سريلانكا.. الأرض اللامعة

COLOMBO, SRI LANKA - FEBRUARY 16, 2016: The Seema Malaka Temple in Colombo is situated on Beira Lake and is part of the Gangaramaya Buddhist Temple Complex. shutterstock_388785019
مشهد من معبد سيما مالاكا في العاصمة السريلانكية كولومبو (شترستوك)

سريلانكا جزيرة واقعة جنوب الهند، تشبه في شكل حدودها الدمعة، لذا أطلق عليها لقب "دمعة الهند"، كما تسمى أيضا "الأرض اللامعة".

قدمت سيريمافو باندرانايكا كأول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في العالم عام 1960، وذلك بعد اغتيال زوجها في عام 1959.

عانت البلاد من حروب أهلية استمرت لربع قرن، وبدأت خلال فترة الاستعمار البريطاني.

جمهورية سريلانكا

الاسم: جمهورية سريلانكا الديمقراطية الاشتراكية.

الاسم المختصر: سريلانكا.

العاصمة: كولومبو، وكانت مركز التجارة للرومان والعرب والصينيين، واستقر فيها المسلمون خلال القرن الثامن الميلادي لأهمية الميناء الاقتصادي فيها، الذي كان مركزا للتجارة، حتى وصل البرتغاليون وطردوا المسلمين وأقاموا قلاعا لحماية تجارتهم.

اللغة: السنهالية (رسمية وطنية) 74%، والتاميلية (لغة وطنية) 18%، والإنجليزية (تستعملها الدوائر الحكومية ويتحدثها أغلب المواطنين)، ولغات أخرى 8%.

تاريخ الاستقلال: استقلت سريلانكا عن المملكة المتحدة في 4 فبراير/شباط 1948، ويعد هذا التاريخ اليوم الوطني للدولة.

العملة: العملة الرسمية للبلاد هي الروبية السريلانكية.

الموقع: سريلانكا جزيرة في شمال المحيط الهندي على السواحل المقابلة لجنوب الهند في جنوب آسيا، لها حدود بحرية مع الهند من الشمال الغربي، والمالديف من الجنوب الغربي، ويحدها خليج البنغال من جهة الشمال الشرقي.

المساحة: تقدر مساحتها بـ65 ألفا و610 كيلومترات مربعة.

النظام السياسي

النظام السياسي في سريلانكا جمهوري مكوّن من رئيس للدولة، وبرلمان يتألف من غرفة واحدة مكونة من 225 عضوا.

يختار الناخبون الرئيس وأعضاء البرلمان لفترة 5 سنوات على أساس التمثيل النسبي وحق الاقتراع العام، ويعين رئيس الجمهورية رئيس الوزراء وأعضاء حكومته، وله صلاحية عقد أو تعليق أو تأجيل أو إنهاء الجلسة التشريعية وحل البرلمان.

يرأس البرلمان رئيس المجلس أو نائبه، وينتخب 196 عضوا من 22 دائرة انتخابية، ويتم انتخاب الـ29 المتبقين من القوائم الوطنية ومجموعات أو أحزاب مستقلة.

يعد الحزب الوطني المتحد "يو إن بي" (UNP) أكبر حزب سياسي في البلاد، تأسس عام 1946، بالإضافة إلى أحزاب أخرى مهمة، مثل حزبي الحرية (1951) والتاميل الليبرالي المتحد.

تنقسم سريلانكا إلى 9 محافظات وتنقسم بدورها إلى 25 مقاطعة، وتعد المراكز الوحدات الأساسية للحكم المحلي في البلاد.

تنقسم سريلانكا إلى 9 مجالس إقليمية وتنقسم بدورها إلى 25 مقاطعة، وتعد هذه الأقاليم وحدات أساسية للحكم المحلي في البلاد، حيث يرأس كل مجلس منها وزير يتم تعيينه من قبل رئيس الجمهورية من بين مجموعة أعضاء في مجلس كل ولاية منتخبة من الشعب.

تعد المحكمة العليا أعلى محكمة في البلاد، وتطبق القوانين في القضايا الشخصية تبعا لديانة الشخص المعني.

الجغرافيا

تتنوع تضاريس سريلانكا بين الجبال في الجزء الأوسط من البلاد، والسهول في الشرق والجنوب والغرب وتغطي معظم النصف الشمالي للجزيرة، لكن نحو 30% فقط من الأراضي صالحة للزراعة.

الموارد الطبيعية: تعتمد سريلانكا في مواردها على الحجر الجيري والغرافيت والرمال المعدنية والأحجار الكريمة والفوسفات.

أهم المنتجات: تصدر سريلانكا بعض أفخم أنواع الشاي في العالم، ومنها انطلقت أشهر شركة شاي "ليبتون"، قبل أن يشتريها تاجر بريطاني، كما تنتج ملابس ومواد صيدلية، بالإضافة إلى التوابل والمطاط والمجوهرات والأحجار الكريمة والأسماك وجوز الهند.

المناخ: يتميز مناخها بكونه استوائيا، فيتميز بالجو الدافئ طوال العام، وتتميز بالأمطار خلال 3 أشهر من مايو/أيار إلى يوليو/تموز، مع رياح موسمية من ديسمبر/كانون الأول إلى مارس/آذار.

السكان: يقدر عدد السكان بـ22 مليون نسمة حسب إحصاءات لشبكة نوما (knoema) للبيانات للعام 2021.

التوزيع العرقي: حسب إحصائيات للحكومة السريلانكية لعام 2001، يشكل السنهال نسبة 81.9%، فيما يشكل المور 7.9%، والتاميل الهندي 4.3%، والتاميل السريلانكي 5%، ويشكل الباقون 0.75%.

الديانة: يشكل معتنقو الديانة البوذية 70.2%، والمسلمون 9.7%، والهندوس 12.6%، ويشكل الروم الكاثوليك والمسيحيون 7.4%، والباقون 0.1%، وذلك حسب تعداد لماي سبيس سريلانكا للسكان للعام 2011.

سريلانكا تشتهر بمواقعها السياحية ومناظرها الطبيعية الخلابة (شترستوك)

التاريخ

عرفت سريلانكا باسم لؤلؤة المحيط الهندي، وقديما باسم (تاروبان)، وأطلق عليها العرب القدماء الوافدون من الجزيرة العربية اسم "سرنديب".

وأطلق عليها أيضا "سيلان" حتى عام 1972 من قبل الاستعمار البريطاني، وسكنتها قبيلتا باليسكا والناجا في البداية، واللتين تعدان أسلاف الفيدا.

في إحدى الروايات قيل إن الأمير فيجاريا -الذي يعود أصله لشمال الهند- هو من قاد مؤسسي الحضارة السنهالية إلى سيلان (سريلانكا) الذين أنشؤوا وسائل الري الحديثة دعما للزراعة، ومن وقتها توافد السنهال في القرن الخامس قبل الميلاد وأقاموا في شمال الجزيرة.

كانت مملكة مملكة أنورادهابورا (تسمى أيضا أنورادابورا) أولى ممالك الشعب السنهالي وأقدمها في سريلانكا، وتعد مركز الحضارة السنهالية في الفترة بين القرن الثالث قبل الميلاد و993 م.

في أوائل القرن الثاني قبل الميلاد هاجمت قبائل التاميل (سلالة حاكمة هندية) جزيرة "سيلان"، ومنذ القرن الخامس الميلادي وحتى وصول البرتغاليين عانت الجزيرة صراعا بين ملوك السنهاليين وملوك التاميل.

استطاع التاميل السيطرة على النصف الشمالي، وانتقل السنهال إلى النصف الجنوبي من الجزيرة، في حين استمر توافد المور أحفاد العرب في القرن الثامن الميلادي (الثاني الهجري).

في القرن الـ16 بدأ الاستعمار الأوروبي للجزيرة حينما أبحر البرتغاليون إلى "ميناء كولومبو" (الاسم الحالي) عام 1505، وبسطوا سيطرتهم على المناطق الساحلية الرئيسية في الجزيرة ما عدا "مملكة كاندي" بقصد التجارة.

تمكن الهولنديون من أن يحلوا مكان البرتغاليين من عام 1685 حتى عام 1815 لتأمينها كقاعدة تجارية في المحيط الهندي.

بين عامي 1795 و1796 تمكن الإنجليز من السيطرة على المستعمرات الهولندية، وجعلوا الجزيرة مستعمرة بريطانية عام 1802، واستولوا عام 1815 على مملكة كاندي بعد انهيارها، ليكونوا أول الأوروبيين الذين حكموا الجزيرة بأكملها.

طور الإنجليز في سريلانكا زراعة البن وجوز الهند والمطاط وأدخلوا زراعة الشاي.

في عام 1915 أثار السريلانكيون اضطرابات في البلاد بعد مرور 100 عام على سقوط مملكة كاندي، مطالبين بالمشاركة في السلطة.

في عام 1925 شكلت المملكة المتحدة لجنة خاصة للإصلاحات الدستورية مما ساهم في وضع سيلان "كمقاطعة تابعة" لبريطانيا.

الاستقلال

في عام 1944 وافقت المملكة المتحدة على مشروع دستوري يعطي الفرصة لـ"سيلان" في تشكيل حكومة دستورية.

حصلت الجزيرة على الحكم الذاتي في القرن العشرين، وعرفت بدولة سيلان المستقلة في 4 فبراير/شباط 1948.

تبنت البلاد حكما برلمانيا برئاسة رئيس وزراء، وأول رئيس وزراء لسيلان كان دادلي سينانايكا.

وأجازت حكومة ريدجواي دياس باندرانايكا (1956) قانونا يجعل السنهالية اللغة الرسمية الوحيدة في البلاد، وعارضت قبائل التاميل هذا القانون.

اندلع الصراع بين التاميل والسنهال بعد الاعتراف بالسنهالية لغة رسمية، فتم الاتفاق على جعل لغة التاميل سائدة في عدة مناطق بالبلاد.

في عام 1959 اغتيل الرئيس باندرانايكا على يد كاهن بوذي سنهالي، وأصبحت أرملته سيريمافو باندرانايكا رئيسة للوزراء عام 1960.

في عام 1965 فقد حزب سيريمافو باندرانايكا الأغلبية في البرلمان وأصبح دادلي سينانايكا رئيسا للوزراء.

تولت سيريمافو باندرانايكا في عام 1970 منصب رئاسة الوزراء للمرة الثانية.

في عام 1972 عُدل اسم البلاد ليصبح سريلانكا، وتعني الأرض اللامعة أو المتألقة.

تحولات سياسية

عام 1983 اندلعت أعمال عنف بين التاميل وقوات الحكومة السنهالية في الشمال وقتل آلاف الناس، وهرب أكثر من 100 ألف من التاميل إلى الهند.

في يوليو/تموز 1987 أعلنت الحكومتان الهندية والسريلانكية خطة تدعو للسلام ووقف إطلاق النار في سريلانكا وقيام مجلس للحكم المحلي في التاميل، ووافق بعض المقاتلين التاميل على الخطة وعارضها آخرون، فاندلع القتال مرة أخرى في السنة نفسها.

في يونيو/حزيران 1989 تم تطبيق وقف إطلاق النار مرة أخرى.

عام 1990 قتل الوطنيون السنهال المعارضون لأي اتفاق بين الحكومة والتاميل أعدادا كبيرة من موظفي الدولة الموالين للنظام، مما جدد القتال بين ثوار التاميل وقوات الحكومة وتسبب ذلك في قتل المئات من المواطنين.

اغتالت منظمة "نمور تحرير تاميل إيلام" الانفصالية الرئيس راناسينغ بريماداسا في مايو/أيار 1993، وتولى رئاسة الوزراء دنجري باندا.

في عام 1994 تم إجراء انتخابات فاز فيها ائتلاف التحالف الشعبي المعارض بزعامة زعيمة حزب الحرية تشاندريكا باندرانايكا كوماراتونغا.

أصبحت تشاندريكا باندرانايكا ثاني امرأة في سريلانكا تتقلد هذا المنصب الرفيع، لتعين والدتها رئيسة للوزراء، في وقت اعتبر فيه المنصب شرفيا.

تولى رانيل ويكريمسينغه رئاسة الوزراء لمدة 16 شهرا في عام 1994، وفي العام ذاته أصبح زعيم الحزب الوطني المتحد بعد اغتيال غاميني ديساناياكي.

في ديسمبر/كانون الأول 1999 أصيبت تشاندريكا باندرانايكا في عينها اليمنى خلال محاولة لاغتيالها.

في عام 2000 توفيت سيريمافو باندرانايكا، في وقت ازدادت فيه حدة المعارك التي تقوم بها جبهة نمور تحرير تاميل إيلام في شبه جزيرة جافنا.

في الانتخابات البرلمانية العامة عام 2001 قاد ويكريمسينغه الاتحاد الوطني وفاز بـ109 مقاعد، متغلبا على التحالف الشعبي، مما ساعده على تشكيل حكومة تابعة لمؤسسة الأمم المتحدة، ليصبح رئيس الوزراء الـ17 لسيرلانكا.

عقد رانيل اتفاقية وقف إطلاق النار مع حركة نمور التاميل عام 2002 بوساطة نرويجية.

أقالت سيريمافو رئيس الوزراء رانيل من منصبه، وقالت إن ذلك لـ"مصلحة للأمن القومي" للبلاد.

في أكتوبر/تشرين الأول 2000 فاز ائتلاف التحالف الشعبي في الانتخابات، وبدأت سيريمافو ولاية رئاسية جديدة استمرت حتى عام 2005.

تولى الرئاسة بعدها ماهيندا راجاباكسا، واستمر في المنصب حتى عام 2015.

في عام 2015 فاز مايثريبالا سيريسينا بمنصب الرئاسة مرشحا عن تحالف المعارضة، وعُدّ انتصاره في الانتخابات مفاجأة.

طُلب من ويكريمسينغه الاستقالة من قيادة الحزب ومنصب رئاسة الوزراء لكنه رفض متحججا بمخالفة ذلك للدستور، فأقيل من منصبه وتسبب ذلك في أزمة دستورية بالبلاد، ليعود بعدها بعد صدور أحكام المحكمة العليا ومحكمة الاستئناف رئيسا للوزراء في 16 ديسمبر/كانون الأول 2018 للمرة الخامسة.

في عام 2019 تولى منصب الرئاسة غوتابايا راجاباكسا الذي شغل سابقا منصب وزير الدفاع والتنمية الحضرية (2005-2015) تحت إدارة شقيقه الأكبر الرئيس السابق ماهيندا راجاباكسا.

قاد راجاباكسا القوات المسلحة السريلانكية في مواجهاتها مع نمور التاميل والتي انتهت بهزيمتهم وإنهاء الحرب الأهلية السريلانكية، حيث تعده السنهالية بطلا قوميا.

وفي عام 2020 فشل الحزب الوطني المتحد بقيادة ويكريمسينغه في الحصول على مقعد في البرلمان.

الأزمة السياسية 2022

في أبريل/نيسان 2022 عانت البلاد من احتجاجات بسبب النقص الحاد في السلع الأساسية والارتفاع الهائل بالأسعار وانقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، وفرض الرئيس غوتابايا راجاباكسا حالة الطوارئ بعدما حاول مئات المتظاهرين اقتحام منزله في العاصمة كولومبو.

وأعلن مكتب راجاباكسا في بيان أنه يدعو كافة الأحزاب السياسية في البرلمان إلى القبول بمناصب وزارية والانضمام إلى جهود البحث عن حلول للأزمة الوطنية.

وفي 12 مايو/أيار 2022 عُيّن رانيل ويكريمسينغه رئيسا للوزراء، بهدف إنقاذ اقتصاد البلد بعد صدامات عنيفة وقعت خلال المظاهرات في البلاد، وبعد تصاعد الاحتجاجات في يوليو/تموز 2022 واقتحام المتظاهرين القصر الرئاسي هرب راجاباكسا وفوض صلاحياته لرئيس الوزراء.

أعلن ويكريمسينغه حالة الطوارئ في البلاد، وأمر الجيش والشرطة بإعادة إرساء النظام، مما فاقم غضب المحتجين الذين اقتحموا مقري الحكومة والتلفزيون.

سريلانكا تشتهر بمزارع الشاي وتصدر بعض أفخم أنواعه (شترستوك)

الاقتصاد

يتنوع اقتصاد سريلانكا بين عدة موارد ومنتجات، ويشهد نشاطا تصديريا نحو عدة دول

الصادرات:

أبرز الصادرات الملابس والمواد الصيدلية والتوابل والمطاط، بالإضافة للمجوهرات والأحجار الكريمة والأسماك وجوز الهند.

وتصدر سريلانكا أيضا بعض أفخم أنواع الشاي في العالم، ومنها انطلقت أشهر شركة شاي "ليبتون"، قبل أن يشتريها تاجر بريطاني.

ومن أهم الأسواق الرئيسية للتصدير، أمريكا وبريطانيا والهند وألمانيا.

الموارد الطبيعية:

تعتمد سريلانكا في مواردها على الحجر الجيري والغرافيت والرمال المعدنية والأحجار الكريمة والفوسفات.

وشهدت السياحة التي تشكل أحد أهم الموارد التي تعتمد عليها البلاد نموا في السنوات التي تلت حل الصراع الحكومي المستمر منذ 26 عاما مع نمور تحرير تاميل إيلام.

الواردات:

الأقمشة والمنسوجات، والمنتجات المعدنية، والنفط والمواد الغذائية، بالإضافة إلى الماكينات ومعدات النقل.

تمثل الهند الشريك التجاري الأكبر لسريلانكا، تليها الصين وسنغافورة وإيران والإمارات.

الاستثمار:

بعد انتهاء الحرب الأهلية عام 2009 زادت فرص الاستثمار في البلاد، ويعود ذلك لموقعها الجغرافي المميز، ووجود المناظر الطبيعية فيها، وقربها من دول اقتصادية مهمة كالهند، بالإضافة لتوفرها على قوى عاملة متعلمة.

ومن القطاعات الرئيسية للاستثمار: السياحة والترفيه، وتطوير البنى التحتية، بالإضافة إلى قطاع التعليم والاتصالات، وصناعة الملابس والزراعة.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية