بحيرة تشاد.. الجفاف يهددها بالاختفاء

People cross Lake Chad in canoes in Ngouboua, Chad, January 19, 2015. More than one million people may have been forced to leave their homes in northern Nigeria by the five-year-old insurgency of Islamist sect Boko Haram, a United Nations agency said. The militants' attacks may force even more people to flee, both internally and to Cameroon, Niger and Chad, which could destabilise the region, the International Organization for Migration (IOM) warned in a statement on T
تقلص مساحة بحيرة تشاد وتوالي سنوات الجفاف إلى جانب الاضطرابات الأمنية جعل السكان يعيشون وضعا أشبه بالمجاعة (رويترز)
تقع بحيرة تشاد في المنطقة الشمالية الوسطى من قارة أفريقيا، وتمتد على أراضي أربع دول أفريقية متجاورة، هي الكاميرون وتشاد والنيجر ونيجيريا، غير أن النسبة الأكبر من مساحة البحيرة تقع ضمن حدود تشاد.

ينظر العلماء المختصون لبحيرة تشاد باعتبارها الجزء المتبقي من إحدى البحيرات الهائلة التي كانت موجودة حتى أوائل العصر الجيولوجي الرابع، وكانت تعتبر واحدة من كبرى بحيرات المياه العذبة في أفريقيا.

لا يزيد عمق البحيرة عن سبعة أمتار بسبب حوضها الضحل، حيث يتدفق الماء إلى المناطق الريفية، وتظهر على سطح البحيرة عدة جزر تغطيها الأعشاب والحشائش، وهذا السطح المتلبد جعل معظم الناس يطلقون عليها اسم "بحيرة المروج الغريقة".

اضمحلال المساحة
وتعتبر البحيرة مصدرا اقتصاديا هاما، حيث تعد موردا مائيا لأكثر من عشرين مليون شخص يقطنون الدول الأربع التي تمتد فيها البحيرة.

وتصل الكمية الأكبر من المياه إلى بحيرة تشاد عبر نهري شاري (90%) ولوغون، والاثنان ينبعان من جبال جمهورية أفريقيا الوسطى، إلا أن نهر شاري تعرض لانخفاض واضح في مستوى المياه الجارية به نتيجة مواسم الجفاف الطويلة التي ضربت منطقة الساحل الأفريقي، بالإضافة إلى التغطية المستمرّة لكثبان الرمال لمسارات النهر، التي تحول دون جريان المياه فيه بالكميّة والسرعة الكافية لتدفّقها نحو البحيرة.

وبسبب الجفاف المستمر منذ عام 1962، تعاني بحيرة تشاد من انحسار مساحتها، التي فقدت منها 90% على مدى بضعة عقود، وتراجعت من 25 ألف كيلومترمربع في ستينيات القرن الماضي إلى أقل من ألفي كيلومتر مربع في 2017.

وساهمت التغيرات المناخية، مثل الجفاف وندرة الأمطار والاستغلال المفرط للموارد المائية من قبل السكان المحليين، في تراجع متوسّط مياهها، وفقا لبيانات البنك الدولي ولجنة حوض بحيرة تشاد.

وسبق لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) أن حذرت عام 2009 من أن بحيرة تشاد قد تنضب بشكل نهائي على المدى القريب، وأشارت المنظمة إلى تحذير للإدارة الوطنية الأميركية للفضاء (ناسا) من أن استمرار انحسار مياه البحيرة قد يؤدي إلى اختفاء رقعتها بشكل كامل خلال العشرين سنة المقبلة.

الاقتصاد
عرفت بحيرة تشاد بأنها مصدر رئيسي للماء والأسماك لسكان المنطقة القاحلة المحيطة بها، وكانت غنية بالكثير من الأسماك والأحياء البحرية المتنوعة، لكن الجفاف تسبب في تدهور الحياة المائية وموت معظم الأسماك التي كانت تعيش فيها.

وإضافة لانخفاض إنتاج الأسماك من البحيرة بنسبة 60%، فإن أراضي الرعي هي الأخرى تشهد تدهورا أدى إلى نقص العلف الحيواني بنحو 46.5% في بعض مناطق المنطقة منذ عام 2006.

وإلى جانب الأوضاع الاقتصادية الصعبة، زادت معاناة السكان جراء توسّع أعمال العنف المرتبطة بمجموعة بوكو حرام المسلحة من شرقي نيجيريا إلى عدد من مناطق البلدان المجاورة في حوض بحيرة تشاد، وخصوصا منطقة أقصى الشمال الكاميروني، وغربي تشاد، وجنوب شرقي النيجر.

المساعدات
في 2017، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن الأمم المتحدة قولها إن 10.7 ملايين إنسان يحتاجون لمساعدة عاجلة في المنطقة، وإن 7.1 ملايين "يعانون من انعدام الأمن الغذائي إلى درجة خطيرة". وتعاني ولاية بورنو في شمال شرق نيجيريا من "وضع أشبه بالمجاعة".

وقد عقد مؤتمر للمانحين في العاصمة النرويجية أوسلو يوم 24 فبراير/شباط 2017 بهدف جمع 1.4 مليار يورو لمساعدة السكان المتضررين في منطقة بحيرة تشاد.

وتعهدت دول عدة خلال المؤتمر بتقديم مساعدات عاجلة لنيجيريا والدول المحيطة ببحيرة تشاد بقيمة 457 مليون دولار، من بين 672 مليونا تكفلت بها 14 دولة لفترة ثلاثة أعوام.

وطبقا لتقديرات أممية، هناك حاجة لتدبير نحو 1.5 مليار دولار لتوفير إمدادات لنحو 8.2 ملايين شخص في منطقة بحيرة تشاد.

المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع إلكترونية