"الباب".. مفتاح الشمال السوري

الموسوعة - A general view shows the northern Syrian town of al-Bab, Syria January 14, 2017. REUTERS/Khalil Ashawi
سيطر تنظيم الدولة الإسلامية على مدينة الباب عام 2013 (رويترز)

مدينة إستراتيجية في شمال سوريا، سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية عام 2013، وتشهد معارك ضارية منذ عام 2016؛ حيث تسعى كل من قوات النظام السوري، والقوات التركية، وفصائل المعارضة السورية للسيطرة عليها.

الموقع
تقع مدينة الباب في ريف حلب الشرقي، وهي تتبع إداريا محافظة حلب (شمالي سوريا)، وتبعد ثلاثين كيلومترا جنوبي الحدود التركية، وتبعد عن حلب 38 كيلومترا إلى الشمال الشرقي. 

تبلغ مساحة مدينة الباب ثلاثين كيلومترا مربعا، ويبلغ عدد سكانها 160 ألف نسمة، ومعظمهم عرب، إلى جانب أقليات أخرى.

وتقسم مدينة الباب إدارياً إلى عدة مناطق، وكل منطقة تحتوي على عدة أحياء، وهي: منطقة البلدة القديمة، والمنطقة الغربية، والمنطقة الشمالية، والمنطقة الجنوبية.

التاريخ
تعد مدينة الباب من المدن القديمة في التاريخ، حيث يرجح أنها تعود إلى العهد الروماني، وذكرها العديد من المؤرخين والرحالة في كتبهم، بينهم الرحالة ابن جبير في كتابه "رحلة ابن جبير"، والمؤرخ ياقوت الحموي في "معجم البلدان"، حيث قال إنها كانت تدعى تيماء.

وتشير مختلف المصادر إلى أن مدينة الباب فُتحت خلال العهد الإسلامي عام 16 هجريا الموافق 638 ميلاديا، في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وذلك في حملة على يد القائد حبيب بن مسلمة الفهري، وجاء ذلك بعد فتح حلب على يد أبي عبيدة بن الجراح.

الاقتصاد
تعتمد المدينة على الزراعة التي تنتشر بشكل كبير في سهل مدينة الباب، ومن أهم محاصيلها القمح والشعير والبقول والرمان والفستق والزيتون وغيرها.

كما تعتمد مدينة الباب على تربية المواشي، وتشتهر بمنتجات الأجبان والألبان التي تصدرها لمختلف المدن السورية وحتى العربية، إضافة إلى عدد من الصناعات الأخرى مثل معاصر الزيوت وبعض الصناعات التقليدية.

وتغذي المدينة بالمياه شبكة تستمد مياهها من نهر الفرات، ومن خزان مائي غربي المدينة. 

المعالم
تشتهر مدينة الباب بمعالم أثرية كمسجد الجامع العمري، وفيها آثار من العهد الروماني، وتضم أقنية مائية جوفية يعتقد بأنها كانت منابع لنهر الذهب. 

وتطغى على المدينة الأبنية الإسمنتية الحديثة، كما تشتهر بأزقتها وأسواقها وشوارعها.

بعد الثورة
انخرطت مدينة الباب بعد اندلاع الثورة السورية في مظاهرات ضد نظام بشار الأسد، في الثامن من أبريل/نيسان 2011، ووقعت تحت سيطرة الجيش السوري الحر منتصف 2012. 

وشهدت المدينة معارك بين الجيش السوري الحر وقوات النظام وتنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر على المدينة في نوفمبر/تشرين الثاني 2013، وقتل برصاص الأمن والشبيحة في المدينة 372 شخصا، أسماؤهم موثقة.

وبعد سيطرة القوات الحكومية على حلب في ديسمبر/كانون الأول 2016، أصبحت الباب هدفا لفصائل المعارضة التي تدعمها تركيا، حيث تحاصر القوات التركية والفصائل الباب من الجهات الغربية والشمالية والشرقية، بينما تحاصرها قوات النظام من الجنوب، بعدما تمكنت بدعم روسي من قطع آخر طريق حيوي لتنظيم الدولة.

وتتسابق عدة أطراف للسيطرة على المدينة، حيث يقاوم تنظيم الدولة الإسلامية من أجل التمسك بها، في حين تحاول قوات النظام والفصائل الكردية السيطرة عليها، وتسعى تركيا إلى إبعاد تنظيم الدولة والمقاتلين الأكراد عن المناطق السورية القريبة من حدودها.

وشهدت الباب معارك عنيفة في 12 فبراير/شباط 2017  بين القوات التركية وفصائل الجيش الحر المنضوية في عملية درع الفرات من جهة، وتنظيم الدولة من جهة أخرى، وتمكن الجيش الحر من السيطرة على دوار الراعي (شمال المدينة) بعد اشتباكات مع تنظيم الدولة.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صرح في 12 فبراير/شباط 2017 بأن الجيش الحر والجيش التركي يحاصران مدينة الباب من الجهات الأربع، وأن استعادة المدينة من تنظيم الدولة باتت مسألة وقت فقط.

المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع إلكترونية