مولينبيك.. حي بلجيكي في عين العاصفة

People walk in a street of Molenbeek, a municipality of Brussels, Belgium, 17 November 2015. Molenbeek in the west of Brussels has long been seen as a terrorist hub. After the 13 November Paris attacks, police raids are being stepped up in this densely populated municipality dominated by immigrants. More than 130 people were killed and hundreds injured in the terror attacks which targeted the Bataclan concert hall, the Stade de France national sports stadium, and several restaurants and bars in the French capital on 13 November. Authorities believe that three coordinated teams of terrorists armed with rifles and explosive vests carried out the attacks, which the Islamic State (IS) extremist group has claimed responsibility for.
مولنبيك يضم نسبة كبيرة من المهاجرين بعضهم ينحدر من دول عربية (الأوروبية)
حي شعبي بالعاصمة البلجيكية بروكسيل، مكتظ بالسكان، وتستقر به نسبة مهمة من المهاجرين ذوي الأصول العربية، ويتهم أوروبيا باحتضانه "عناصر متطرفة" نفذت أو شاركت في تنفيذ هجمات متعددة عبر العالم. 

الموقع
مولنبيك حي بلجيكي شهير يوجد غرب العاصمة بروكسل، ولديه حدود مشتركة مع بلديات بروكسل المدينة، وأندرلخت، وديلبيك، وبركام سان أغاثي، وكوكلبرغ، وجيت. حمل اسم مولنبيك لانتشار القنوات المائية والنواعير به، وأضيف إليه اسم سان جان لتمييزه عن الأحياء الأخرى التي تحمل الاسم نفسه، وتقع على مساحة 5.9 كيلومترات مربعة. 

السكان والاقتصاد
تذكر المصادر الرسمية أن مولنبيك يحتضن نحو 95 ألف نسمة، بينهم نسبة كبيرة من المهاجرين، بينما يبلغ عدد سكان المنطقة كلها -وليس فقط الحي- نحو مليون و175 ألف نسمة.

قدر معدل النمو السنوي للسكان بمولنبيك بنحو 1.8% للفترة بين 2010 و2020. 

يصل معدل البطالة وسط الذكور في مولنبيك إلى نحو 28.6%، أما وسط النساء فتصل النسبة إلى 33.1% (إحصائيات 2013).

وصل عدد الموظفين أصحاب الرواتب الثابتة إلى 25 ألفا و497 (أرقام 2013)، بينما وصل عدد الشركات العاملة بمولنبيك إلى نحو 4859 شركة، بحسب إحصائيات 2014. 

"سمعة سيئة"
اكتسب مولنبيك -الذي يعاني من مشاكل اقتصادية وارتفاع كبير في نسبة البطالة سمعة سيئة بسبب انطلاق بعض منفذي تفجيرات انتحارية منه، وأشهرها هجمات باريس في نوفمبر/تشرين الثاني 2015.

فعقب تلك الهجمات، سارعت الشرطة البلجيكية لمداهمة منزل أسرة صلاح عبد السلام المتهم بالمشاركة في تنفيذ هجمات باريس في حي مولنبيك، واعتقلت شقيقه. ومعلوم أن صلاح كان مع شقيقه الأكبر إبراهيم داخل السيارة التي أطلقت الرصاص بشوارع باريس، قبل أن ينزل إبراهيم ويفجر نفسه في مقهى بشارع فولتير. 

كما أن عبد الحميد أبا عود، المتهم بأنه العقل المدبر لهجمات باريس، ينحدر من مولنبيك.

وشهدت باريس مساء الجمعة 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 سلسلة هجمات متزامنة في ستة مواقع مختلفة، أسفرت عن مقتل 132 شخصا على الأقل، وإصابة قرابة 352، أعلن إثرها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند حالة الطوارئ في البلاد، ودعا الجيش للنزول إلى الشوارع للمساهمة في حفظ الأمن.

من جهتها، أكدت الأجهزة الأمنية في بلجيكا ودول أوروبية أنه كان لعناصر ينتمون لمولنبيك صلة بعدة هجمات مسلحة، بينها تفجير المتحف اليهودي في بروكسل في مايو/أيار 2015، والهجوم على الشرطة في يناير/كانون الثاني 2015، إلى جانب هجوم أُجهض كان يعد لضرب قطار يربط بين بروكسل وباريس. 

وبحسب المصادر الفرنسية، فإن منفذي الهجوم على القائد الأفغاني البارز أحمد شاه مسعود ينحدرون من مولنبيك، كما تذكر ذات المصادر أن اثنين من منفذي هجمات مدريد 2004 (خلف 191 قتيلا) ينحدران من مولنبيك. 

أوروبيا، ينظر لمولنبيك على أنه يحتضن ثلاث مناطق رئيسية: منطقة يسكنها الأثرياء، وأخرى تسكنها طبقة عاملة متوسطة، وثالثة يطلق عليها "الحي العربي"، لاحتضانها نسبة كبيرة من المهاجرين المنحدرين من أصول عربية.  

التاريخ
وجدت بمولنبيك آثار تدل على وجود بشري من عصر ما قبل التاريخ، كما شهدت مرور الرومان عبرها لموقعه الجغرافي المهم.

وظل الحي مجرد تجمع تقليدي يعيش به الفلاحون والتجار الصغار ومربو الماشية من الذين كانوا يزودون سكان حاضرة بروكسل بما يحتاجونه في غذائهم وتجارتهم، قبل أن تتطور الأوضاع خلال الحكم الفرنسي للمنطقة بين 1795 و1815، حيث تنامت الأنشطة الصناعة في مولنبيك بشكل بارز، دفعت كثيرين لتسميته "مانشستر البلجيكية" أو "مانشستر الصغيرة".

القنوات المائية الصغيرة مثل باروك وكورونبيك ومورتبيك وبونتبيك أسهمت بشكل كبير في تطور مولنبيك اقتصاديا وصناعيا، حيث اضطلعت بدور مهم في مجال الفلاحة تحديدا، وجاء افتتاح قناة شارلروا عام 1832 ليدفع عجلة التنمية قدما في مولنبيك، ويصبح صلة وصل بين الدوائر الصناعية الكبرى.

وفي الخامس من مايو/أيار 1835 انطلق أول قطار من محطة "ألي فيرت" بمولنبيك سان جان في رحلة هي الأولى من نوعها في أوروبا، وكان حدثا وطنيا كبيرا وقتها. 

ازدهار الأنشطة الفلاحية والصناعية بمولنبيك جعلته محط أنظار الطبقات العمالية التي سارعت بالتوجه إليه بحثا عن مستوى معيشي أفضل، واستمرت الأوضاع في التطور للأفضل إلى حدود 1973، حيث ضربت أزمة خانقة المنطقة، أدت إلى إغلاق كثير من المؤسسات والشركات والمصانع. 

معالم
يوجد بحي مولنبيك متحف كبير اختير له مكان في القاعة القديمة التي كانت مخصصة لدراسة الفنون الجميلة.

يهتم المتحف بإبراز ما يتمتع به الحي من آثار تاريخية ويركز على القرنين 19 و20 تحديدا.

من مهام المتحف الحفاظ على كل أثر أو وثيقة تاريخية تهم مولنبيك، وتوفير المعلومة الموثقة للطلبة والباحثين.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية