الحاير.. أكثر سجون السعودية تحصينا

صور للتفجير الذي استهدف نقطة تفتيش في الرياض بالقرب من سجن الحاير
انفجار السيارة المفخخة في يوليو/تموز 2015 جرى قرب بوابة سجن الحاير (ناشطون)

يعد الحاير أكبر سجون السعودية، ويقع على بعد أربعين كيلومترا جنوبي العاصمة الرياض، وهو أكثر سجون البلاد تحصينا، حيث يخضع لرقابة أمنية مشددة.

افتتح السجن عام 1983، وتشرف عليه المباحث العامة السعودية، ومعظم سجنائه مدانون في قضايا إرهاب، بمن فيهم من نفذوا هجمات لتنظيم القاعدة داخل السعودية، وتشير مصادر أخرى إلى أنه يستقبل أيضا سجناء الرأي.

في سبتمبر/أيلول 2003 شب حريق في سجن الحاير، أسفر عن مقتل أكثر من 67 نزيلا وجرح آخرين حسب مصادر سعودية، وأكدت الحكومة اليمنية وقتها أن سبعة يمنيين قتلوا وجرح ثلاثة آخرون في الحريق.

وشُكّلت لجنة فورية للتحقيق في الحادث، وفي أبريل/نيسان 2004 صدرت نتائجها باتهام أحد النزلاء بالتسبب في إشعال الحريق وتقرر إحالته للادعاء العام.

كما اندلع حريق آخر داخل السجن نفسه في أبريل/نيسان 2004 أسفر عن إصابة 13 شخصا بجروح، وذكرت حينها وكالة الأنباء السعودية أن الحريق اندلع إثر قيام أحد السجناء بإشعال النار في زنزانته.

ضرب سجناء
وفي 18 أبريل/نيسان 2007 نُشرت على شبكة الإنترنت مقاطع فيديو مصورة بهاتف نقال تظهر حارسا في السجن وهو يضرب سجناء بعصى بلاستيكية، وأعلنت السلطات السعودية لاحقا أنها قررت عقاب الحارسين الذين ظهرا في المقطع بوقف الحارس الذي ضرب السجناء عن العمل شهرا ووقف الآخر الذي لم يتدخل لوقف الضرب عشرين يوما.

وقامت منظمة هيومن رايتس ووتش وقتها بزيارة السجن وجمعت شهادات قالت إنها لمعتقلين التقت بهم شهدوا على موت سجناء بسبب سوء الرعاية الطبية والتعذيب.

وفي يوليو/تموز 2012 وقعت اضطرابات وأحداث شغب داخل سجن الحاير، حيث قام معتقلون بالاشتباك مع رجال الأمن وسيطروا على بعض الأجنحة في السجن، مما نتجت عنه إصابات في صفوفهم وفي صفوف رجال الأمن.

كما تجمع أهالي المعتقلين خارج السجن بعد أنباء عن أن قوات الطوارئ الخاصة تستعد لاقتحام السجن.

وفي يوليو/حزيران 2015 تبنى تنظيم الدولة الإسلامية في بيان له على الإنترنت انفجار سيارة مفخخة عند إحدى نقاط التفتيش قرب سجن الحاير، وقال بيان للداخلية السعودية حينها إن مفجرها سعودي الجنسية يدعى عبد الله فهد عبد الله الرشيد، وعمره 19 عاما.

وفي 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2017 كشفت صحيفة وول ستريت جورنال -نقلا عن مصدر سعودي- أن الأمراء والمسؤولين المعتقلين في السعودية قد ينقلون إلى سجن الحاير، وقد يواجهون المحاكمة، إذا لم يتنازلوا عن أصول مالية.

واعتقلت السلطات السعودية عددا من الأمراء والوزراء والمسؤولين الحاليين والسابقين، ووجهت لهم تهما متعددة، من أبرزها: الفساد وغسيل الأموال والتلاعب بأوراق مشاريع مدن اقتصادية والاختلاس وعقد الصفقات الوهمية وترسية عقود مقابل رشوة وتوقيع صفقات غير نظامية، وقامت باحتجازهم في فندق الريتز كارلتون في الرياض.

تعذيب
وظلت السجون السعودية مدة طويلة غير مفتوحة أمام الصحفيين ومراقبي حقوق الإنسان، ووجهت  منظمات حقوقية اتهامات للسعودية بتعذيب السجناء، وأكدت منظمة العفو الدولية في تقريرها السنوي 2016-2017، أن السلطات السعودية تتبع أساليب وحشية للتعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة لانتزاع اعترافات من المحتجزين لاستخدامها دليلا ضدهم في المحاكمة.

بينما قالت هيومن رايتس ووتش من جهتها إن الحكومة السعودية استخدمت قوانينها الصارمة لمكافحة الإرهاب لوقف مئات الأشخاص إلى أجل غير مسمى، وغالبا لمجرد انتقاد الحكومة، وأدانت الآخرين في محاكمات سرية وغير عادلة.

بدوره، كشف موقع ويكيليكس في وقت سابق عن أساليب وحشية تتبعها السلطات السعودية لتعذيب المعارضين. وقال الموقع إن المملكة تمتلك أضخم السجون حجمًا في العالم، ومن أشهرها معتقل الحاير.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية