مضايا.. مدينة جوّعها الأسد وحزب الله

خارطة سوريا وعليها مضايا

مضايا بلدة سورية تتبع إداريا للزبداني، وتعد من المصايف الهامة في سوريا لما تتمتع به من طقس معتدل في فصل الصيف، كما كانت تعد من المراكز التجارية الهامة في المنطقة بسبب قربها من الحدود السورية اللبنانية.

عرفها العالم بعد أن تعرضت لحصار وتجويع ممنهجين مارسهما النظام السوري وحزب الله، واقع مأساوي دفع سكانها المحاصرين إلى أكل القطط والكلاب والحشائش وأوراق الأشجار.

الموقع
تقع بلدة مضايا على السفح الشرقي من سلسلة جبال لبنان الشرقية، ويبلغ ارتفاعها عن سطح البحر نحو 1350 متراً، وتتبع إداريا لمنطقة الزبداني في ريف دمشق، وتبعد عن العاصمة السورية دمشق بنحو 45 كيلومتراً، وتعد مركز ناحية مضايا التي تضم إلى جانبها بلدتي بقين وهريرة. 

ويمر فيها نهر بردى، وتنبع منها عدد من الينابيع والعيون، منها نبع مضايا وعين الميسة وعين أمين وعين الحداد وعين صالح، وهذا ما جعلها كثيرة البساتين والحدائق والمسطحات الخضراء.

المناخ
تتميز مضايا بمناخ معتدل صيفاً، وبارد شتاءً حيث تصل الحرارة لنحو 10 درجات تحت الصفر، وتتراكم فيها الثلوج في معظم أيام فصل الشتاء. 

السكان
يبلغ عدد سكان بلدة مضايا نحو 15 ألف نسمة، في حين يقدر عدد سكان ناحية مضايا التي تضم بلدتي بقين وهريرة قرابة 20 ألف نسمة، وبعد بدء الحملة العسكرية من قبل قوات النظام السوري وحزب الله اللبناني على مدينة الزبداني نزح معظم السكان باتجاه مضايا ليتجاوز عدد سكانها 45 ألف نسمة.

الاقتصاد
تعد مضايا أحد المركز التجارية الهامة في ريف دمشق الغربي، وذلك بسبب قربها من الحدود السورية اللبنانية، ولكونها منطقة سياحية هامة.

ويعمل معظم الأهالي بقطاع الخدمات والتجارة، مستفيدين من الحركة التجارية والسياحية التي يوفرها قدوم السياح إلى منطقتهم، كما يعمل جزء كبير من السكان في الزراعة، حيث تشتهر المنطقة بزراعة الأشجار المثمرة كالتفاح والكرز والدراق والخوخ والإجاص.

التاريخ
تضم منطقة مضايا العديد من المواقع الأثرية الهامة، ففي أعلى جبالها توجد قلعة تسمى "قلعة الكرسي"، وفيها مقامان مجهولان، وفيها قلعة أخرى تسمى "قلعة الديوان"، كما تحتوي العديد من الأطلال الرومانية.

الجوع
أدت الحملة العسكرية الواسعة التي نفذها حزب الله اللبناني وقوات النظام السوري على مدينة الزبداني في منتصف عام 2015 إلى نزوح معظم سكانها إلى بلدة مضايا، وقامت قوات النظام حينها بقصف مضايا بالبراميل المتفجرة مبررة ذلك باتهام الأهالي بدعم مسلحي المعارضة المسلحة.

كما فرض المهاجمون حصاراً محكماً على المنطقة بأكملها، وبعد أن توصلت الأطراف إلى اتفاق "الزبداني- كفريا والفوعة" في سبتمبر/أيلول 2015، قامت قوات النظام بإطباق الحصار أكثر على بلدتي مضايا وبقين من خلال زرع حقول ألغام في محيطها، ونشر القناصة على كافة الطرق المؤدية إليها، مما أدى إلى تدهور كبير في الأوضاع الإنسانية فيها، وتسبب في عدد كبير من حالات الوفاة بسبب نقص التغذية.

ودخلت بذلك مضايا إلى التاريخ كأحد أكثر المدن التي تعرضت لتجويع ممنهج، وتناقلت وسائل الإعلام ووكالات الأنباء صور وفيديوهات الأطفال والنساء والشيوخ الذين أصابهم الجوع في مقتل، وقد لقي العديد منهم مصرعهم جوعا.

ووصلت الحال بالمحاصَرين إلى درجة أكل القطط والكلاب والحشائش وأوراق الأشجار لسد رمقهم، بعدما أحكمت قوات بشار الأسد وحليفه حزب الله اللبناني الحصار على المنطقة، ومنعت عنها دخول المؤن.

المصدر : الجزيرة