ملجأ العامرية

تمثال ملجأ العامرية - الموسوعة
نصب الصرخة: تصوير فني لمأساة ملجأ العامرية

واحد من عدة ملاجئ أنشئت لحماية المدنيين ببغداد. يعد شاهدا من شواهد حرب الخليج الثانية عام 1991 وواحدا من مآسيها وفواجعها الإنسانية.

الموقع
يقع ملجأ العامرية بحي العامرية غرب العاصمة بغداد، وهو واحد من 38 ملجأ شيدتها الحكومة العراقية في أوائل الثمانينات لحماية المدنيين. مساحته 500 متر مربع، ويحتوي على طابقين علوي وسفلي وثالث تحت الأرض ويستوعب حوالي ألف شخص، بني خصيصا للتحصن من ضربات الأسلحة غير التقليدية.

قصف الملجأ
تعرض الملجأ -الذي يسمى أيضا رقم 25- لقصف من طائرتين أميركيتين من نوع أف-117 صباح يوم 13 فبراير/شباط 1991 بصاروخين موجهين بالليزر صمما خصيصا لهذا الغرض وجربا للمرة الأولى في ذلك اليوم. اخترق الصاروخ الأول السقف فأغلق أبواب الملجأ.

 أما الثاني فقد انفجر داخل الملجأ الذي وصلت درجة حرارته إلى آلاف الدرجات المئوية فانصهرت أجساد المدنيين الموجودين آنذاك بداخله من الرجال والنساء والأطفال ولم ينج إلا 11 شخصا فقط قذف بهم زلزال القنبلة الأولى للخارج.

لا توجد إحصائية دقيقة لعدد الضحايا الذين كانوا داخل الملجأ الذي يتسع لنحو 1500 شخص، أكدت بعض المصادر أنه تم استخراج حوالي 400 جثة فيما أكدت مصادر أخرى أن جثثا كثيرة تلاشت بفعل الحرارة الشديدة، وهو ما يجعل عدد الضحايا أكثر من الأرقام المعلنة.

حاولت الإدارة الأميركية تبرير هذه الجريمة بأن الملجأ مقر عسكري، لكن انتشار صور المأساة والفجيعة في الإعلام اضطر البنتاغون للاعتراف في ما بعد بأنه قصف عن طريق الخطأ، وأوردت صحيفة الصنداي تايمز بعد قصف الملجأ بأربعة أيام تصريحا لمصدر في البنتاغون وصفته بالرفيع، اعترف فيه بارتكاب البنتاغون خطأ ضرب ملجأ العامرية، مرجعا ذلك إلى قِدم المعلومات التي صنفته ملجأ عسكري.

ذكرى الفاجعة
تحوّل الملجأ إلى متحف وشاهد على الجريمة التي صنفت بالفجيعة البشرية حيث أبيدت عائلات بكاملها. وتخليدا للذكرى بني نصب كبير، وهو عمل نحتي فني أنجزه علاء بشير، سمي بــ"الصرخة" على شكل رأس إنسان محشور وسط قوالب حجرية قوية، ووجه متوتر يصيح من شدة الألم، بشكل يجسد الرعب الذي عاشه ضحايا قصف الملجأ، كما خلدت ذات الذكرى بفيلم روائي بعنوان "الفجر الحزين".

المصدر : الجزيرة