ميدوغوري.. معقل جماعة بوكو حرام

Women flee with their belongings on the road in Maiduguri in Borno State, Nigeria May 14, 2015. At least six civilians and six members of a youth vigilante group were killed in an attack by Boko Haram militants on Nigeria's northeastern city Maiduguri, two military sources said on Thursday. REUTERS/Stringer
يبلغ سكان ميدوغوري 1.1 مليون نسمة بحسب إحصاءات رسمية صدرت عام 2015 (رويترز)

ميدوغوري مدينة نيجيرية، تأسست فيها جماعة بوكو حرام عام 2002 وما زالت معقلها الرئيسي في البلاد رغم مبايعة الجماعة لتنظيم الدولة الإسلامية عام 2015، وتعتبر المنطقة من أهم أماكن تأثير التنظيم في أفريقيا.

الموقع
تقع مدنية ميدوغوري شمال شرقي نيجيريا، وهي عاصمة ولاية برنو التي تتقاسم حدودا مع كل من النيجر شمالا، والكاميرون شرقا، وبحيرة تشاد من الشمال الشرقي.

تطل ميدوغوري على نهر "نكادا" الذي يصب في بحيرة تشاد، وتقدر مساحتها بحوالي 543 كلم مربع. وتنقسم المدينة إلى جزأين رئيسيين: غربي يسمى "يروي"، وشرقي يسمى "ميدوغوري القديمة".

السكان
يبلغ عدد سكان ميدوغوري 1.1 مليون نسمة، بحسب إحصاءات رسمية صدرت عام 2015. وتشير الإحصاءات إلى تراجع نسبة نمو سكان المدينة خلال 2006-2015، إذ وصل إلى حوالي 1.51% بعد أن تجاوز 3% خلال 1991-2006.

ومن أهم المجموعات العرقية التي تسكن المدينة قبائل الهوسا وكانوري والفلان ومارغي، وقبيلة شووا التي يُعتقد أن أصولها عربية.

التاريخ
تنتمي ميدوغوري إلى منطقة ذات تاريخ إسلامي عريق، حيث تأسست فيها "إمبراطورية برنو" التي حكمت مناطق شاسعة من نيجيريا وجوارها ما بين القرنين 14 و19 الميلادييْن، وتأسست على أنقاض "إمبراطورية كانم" العريقة.

أسس المدينة البريطانيون سنة 1907 لتكون قاعدة عسكرية لهم حين احتلوا المنطقة، وكان سكانها الأصليون يطلقون عليها "يروي"، وهو اسم مأخوذ من اللغة العربية من "يروي عطشه"، في إشارة لكون المدينة تُطل على النهر.

اعتمِدت المدينة -التي عُرفت بازدهار التعليم العربي والإسلامي فيها- عام 1967 عاصمة للجهة الشمالية الشرقية من البلاد، وفي 1976 أصبحت عاصمة لولاية برنو بعد التقطيع الإداري الذي جعل البلاد مكونة من 19 ولاية.

تصدرت ميدوغوري -التي كان بعض سكانها يطلقون عليها "دار السلام"- واجهة الإعلام العالمي، بعد إعلان الزعيم الديني النيجيري الراحل محمد يوسف تأسيس جماعة "بوكو حرام" فيها عام 2002.

واتخذ يوسف من أحد أحيائها مقرا للجماعة وسماه "أفغانستان"، وذلك إثر الغزو الأميركي لأفغانستان للإطاحة بحركة طالبان والقضاء على تنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن إثر هجمات 11 سبتمبر 2001.

استفادت جماعة بوكو حرام من فراغ غياب الدولة في الجانب الاجتماعي، فقامت بالتركيز على توفير خدمات اجتماعية للمواطنين مما هيأ لها حاضنة اجتماعية متعاطفة معها؛ واستطاعت بذلك تجنيد آلاف الشباب من أبناء المدينة والمناطق المجاورة لها ليكونوا مقاتلين في صفوفها.

عرفت المدينة موجة عنف قوية بعد إعلان بوكو حرام الحرب على الحكومة، وأكدت تقارير رسمية صادرة عام 2014 أن أكثر من ستة آلاف شخص من سكانها والمناطق التابعة لها قضوا بسبب أعمال العنف.

وخلال العامين 2015 و2016، شهدت المدينة هجمات استهدفت مناطق مختلفة من المدينة خلفت خسائر مادية وبشرية جسيمة.

وتشير معطيات إلى أن المواجهات المسلحة بين جماعة بوكو حرام والقوات الحكومية خلفت مقتل نحو عشرين ألف شخص خلال ست سنوات، وأجبرت نحو 2.3 مليون نسمة على النزوح من منازلهم.

الاقتصاد
تعتبر ميدوغوري أهم نقطة تجارية في شمالي نيجريا، وتُعرف بازدهار نشاطها التجاري. وتحتضن ثلاث أسواق رئيسية من بينها سوق عصري يعرف بـ"سوق الاثنين"، وقد احتلت المدينة المرتبة الثالثة بعد العاصمة لاغوس ومدينة أبوجا من حيث رواج الأسواق، بحسب مسح أجرته السلطات الرسمية عام 2009.

وتعتمد المدينة في الأنشطة التجارية على الخدمات والتجارة والصناعات الخفيفة، وقد ساعد ربطها بنظام السكة الحديدية عام 1964 في تنشيط حركتها التجارية، حيث تعتبر ميدوغوري أهم نقطة للتبادل التجاري بين نيجيريا وكل من تشاد والنيجر والكاميرون.

المصدر : الجزيرة