التلسكوب.. من قمرة ابن الهيثم إلى هابل ناسا

epaselect epa05598701 A woman looks through a solar telescope during an astronomical observation at the Chilean Skies Observatory, in Santiago de Chile, Chile, 22 October 2016. Thirty people participated in a daytime astronomical observation with a dozen telescopes that allowed them to see the sun, planets such as Venus, Mars and Saturn and some stars.
العرب أطلقوا على الجهاز اسم "المرقاب" و"المنظار" (الأوروبية)

التلسكوبات أجهزة بصرية تستخدم لرؤية الأشياء البعيدة مثل الكواكب والنجوم، ولغويا هي كلمة مركبة مشتقة من اللغة الإنجليزية "Tele scope "، ومعناها "كاشف البعد"، أما العرب فأطلقوا عليها اسم "المرقاب" و"المنظار".

الاختراع
تتباين المصادر بشأن أول من كان له الفضل في اكتشاف التلسكوبات، وتشير مصادر إلى أن العالم المسلم ابن الهيثم هو أول من تحدث عن كيفية إبصار الأشياء، وهو من اخترع الكمرة للتصوير والكمرة أخذت من (القُمرة) وهي الغرفة المعتمة التي استخدمها ابن الهيثم للتصوير. 

وأظهر ابن الهيثم أن الرؤيا تتم بسبب مقدار الضوء المنعكس أو الصادر من الأشياء على العين، وبناء على هذه النظرية بنى العلماء فكرة اختراع جهاز يقوم باستقطاب مقدار أكبر من الضوء الصادر من النجوم البعيدة أو المنعكسة من الكواكب السابحة في هذا الكون، فكان ما سموه "التلسكوب". 

كما تشير المصادر إلى أن أول من اخترع آلة الرصد الفلكي هو العالم المسلم أبو حامد الأسطرلابي وكان ذلك سنة 990 هجرية. 

بينما تؤكد مصادر أخرى أن من صنع أول تلسكوب هو النظاراتي الهولندي هانز ليبرشي عام 1608، الذي لاحظ صدفة -وهو يتفحص زوجين من العدسات واحدة تلو الأخرى- أن الأجسام تبدو أقرب بالنظر عبرهما. 

وفي عام 1610 صنع العالم الإيطالي غاليليو تلسكوبا أفضل، عرف بتلسكوب غاليليو، يكبر الأشياء 33 ضعفا، ثم توالت التحسينات تدريجيا على التلسكوب على أيدي مختلف العلماء والفلكيين. 

الأنواع
تنقسم التلسكوبات إلى نوعين رئيسيين: "التلسكوب العاكس"، ويعتمد في صناعته على المرايا، و"التلسكوب الكاسر" ويعتمد في صناعته على العدسات. 

ويعد التلسكوب الكاسر أول منظار فلكي عرفه التاريخ، وأول من استخدمه لرصد الكواكب والقمر العالم غاليليو، حيث قام عام 1609 برصد أقمار كوكب المشتري، وتأكيد أن الأرض تدور حول الشمس.

وبعد ذلك جاء العالم نيوتن ليصنع تلسكوبه العاكس، الذي يتألف من مرآة عاكسة للضوء. 

وإلى جانب التلسكوب العاكس والتلسكوب الكاسر، هناك أيضا التلسكوبات الراديوية، وهي ضخمه وتلتقط موجات الراديو، مثل تلسكوب "جودريل بانكس". 

التلسكوبات الفضائية
ومع تطور صناعة التلسكوبات، باتت هذه الأخيرة توضع في الفضاء الخارجي بعيداً عن شوائب الغلاف الجوي للأرض، وهي التلسكوبات الفضائية التي تحمل على أقمار صناعية كي تقوم بمهمتها، وتكون التلسكوبات الفضائية عادة إما عاكسة أو كاسرة.

ويعد تلسكوب "هابل" الذي يدور حول الأرض أحد أكبر المراصد الفضائية التي تمد الفلكيين بأوضح وأفضل رؤية للكون، بعد طول معاناتهم مع التلسكوبات الأرضية؛ فقد قدم مجموعة رائعة من الصور التي تابعها الملايين حول العالم من المهتمين بعلوم الفضاء والعالم الخارجي المحيط بكوكب الأرض.

وتقوم دولة تشيلي بصنع أكبر التلسكوبات تطورا في العالم، بهدف إلقاء مزيد من الضوء على احتمالات وجود الحياة في الكواكب النائية بالفضاء الخارجي.

ومن المقرر انتهاء العمل في تلسكوب "ماجلان العظيم" بحلول عام 2024، وستكون قوته أكبر بواقع عشر مرات من تلسكوب هابل الشهير، بينما يقول الخبراء إنه سيكون بإمكانه رصد الثقوب السوداء في الفضاء السحيق، علاوة على مراقبة كواكب المجموعات النجمية الأخرى بدقة متناهية.

والثقوب السوداء هي أماكن ذات جاذبية هائلة تبتلع كل ما يقع تحت مجالها من كواكب ونيازك وغيرها، ولا يعلم العلماء عنها الكثير، وأقرب واحد إلى كوكب الأرض يبعد 1600 سنة ضوئية.

من جهتها، دشنت الصين أكبر تلسكوب مرقاب لاسلكي في العالم، ووصفه علماء الفلك بأنه "يغير اللعبة" في البحث عن أشكال الحياة الفضائية الغريبة.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية