Kosovo. It was built by the Serbian king Stefan Milutin in 1321 on the ruins of a 6th-century basilica. GettyImages-836113930
دير غراتسانيتسا كنيسة أرثوذكسية صربية في كوسوفو بناها الملك الصربي ستيفان ميلوتين عام 1321 في القرن 6م (غيتي)

في عام 1389 حصلت معركة كوسوفو غرب بريشتينا (العاصمة حاليا)، وفيها هزمت الدولة العثمانية قوة من الصرب وحلفائهم. وبحلول منتصف القرن 15 كان العثمانيون قد أقاموا حكما مباشرا على كل صربيا، بما في ذلك كوسوفو.

في القرون التي تلت النصر العثماني، هاجر جزء كبير من سكان كوسوفو من الصرب الأرثوذكس شمالا وغربا إلى مناطق أخرى، في حين اعتنق بعضهم الإسلام.

وبعد الغزو النمساوي عام 1690، انحاز كثير من الصرب للنمساويين، حيث انضم لهم ما يقارب 30 ألفا إلى 40 ألف صربي، لكن العثمانين استطاعوا تأمين حكمهم في البلقان مرة أخرى، خاصة وأن الصرب استاؤوا من الحكم النمساوي فمالوا من جديد إلى جانب العثمانيين، مما ساعد على إعادة الحكم العثماني على المنطقة.

وبقيت كوسوفو جزءا من الدولة العثمانية طيلة 5 قرون منذ أن فتحها السلطان العثماني مراد الأول عام 1389، حتى منتصف القرن العشرين، ووقتها زاد اهتمام أهل المنطقة بالإسلام، وزاد عدد الناطقين باللغة الألبانية.

نهاية الحكم العثماني

في أوائل القرن العشرين أدمجت كوسوفو ضمن حدود صربيا، لكن صربيا خسرت سيطرتها على المنطقة بعد حرب البلقان الأولى عام 1912، حيث تقاسمت مملكتا صربيا والجبل الأسود أراضي كوسوفو.

وبعد الحرب العالمية الأولى أصبحت ضمن مملكة يوغوسلافيا وضمت جزءا من صربيا، ووقتها أجبر الجيش الصربي كثيرا من الألبان على الهجرة خارج البلاد، فذهب معظمهم إلى تركيا، وساعدت حكومة بلغراد وقتها الصرب على بناء مستعمرات لهم داخل كوسوفو، لكن رغم ذلك ظلوا أقلية.

أثناء الحرب العالمية الثانية اتحدت كوسوفو مع ألبانيا تحت السيطرة الإيطالية عام 1941 بعد احتلال دول المحور ليوغوسلافيا، فتعرض كثير من الصرب للطرد أو القتل.

ومع انسحاب قوات المحور عام 1944، قام الألبان بثورة مطالبين ببقائهم متحدين مع ألبانيا، لكن جيش الحكومة اليوغوسلافية صد هذه المطالب بالقوة.

Sunset over the historic city of Prizren, Kosovo. The river is the Prizrenska Bistrica, and a mosque and church are both visible on the left side of the river. GettyImages-586702164
كوسوفو تتميز بالتنوع الديني في بنائها المعماري التاريخي حيث تكثر فيها الكنائس والمساجد على حد سواء (غيتي)

زاد عدد المسلمين الألبان بشكل كبير في النصف الثاني من القرن العشرين، حتى فاق عدد الصرب الأرثوذكس في كوسوفو، فتغيرت البنية العرقية في المنطقة، الأمر الذي زاد من حدة التوترات العرقية داخل المنطقة.

تم منح منطقة كوسوفو حكما ذاتيا تحت عهد رئيس يوغسلافيا جوزيب بروز تيتو عام 1945، وبعدها تحولت لمقاطعة تتمتع بالحكم الذاتي داخل جمهورية صربيا، ووقتها عان الألبان من قمع شديد.

تغير اسم كوسوفو عام 1968 من إقليم كوسوفو وميتوهيجا المستقل إلى مقاطعة كوسوفو الاشتراكية المستقلة.

توترات مستمرة

ازدادت حدة التوترات بين الصرب والألبان منذ تفكك الاتحاد اليوغسلافي وإعلان جمهورية يوغسلافيا الاتحادية (صربيا والجبل الأسود) عام 1992.

رغم كون المسلمين أغلبية في كوسوفا بنسبة تزيد على 90% وقتها، ترى صربيا المنطقة مكانا مقدسا لتاريخ الصرب، نظرا لوجود مقر الكنيسة الأرثوذكسية الصربية، ولكونها شهدت واقعتين تاريخيتين وثقت هزيمة الأتراك ضد الصرب عامي 1389 و1912.

بدأت احتجاجات سلمية في كوسوفو عام 1989 بقيادة إبراهيم روغوفا زعيم العرق الألباني بالمنطقة، رفضا لقرار إلغاء الحكم الذاتي لمنطقة كوسوفا من قبل سلوبودان ميلوسيفيتش (رئيس الجمهورية الصربية وقتها).

اعتبر ألبان كوسوفو أن مطالبهم لن تحل سلميا، فقرروا عام 1996 تشكيل "جيش تحرير كوسوفو" (KLA) وبدؤوا بمهاجمة الشرطة الصربية والضباط لمدة عامين.

أصدر "جيش تحرير كوسوفو" أول بيان له أواخر عام 1997 أثناء جنازة مدرس ألباني قتل على يد الشرطة الصربية، ودعوا لحمل السلاح لتكوين "ألبانيا الكبرى" عن طريق انفصال كوسوفو عن صربيا.

فبدأ الجيش الصربي حملة قمع ضد سكان كوسوفو الألبان، عن طريق مداهمة القرى وطرد الناس من منازلهم، ووقعت مذابح كثيرة على أيدي الشرطة الصربية، وتعرض المحتجزون الألبان للضرب والتعذيب في المعتقلات للحصول على المعلومات منهم.

أدى ذلك إلى زيادة دعم "جيش تحرير كوسوفو" وانضم له عدد كبير من الألبان، وأزيل من قائمة "الجماعات الإرهابية" لدى الولايات المتحدة عام 1998.

A relative of the 45 ethnic Albanian civilians allegedly massacred by Serb forces at Racak looks at the coffins of the victims in Racak's mosque February 10. The bodies finally returned home on Wednesday, after three weeks of forensic examination and wrangling between relatives and Serbian authorities.
45 مدنيا ألبانيا قُتلوا على أيدي القوات الصربية في مذبحة راتشاك عام 1999 وبسببها تدخلت الأمم المتحدة (رويترز)

بداية حرب كوسوفو

مطلع العام 1998 بدأت هجمات المقاتلين الألبان المؤيدين للاستقلال تزيد، تحت محاولات القوات المسلحة اليوغسلافية فرض سيطرتها على المنطقة، وتم اتهامها بارتكاب العديد من المجازر بحق المدنيين والمقاتلين الألبان مما فاقم من أعداد اللاجئين إلى أوروبا.

طالبت مجموعة الاتصال بوقف إطلاق النار وانسحاب القوات اليوغسلافية والصربية من المنطقة من أجل عودة اللاجئين، مع إمكانية وصول المراقبين الدوليين للمنطقة بشكل غير محدود.

تكونت هذه المجموعة من أميركا وبريطانيا وروسيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا، وتعد هيئة غير رسمية وغير دائمة تم إنشاؤها بغرض تنسيق الجهات الفاعلة الدولية لإدارة الأزمة.

وافق ميلوسيفيتش على هذه المطالب، لكنه لم يطبقها فعليا، فما كان من "جيش تحرير كوسوفو" إلا أن يلملم شتاته ويسلح نفسه مرة أخرى خلال فترة وقف إطلاق النار، ويبدأ هجماته من جديد.

كان رد القوات اليوغسلافية والصربية شديدا، وبدأت سلسلة تطهير عرقي في جميع أنحاء يوغسلافيا، شملت حتى غير المقاتلين الألبان من المدنيين العزل في القرى من أطفال ونساء وشيوخ.

أدان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الاستخدام "المفرط" للقوة، وأعلن فرض حظر على الأسلحة، ورغم ذلك استمرت الحرب في المنطقة.

في 15 يناير/كانون الثاني 1999 حصلت مذبحة راتشاك الشهيرة، والتي راح ضحيتها 45 جثة لمدنيين ألبان أعدموا رميا بالرصاص، بينهم امرأة وطفل في قرية راتشاك جنوبي كوسوفو.

أدان المذبحة خافيير سولانا (الأمين العام لحلف الناتو) وحمّل رئيس المراقبين الدوليين بإقليم كوسوفو قوات الأمن اليوغسلافية (الصربية) المسؤولية الكاملة عن المذبحة.

اعترفت قوات الأمن اليوغسلافية بارتكاب المجزرة، وبررت تدخلها برغبتها في اعتقال "مجموعة إرهابية" اغتالت الشرطي الصربي سفيتيسلاس برزيتش، وأكدت أن الضحايا كانوا جميعا من "جيش تحرير كوسوفو المتمرد".

رغم كونها ليست المذبحة الأولى، لكنها كانت السبب في تدخل قوات الناتو في حرب كوسوفو ضد جمهورية يوغسلافيا الاتحادية، حيث طالب زعيم الألبان روغوفا عند زيارته لأميركا ومقابلة رئيسها بيل كلينتون بتدخل قوات الحلف بشكل عاجل.

epa01085281 The Kosovar Bosnian bride Rasima Biljibani's (C) face was painted to prevent bad luck during the traditional wedding ceremony in the village of Donje Ljubinje, Kosovo, 05 August 2007. The tradition, whose origins date from beyond living memory, is virtually viewed by almost all residents with universal pride as it has come to symbolize this place’s special identity. Donje Ljubinje is situated in the Shar mountains that form the border between Kosovo and Macedonia. Its inhabitants are Kosovoar Bosnians. But the language spoken here, a mixture of Serbian and Macedonian, with a few Turkish words thrown in, is not the same as any other in the Balkans, including Bosnia. And Donje Ljubinje’s customs, as well as those of its neighboring village, Gornje Ljubinje, are also unlike those of any other people in Kosovo. EPA/VALDRIN XHEMAJ
رسم على وجه عروس بوسنية خلال حفل الزفاف التقليدي لمنع سوء الحظ حسب معتقداتهم (وكالة الأنباء الأوروبية)

عملية "القوة المتحالفة"

بدأت مفاوضات دبلوماسية بفرنسا في فبراير/شباط 1999، لكنها توقفت الشهر التالي بعد أن باءت بالفشل.

يوم 24 مارس/آذار بدأت قوات الناتو قصف أهداف عسكرية صربية في عملية "القوة المتحالفة" وأطلقت عليها أميركا "عملية سندان نوبل" بهدف إجبار ميلوسيفيتش على وقف المجازر بحق الألبان، ولإجبار بلغراد على الانسحاب من كوسوفو.

ردت القوات اليوغسلافية والصربية بطرد الألبان من كوسوفو، فشهدت المنطقة أكبر عملية نزوح لمئات الأشخاص إلى ألبانيا ومقدونيا والجبل الأسود.

استمرت حملة قصف الناتو 11 أسبوعا، وصلت إلى بلغراد، وتسببت بأضرار كبيرة في البنية التحتية بصربيا، وازدادت حدة القصف داخل الأراضي الصربية، مما أجبر ميلوسيفيتش على إعلان الانسحاب مقابل وقف ضربات الناتو.

في يونيو/حزيران 1999 وقعت يوغسلافيا وحلف الناتو معاهدة سلام سميت كومانوفو، نصت على استبدال القوات الصربية بقوات دولية، فانسحبت القوات اليوغسلافية، وأعيد مليون ألباني و500 نازح.

غادر معظم الصرب من كوسوفو بعد الحرب، ونُشرت قوات حفظ السلام الأممية في المنطقة، وخضعت المنطقة لإدارة الأمم المتحدة (بعثة الأمم المتحدة الإدارية المؤقتة)، وبقيت العلاقات متوترة بين الصرب والألبان.

إعلان الاستقلال

غيرت يوغوسلافيا اسمها إلى صربيا والجبل الأسود عام 2003، ثم انفصلت المنطقتان دولا مستقلة عام 2006، واستمرت صربيا في اعتبار كوسوفو جزءا من أراضيها.

تحت إشراف الأمم المتحدة، استطاعت كوسوفو إنشاء هياكل دولة مستقلة، وفي فبراير/شباط 2008 أعلنت استقلالها رسميا عن صربيا. فحلت بعثة الاتحاد الأوروبي المكلفة بالإشراف على أنشطة الشرطة والقضاء والجمارك مكان الأمم المتحدة.

العملة.. من الدينار الصربي إلى اليورو

قبل إعلان الاستقلال كان الدينار اليوغوسلافي (أو الصربي) العملة الرسمية حتى عام 2002، واستخدم المارك الألماني (العملة الرسمية لألمانيا الغربية وألمانيا الموحدة) بشكل غير رسمي، حيث أرسل العديد من الكوسوفيين العاملين في أوروبا الغربية أموالا إلى ديارهم لإعالة أسرهم.

في عام 2002، بينما كانت كوسوفو لا تزال جزءا من صربيا، بدأت بشكل غير رسمي في استخدام اليورو، مما سمح في الحد من التضخم داخل البلاد، حتى أصبح اليورو العملة الرسمية عام 2008، ومازال الدينار الصربي يستخدم بين السكان الصرب.

في عام 2009 انضمت كوسوفو إلى صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، ويشرف المصرف المركزي المستقل لجمهورية كوسوفو على النظام المالي.

أهم المعالم

تتميز كوسوفو بتنوعها الثقافي تاريخيا، فتكثر فيها الكنائس والمساجد على حد سواء، وتعبر كل منها عن الفترة الزمنية التي عاشتها البلاد سواء تحت الحكم الصربي أو الدولة العثمانية.

ومن أهم الكنائس فيها كنيسة غراتشانيتسا وكنيسة الأم تيريزا وكنيسة العذراء ودير ديتشاني (بالبوسنية ديكاني) الذي أدرج عام 2004 موقعا للتراث العالمي لليونسكو.

ومن أبرز المساجد التي بنيت في القرن الـ15، مسجد شرشيا ومريتي (الفاتح) الموجودان في بريشتينا، علما أن الكثير من المواقع الإسلامية دمرت خلال الحرب الكوسوفية آخر القرن العشرين.

Traditional savory Kosovo pie GettyImages-1263154208
طبق شعبي كوسوفوي يسمى "بيتشيه" (Pite) وهو عبارة عن معجنات تحشى بالجبن أو اللحم أو الخضار (غيتي)

الاقتصاد

تعد كوسوفو إحدى الدول الأوروبية ذات الاقتصاد الصغير المتنامي، ورغم كونها دولة غير عضو في الاتحاد الأوروبي لكنها تستعمل العملة الأوروبية "اليورو"، ومع ذلك تعاني من نسبة بطالة عالية، يعاني منها الشباب وخاصة الإناث، وزادت بسبب تداعيات جائحة كورونا (كوفيد-19).

يبلغ مقدار الناتج المحلي 21 مليار دولارا تقريبا، ومعدل نمو الناتج المحلي الإجمالي 10.75%، ويشكل نصيب الفرد من الناتج المحلي 11900 دولار، ويبلغ معدل التضخم 3.35% حسب تقديرات عام 2021.

ويساهم قطاع الزراعة بنسبة 11.9% من الناتج الداخلي الخام، أما الصناعة فتشكل نسبة 17.7% وقطاع الخدمات 70.4% حسب تقديرات للعام 2017.

وتعتمد البلاد على زراعة القمح والذرة والتوت والبطاطا والفلفل والفواكه، وفي مجال الثروة الحيوانية على الألبان والسمك.

أما الصناعة فتعتمد على المعادن ومواد البناء والجلود وتصنيع الآلات والأجهزة والمواد الغذائية والمشروبات والمنسوجات، ويبلغ معدل الإنتاج الصناعي 7.76% حسب تقديرات عام 2021.

كانت كوسوفو مركزا لاستخراج المعادن منذ عصور ما قبل الرومان، لكن التعدين في العصر الحديث لا يشكل سوى جزء صغير من الناتج المحلي الإجمالي.

معظم صادرات كوسوفو لألبانيا بنسبة 16% ثم الهند 14% ثم مقدونيا الشمالية بنسبة 12.2% وبعدها صربيا 10.6% ثم سويسرا 5.6% ثم ألمانيا 5.4% حسب إحصائيات للعام 2017.

الصادرات: تهم مجال التعدين والمنتجات المعدنية المصنعة والمنتجات الجلدية والآلات والأجهزة والمواد الغذائية الجاهزة والمشروبات والتبغ والمنتجات النباتية والمنسوجات والملابس.

وتعتمد كوسوفو في الواردات على ألمانيا بنسبة 12.4% ثم صربيا 12.3% وبعدها الصين بنسبة 9.1% ثم على إيطاليا 6.4% ومقدونيا الشمالية 5.1% وألبانيا 5% ثم اليونان 4.4% حسب إحصائيات عام 2017.

الواردات: تهم المواد الغذائية والمنتجات الحيوانية والخشب والبترول والمواد الكيميائية والآلات والمعادن والمنسوجات والحجر والسيراميك والمنتجات الزجاجية والمعدات الكهربائية.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية