ميدان رابعة

جانب من احتشاد الكتظاهرين خلا اعتصام رابعة العدوية قبل عام (2)
يقع ميدان رابعة في مدينة نصر شرقي القاهرة (الجزيرة)

أحد ميادين القاهرة، ارتبط اسمه باسم مسجد رابعة العدوية، نسبة للزاهدة المتصوفة أم الخير رابعة العدوية، التي عاشت في القرن الثاني الهجري. اختاره أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي مقرا لاعتصامهم ومطالبتهم بعودة الشرعية قبل أن تفرقهم قوات الأمن بالقوة موقعة آلاف القتلى والجرحى.

الموقع
يقع ميدان رابعة في مدينة نصر شرقي القاهرة، تتفرق منه الطرق من جهة الشرق إلى شارع الطيران بالحي السابع، ومن جهة الغرب إلى فندق سونستا ومصر الجديدة، ومن جهة الشمال إلى شارع عباس العقاد والنادي الأهلي فرع مدينة نصر، ومن جهة الجنوب إلى أول جسر 6 أكتوبر.

يوجد الميدان في أحد أهم المناطق العسكرية بالجمهورية، حيث توجد الأمانة العامة لوزارة الدفاع ومساكن ضباط القوات المسلحة، وكذلك مصنع قادر الخاص بوزارة الإنتاج الحربي.

التاريخ
ميدان رابعة حديث العهد، عرف بعد بناء مدينة نصر في ستينيات القرن العشرين حيث بني مسجد رابعة العدوية وبجانبه ساحة كبيرة سميت باسم المسجد. بات للميدان شهرة عالمية بعدما أعلن تحالف دعم الشرعية في 28 يونيو/حزيران 2013، عن دخوله في اعتصام مفتوح في الميدان المذكور دفاعا عن الشرعية ونصرة للرئيس مرسي، حيث نصب الكثير من الخيم وأقيمت عيادات طبية متنقلة في جوانبه.

واستمر الاعتصام بالميدان 48 يوما، قبل أن تقرر السلطة الجديدة بقيادة الفريق عبد الفتاح السيسي استعمال القوة لفض الاعتصام وإخلاء الميدان فجر يوم 14 أغسطس/آب 2013.

فقد بدأت قوات الأمن بدعم من الجيش بتشكيلات مختلفة وبوسائل مختلفة فض اعتصامي ميدان رابعة والنهضة في عملية استمرت لساعات.

اختلفت التقديرات حول حصيلة عدد القتلى والمصابين جراء فض اعتصام رابعة إلى أكثر من ستة، فتحدث تقرير وزارة الصحة المصرية عن 670 قتيلا ونحو 4400 مصاب من المتظاهرين وقوات الأمن، وأعلن المسؤولون عن الطب الشرعي بالقاهرة بتاريخ 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2013 أن إجمالي عدد القتلى بلغ 377 قتيلا، من بينهم 31 جثة مجهولة الهوية.

ورأت مصادر غير رسمية أن الأرقام الحقيقية أكثر من ذلك بكثير، حيث أعلن التحالف الداعم لمرسي أن إجمالي الوفيات في فض اعتصام رابعة وحده بلغ 2600 قتيل، وهو العدد الذي أعلنه المستشفى الميداني في رابعة.

قوبلت المجزرة بتنديد من هيئات عربية وإسلامية ودولية، منها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي أدان قتل المتظاهرين، واعتبر فض اعتصام ميدان رابعة بالقوة، انقلابا على الشرعية الدستورية والديمقراطية، وأنه "أفظع جريمة عرفها تاريخ مصر الطويل"، وقال في بيان له "إن تاريخ مصر بل وتاريخ الإنسانية لن يغفر لأولئك الوالغين في الدماء والأعراض".

 وعلى خلفية هذا الفض، خرجت مظاهرات في عدد من الدول العربية والغربية لإدانة ما وصفته بالمجزرة، ومنذ ذلك الحين، باتت إشارة رابعة (رفع أربع أصابع من اليد الواحدة) أيقونة عالمية رفعت في تظاهرات مختلفة، فقد رفعها زعماء سياسيون كبار كرئيس الوزراء ا لتركي حينها رجب طيب أردوغان، واستمر المناهضون للانقلاب برفعها في كل ربوع مصر.

وفي يوليو/تموز 2015 أقر مجلس الوزراء تغيير اسم ميدان رابعة العدية إلى ميدان النائب العام الراحل المستشار هشام بركات الذي توفي متأثرا بإصابات لحقت به في تفجير سيارة مفخخة بالقاهرة قبل ذلك بشهر.

المصدر : الجزيرة