"البريقة".. منفذ المقاومة اليمنية على العالم

دخان متصاعد من خزانات الوقود في ميناء الزيت في البريقة بعدن بعد قصفه من قبل الحوثيين الجزيرة نت
دخان متصاعد من خزانات الوقود في ميناء الزيت في البريقة بعد قصفه من قبل الحوثيين
أطلق الاحتلال الإنجليزي على البريقة عدن الصغرى لكونها مقابلة لعدن، ولوجود تشابه بينهما في بعض التضاريس، وهي مديرية ضمن محافظة عدن. يوجد بها عدد من المنشآت الحيوية الهامة كميناء البريقة. تعد أهم المواقع الإستراتيجية التي تسيطر عليها المقاومة وإحدى نقاط المواجهات مع الحوثيين. 
 
الموقع
تقع منطقة ومديرية البريقة في غرب مدينة عدن، وتبلغ مساحتها 485.90 كيلومترا مربعا. تعد من أهم المواقع الإستراتيجية التي تسيطر عليها المقاومة الشعبية وإحدى نقاط المواجهات مع مسلحي الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.

تتميز بمكانة تمثل البوابة الغربية لمدينة عدن و على مقربة من مضيق باب المندب.

السكان
بلغ عدد سكان البريقة 62405 نسمات وفق إحصائيات عام 2004.

الاقتصاد
توجد بها عدد من المنشآت الحيوية الهامة كميناء البريقة المنفذ الوحيد الذي يربط المقاومة الشعبية مع العالم، وشركة مصافي عدن التي تزود عدن واليمن بشكل عام بالمشتقات النفطية والغاز المنزلي، كما يوجد فيها مبنى السلطة المحلية بالبريقة الذي يعتبر المقر الرئيسي للمقاومة الشعبية في الوقت الراهن.

وتعرف المنطقة بمصفاة النفط الضخمة التي بنتها شركة بريتيش بتروليم (BP) عام 1953. حيث تم بناء واستيراد الكثير من المساكن الخشبية لإيواء الآلاف من العمال المهرة لبناء المصفاة، وفي وقت لاحق استعملت الأبنية لإيواء أسر موظفي إدارة المصفاة، وضمت المنطقة أحواضا للسباحة ونادي الشاطئ. تضم المنطقة أيضاً ميناءً لتصدير النفط المكرر.

التاريخ
اهتم الاحتلال الإنجليزي بالبريقة في الفترة بين 1839 و1976، وقام بتطويرها كمنطقة صناعية إستراتيجية.

ولقيت البريقة اهتماما كبيرا من قبل السلطات التي تسيطر على عدن، وأرجع مبروك عبد الله محمد باحث في التاريخ الحديث بفرع جامعة سان كلمنيتكس بمدينة عدن سبب ذلك إلى موقعها الجغرافي الهام وكذلك وجود منافذ برية وبحرية فيها.

وبعد انقلاب الحوثيين على الشرعية وسيطرتهم على قصر الرئاسة في صنعاء في يناير/كانون الثاني 2015، استشعرت المقاومة الشعبية تلك الأهمية حسب تأكيد مبروك، و"كثفت من وجودها في هذه المنطقة منعا لسقوطها واقتحامها من قبل الحوثيين".

وبعد سقوط مناطق التواهي والمعلا وخور مكسر(شرق مدينة عدن) بيد الحوثيين أصبح الميناء الرئيسي للمدينة في المنطقة الحرة هدفا سهلا للحوثيين، وهو ما دفع المقاومة الشعبية بتحويل ميناء الزيت في البريقة إلى بديل مؤقت لاستقبال سفن الإغاثة ونقل الجرحى وكذلك استقبال الأسلحة التي تقدمها لهم قوات التحالف.

وميناء الزيت بطبيعة عمله مخصص فقط لاستقبال سفن النفط، وغير مجهز لاستقبال مثل هذا النوع من تلك السفن التي تحتاج إلى معدات خاصة لتفريغ وتحميل البضائع، لكن المقاومة وبالتعاون مع عمال الميناء قامت بإيجاد حلول لتفريغ السفن كبديل اضطراري.

وقام الحوثيون بقصف الميناء بشكل مستمر منذ ٢٨ يونيو/حزيران 2015 بعد اقتراب سفينة إغاثة تابعة للأمم المتحدة تحمل عشرات الأطنان من المواد الغذائية الأساسية، وأدى القصف إلى نشوب حريق هائل في أحد خزانات الوقود في الميناء وتسبب بكارثة بيئية وصفت بالخطيرة بعد انتشار سحب دخان بالمدينة.

وبعد هذا الحادث، رفضت سفن الإغاثة التوجه الى الميناء بما فيها سفينة الأمم المتحدة، خاصة بعدما تلقت تلك السفن تحذيرات من قبل الحوثيين باستهدافها مباشرة إذا قررت الدخول للميناء.

البريقة تقاوم
على امتداد عدة كيلومترات شمال منطقة البريقة ينتشر أفراد المقاومة الشعبية للتصدي لأي محاولة للحوثيين للتقدم نحو المنطقة، وتم تعزيز تلك الجبهات بالدبابات والمدفعية وقاموا بحفر الخنادق وتجهيز المتاريس.

ويقول الشيخ هاني اليزيدي عضو مجلس قيادة المقاومة الشعبية في عدن: "البريقة هي المقر العسكري
للمقاومة الشعبية بعد سقوط مقر المنطقة الرابعة بالتواهي بيد الحوثيين، كما أنها المنفذ الوحيد لنا مع الخارج من خلال ميناء الزيت".

المعالم
تتوفر البريقة على عدد من المعالم التاريخية وأبرزها الميناء القريب من باب المندب، وكنيسة منطقة صلاح الدين التي شيدت إبان الاستعمار الإنجليزي، وشاطئ الغدير الذي يعد من أجمل المنتزهات السياحية والترفيهية، بالإضافة إلى قلعة جبل الغدير وهي قلعة تاريخية، استخدمت كمواقع عسكرية ومواقع لمراقبة السفن.

المصدر : الجزيرة