حديثة.. مدينة استعصت على "تنظيم الدولة"

Iraqi tribesmen fighting Islamic State (IS) militants in the Anbar province dock on a bridge in the Euphrates River near the Haditha dam after Iraqi government forces backed by militiamen retook the nearby town of Barwanah in the Anbar province from jihadists, according to local pro-government forces. Iraqi troops and allied tribesmen launched a major operation against jihadist militants after American warplanes carried out strikes in the area, expanding Washington's month-long air campaign to the country's Sunni Arab heartland for the first time. AFP PHOTO / AZHAR SHALLAL

مدينة عراقية توجد بمحافظة الأنبار، عريقة التاريخ متنوعة الطبيعة، يطغى عليها الجانب القبلي. توصف بأنها عروس الفرات. قاومت الغزو الأميركي بشراسة، وتقاوم هجمات تنظيم الدولة الإسلامية.

الموقع
تقع مدينة حديثة في محافظة الأنبار غرب العراق، على بعد 140 كيلومترا غرب مدينة الرمادي، وعلى بعد 250 كيلومترا غرب العاصمة بغداد.

توجد على ضفاف نهر الفرات على امتداد 25 كيلومترا، وتعتبر من مدن أعالي الفرات، ويصفها البعض بأنها عروس الفرات. وتوجد بها طرق برية إلى السعودية وسوريا والأردن.

السكان
يبلغ عدد سكانها مئة ألف نسمة، وتسكنها عشائر وقبائل عربية مختلفة من أهل مدينة حديثة، والرمادي وعنة وراوة، كقبيلة المعاضيد والراويين، والعانيين والبونمر والبوغانم، والجواعنة والطرابلة والبوحيات والبومحل، والمحامدة، وغيرها من القبائل، وتتميز المدينة بقوة علاقات المصاهرة بين عشائرها والتمسك بالتقاليد.

عرف أهلها تاريخيا بالاهتمام بالثقافة والأدب والعلوم، تنبئ بذلك مكتباتها، وشخصياتها الفكرية والدينية والأدبية كعبد الله بن محمد بن أبي طاهر الحديثي، وأبي محمد الهروي الحدثاني، والشاعر علي بن سالم بن محمد الحديثي، والعالم مالك بن أنس الحدثاني وأبي عثمان سعيد بن عبد، وغيرهم كثير.

الاقتصاد
تتميز حديثة بخصوبة أرضها الزراعية التي تعتمد على الأمطار والري بالآبار من خلال سد الحديثة -الذي يعرف أيضا بسد القادسية- ثاني أكبر سدود العراق بعد سد الموصل، والذي يساهم في توليد الطاقة الكهربائية.

ومن أهم محاصيلها الحنطة والشعير والبطاطا والبصل والخضراوات والتمر والفاكهة. ويشكل قطاع الزراعة والخدمات، الموردين الرئيسيين في اقتصاد المدينة، مع استفادتها من السياحة لما تتوفر عليه من آثار تاريخية ومناظر طبيعية متميزة.

التاريخ
يعود تاريخ مدينة حديثة إلى العصر الآشوري القديم والعهد البابلي الحديث (منتصف الألف الثاني قبل الميلاد). كانت إحدى المستوطنات قبل الإسلام. نزلها العرب في عهد عمر بن الخطاب، فعربوا اسمها الآرامي القديم (حذتا)، وذكر ياقوت الحموي أن المدينة كانت تضم كنيستين قبل الفتح الإسلامي.

وقالت بعض المصادر إن اسم المدينة الحالي يعود لأبي مدلاج التميمي، الذي قام بتحديث بنائها، وأطلق عليها اسم الحديثة، و كانت تعرف بحديثة الفرات أو حديثة النورة لتمييزها عن حديثة دجلة. قاومت الغزو الأميركي بشراسة في الفترة بين 2003 و2008 بحيث فشلت القوات الأميركية في الهيمنة عليها، وبقيت خارجها.

تعد المدينة رقما صعبا في المعادلة العسكرية العراقية بالنظر إلى موقعها الإستراتيجي وقربها من قاعدة عين الأسد الجوية العسكرية  بالأنبار التي تضم مقر قيادة الفرقة السابعة في الجيش العراقي، وبالنظر إلى هذه الأهمية، سعى تنظيم الدولة الإسلامية إلى بسط هيمنته عليها، لإكمال سيطرته على المنطقة ككل بعد أن نجح في إخضاع ثمانية أقضية مجاورة، لكن دون جدوى.

وفرض تنظيم الدولة الإسلامية حصارا مشددا عليها خاصة في يونيو/حزيران ويوليو/تموز 2015، كما شن عددا من الهجمات بعضها انتحاري، إلا أن التعاون القائم بين العشائر والجيش العراقي  المسنود بطيران التحالف الدولي حال دون سقوطها في يدي التنظيم.

المعالم
تضم مدينة حديثة قرابة 35 معلما أثريا من المآثر التاريخية منها مساجد وقباب ومآذن وجوامع، كجامع الفاروق الذي بني عام 16 هجرية في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، ومراقد، كمرقد وقبة ضريح الشيخ عبد القادر الآلوسي الطيار (يرجع نسبه إلى الشيخ الكيلاني)، فضلا عن آثار تعود لأكثر من 3000 سنة قبل الميلاد.

ومن معالمها كذلك النواعير على ضفاف السواقي، وسد حديثة أو سد القادسية الذي يساهم في توليد الكهرباء بطاقة إنتاج قصوى تصل 1050 ميجاواتا.

تتميز حديثة بجمال طبيعتها وتنوع تضاريسها بالإضافة إلى مغاراتها.

المصدر : الجزيرة