سجون الأسد.. جحيم يتمنى فيه المعذبون الموت

An undated handout photo made available by Amnesty International/Forensic Architecture shows Saydnaya prison in Syria. Amensty International reported on 06 February 2017 between 5.000 and 13.000 people have been executed in Saydnaya prison between September 2011 and December 2015. Most of them were civilian opposition supporters, Amnesty International says. EPA/AMENSTY INTERNATIONAL / FORENSIC ARCHITECTURE HANDOUT
منظمات حقوقية تحدثت عن إبادة جماعية وحرق لجثث المعتقلين بسجن صيدنايا (الأوروبية)

يقع السجن قرب دير صيدنايا المسيحي التاريخي على بعد نحو ثلاثين كيلومترا شمال العاصمة دمشق، وكان رمزا لسطوة نظام حزب البعث الحاكم، وتتولى إدارته الشرطة العسكرية.

فقد السجن صفته العسكرية بعد انطلاق الثورة، وتحوّل إلى مقر لاحتجاز آلاف المدنيين المتهمين بدعم فصائل المعارضة السورية أو "الإرهاب" بحسب الرواية الرسمية. وظل ينقل إليه -بشكل شبه يومي- معتقلون بينهم نساء مع تعتيم شبه كامل على مصيرهم.

وكشفت الولايات المتحدة في مايو/أيار 2017 عن أدلة ترجح أن النظام السوري أقام "محرقة" لجثث المعتقلين الذين تمت تصفيتهم بسجن صيدنايا، وقال ستيوارت جونز مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط إنه منذ العام 2013 عدّل النظام السوري أحد أبنية سجن صيدنايا ليصبح قادرا على احتواء ما يعتقد أنها محرقة للجثث.  

وأعرب جونز عن اعتقاده بأنه يجري إعدام حوالي خمسين شخصا كل يوم في صيدنايا، وأن جثثهم تحرق للتخلص من رفاتهم دون ترك أدلة، كما نقل عن تقرير لمنظمة العفو الدولية أن ما بين 5000 و11 ألف شخص قتلوا بين عامي 2011 و2015 في سجن صيدنايا وحده.

سجن تدمر
يقع قرب مدينة تدمر الصحراوية، شيّده الفرنسيون، ويعد واحدا من أشهر وأسوأ السجون السورية طوال فترة حكم الرئيس الراحل حافظ الأسد ومن بعده ابنه بشار، حيث ارتكبت فيه مجازر وعمليات تعذيب فظيعة.

أغلق السجن عام 2001، لكن أعيد فتحه يوم 15 يونيو/حزيران 2011، وبحسب منظمة هيومن رايتس ووتش، فقد تم اعتقال 2500 شخص في السجن في ديسمبر/كانون الأول 2011.

شهد سجن تدمر واحدة من كبريات المجازر يوم 27 يونيو/حزيران 1980 تحت حكم حافظ الأسد، وأودت بحياة مئات السجناء، غالبيتهم محسوبون على جماعة الإخوان المسلمين المعارضة.

وفي 30 مايو/أيار 2015 قام تنظيم الدولة الإسلامية بتفجير سجن تدمر ونسفه بالكامل، وكان السجن فارغا لأن النظام نقل النزلاء إلى سجون أخرى.

وفي شهادته عن أهوال التعذيب في سجن تدمر، قال المعتقل السابق في هذا السجن ومدير مركز صدى للأبحاث في إسطنبول محمد برّو إنه دخل السجن بتهمة الانتماء إلى مجموعة الطليعة المقاتلة عام 1980، وإنه أمضى 13 عاما هناك، حيث خلد في ذاكرته أن الموت كان منتهى أماني المعتقلين، وأن يوما في السجن يوازي الموت عشرات المرات.

وأضاف لحلقة 23 مايو/أيار 2015 من برنامج "الواقع العربي" على قناة الجزيرة، أنهم كانوا يغبطون زميلهم الذي ينفذ فيه حكم الإعدام نسبة للشقاء المستمر الذي ليست له نهاية معروفة للأحياء في السجن.

سجن المزة العسكري
يقع على هضبة مرتفعة جرداء، تحاذي الجبل الذي بُني عليه في بداية الثمانينيات قصر الشعب المطل على مدينة دمشق، بنى الفرنسيون عام 1923 الطابق الأول من سجن المزة العسكري على أنقاض قلعة عثمانية.

اقرا أيضا:
تغطية خاصة عن سجون سوريا

ويعد واحداً من أشهر السجون السورية التي يزج بها معظم المعارضين، من سياسيين وعسكريين ونشطاء ومثقفين، دخله عدد من أبرز قيادات الإخوان المسلمين، ومنهم مروان حديد، الذي توفي فيه عام 1977، والشيخ سعيد حوا قبل أن يطلق سراحه ويغادر إلى الأردن.

أعلن في 13 سبتمبر/أيلول 2000 عن إغلاق سجن المزة بعد نقل نزلائه إلى سجون أخرى، وتم الترويج إلى أنه صدر قرار بتحويله إلى معهد للتاريخ أو متحف، في وقت ذهب آخرون إلى أنه تمت السيطرة عليه من قبل ماهر الأسد، الذي حوّله إلى استراحة خاصة به.

ويروي عبيدة -وهو اسم مستعار- للجزيرة نت قصة اعتقاله في السجن إذ يقول إنهم كانوا يستخدمون حزام الطائرة الحربية الغليظ لضرب المساجين، وكذلك الصعق بالكهرباء، حيث "تحدث الصعقة الكهربائية حفرة في الجسم ثم تتشكل طبقة سميكة حولها، وبعد وقت قليل تمتلئ بالقيح والدم، كانت ساقاي تنزفان بغزارة مسببة ألما شديدا".

وأضاف عبيدة (17 عاما) أنه عوقب أكثر من مرة "لأسباب تتعلق بأداء الصلاة وتحفيظ رفاقه القرآن، وكانت عقوبة ذلك التعذيب بالطريقة التي يسمونها "القارص" حيث وضعوا قدمي في قالب حديدي وشدوا عليهما بواسطة لولب معدني، شعرت أن عظمي تفتت من شدة الضغط والألم".

سجن دمشق المركزي
يقع في مدينة عدرا إلى الشمال الشرقي من العاصمة دمشق، ويتكوّن السجن من مبان عدة للإدارة ومن 12 جناحا مخصصا للنزلاء، إضافة إلى جناح للموقوفين السياسيين الذين لا علاقة لإدارة السجن المدني بهم، حيث يحوّلون إليه من فروع أمنية عدة وتشرف عليه شعبة الأمن السياسي. 

عرف سجن دمشق المركزي عام 2007 تمردا قام به السجناء احتجاجا على أوضاعهم، كما شهد إضرابا عن الطعام عام 2009. 

سجن حلب المركزي
يقع السجن إلى الشمال من مدينة حلب، ويتألف من ثلاثة أبنية ومن أربعة طوابق، وكل طابق فيه ستة أجنحة، في كل جناح عشر غرف، تضم كل غرفة 25 سجيناً، أصبحوا أكثر من خمسين مع انطلاق الثورة السورية.

وبعد التحاق محافظة حلب بالثورة عام 2012، بدأ السجن يستقبل المزيد من المعتقلين السياسيين، شهد سجن حلب المركزي أول احتجاج للسجناء في أواخر يوليو/تموز 2012 على الممارسات الهمجية لإدارة السجن.

سجن عدرا المركزي للنساء
يقع سجن عدرا المركزي للنساء بمدينة عدرا التابعة لمحافظة ريف دمشق، وينقسم إلى قسمين، جنائي وسياسي، ولا تسلم المعتقلات بداخله من التعذيب والضرب والاغتصاب، زيادة على المعاناة الأخرى مثل غياب الرعاية الصحية.

المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع إلكترونية