صقلية

منظر عام لجزيرة صقلية الإيطالية

جزيرة إيطالية هي الأكبر بالبحر المتوسط، تتمتع بحكم ذاتي واسع الصلاحيات، حكمتها شعوب متوسطية وأوروبية تركت بها آثارا معمارية وفنية متنوعة، فتحها المسلمون عام 827 ومكثوا فيها أربعة قرون.

الموقع: تقع صقلية جنوب غرب إيطاليا وتمتد على مساحة تزيد عن 25426 كم مربع تأخذ شكلا مشابها للمثلث، ويزيد طول شواطئها على 1000 كم.

ويشق الأراضي الصقلية 15 نهرا أطولها سالسو الممتد 144 كم، وتمثل الجبال والتلال أكثر من 80% من مساحة الجزيرة.

يتميز بركان جبل إنتا عن نظيرين له بصقلية، بتصنيفه بقائمة منظمة اليونسكو للإرث الطبيعي العالمي، وكونه الأنشط بين براكين أوروبا، وطبعته الجغرافيا الصقلية بعلامة بارزة بارتفاعه 3345 مترا عن سطح المتوسط.

وتعتبر جزيرة صقلية حاليا أكبر أقاليم إيطاليا مساحة، وتنقسم إلى تسع مقاطعات، ولها برلمان وحكومة وعلم خاص بها.

السكان: يسكن صقلية نحو خمسة ملايين نسمة يتحدث معظمهم الإيطالية والصقلية وهي مزيج من عدة لعات كاليونانية والإسبانية والعربية إضافة إلى الإيطالية.

ويدين أكثرية الصقالبة بالكاثوليكية، ويعيش بصقلية عدد بسيط من اليهود و أقلية مسلمة تزيد عن 100 ألف نسمة معظمهم مهاجرون.

ويعمل سكان صقلية بالخدمات الإنتاجية، وتمثل الزراعة والسياحة المتنامية مصدرا مهما للاقتصاد الصقلي، وتنتج الجزيرة أكثر من 70% من محصول إيطاليا من الحمضيات، و60% من اللوز و25% من العنب.

وتمتلك صقلية أسطولا للصيد البحري يعد الأكبر بإيطاليا، وتمثل نسبة ما يصطاده 70% من أسماك الصيد في البلاد، وتتركز قاعدة لصناعات البترو كيماويات والمعدات المتطورة وبناء السفن بعاصمة صقلية باليرمو ومدينة كاتانيا المجاورة لها.

ورغم هذه الأنشطة الاقتصادية، تعاني صقلية من ارتفاع معدلات البطالة، حيث تتجاوز 13% سنويا، كما تعاني من الأنشطة الإجرامية للمافيا، كما تحولت في السنوات الأخيرة إلى مقصد لموجات هائلة من الهجرة غير الشرعية.

التاريخ: تعود البداية التاريخية لصقلية لأكثر من 1200 عام قبل ميلاد المسيح عليه السلام، وقد جذب موقعها الإستراتيجي شعوبا مختلفة كالإغريق والجرمان والقوط والعرب والإسبان.

ومثل الفتح الإسلامي لصقلية عام 827 بقيادة القاضي الفقيه أسد بن الفرات بداية لمرحلة هامة استمرت أربعة قرون، حكم المسلمون خلالها الجزيرة قرنين من الزمان.

وقد تحولت صقلية في العصور الوسطى إلى جزء من ممالك أخرى، كأرغون ونابولي و إسبانيا والنمسا، وأصبحت عام 1861 جزءا من مملكة إيطاليا الجديدة بعد بدء جوزيبي غاريبالدي حملته لتوحيد الأراضي الإيطالية.

ودفع انتشار الفقر بالجزيرة بين عامي 1880 و1915 لهجرة أعداد كبيرة من سكانها إلى لولايات المتحدة، وقد شن الزعيم الفاشي خلال حكمه لإيطاليا عام 1922 حملة شرسة لملاحقة المافيا بصقلية سقط فيها ضحايا كثيرون.

وبأعقاب الحرب العالمية الثانية تأسس بصقلية حزب دعا لاستقلال الجزيرة حصل في البداية على تأييد شرائح مختلفة من السكان، غير أنه فشل في تحقيق هدفه، وفي عام 1946 حصلت صقلية على وضعها الراهن، كإقليم إيطالي يتمتع بصلاحيات واسعة للحكم الذاتي خاصة في التشريع والمالية.

وقد شهدت السنوات التالية للحرب العالمية الثانية مرحلة هجرة ثانية لأعداد كبيرة من الصقالبة لدول وسط أوروبا كألمانيا وسويسرا وبلجيكا.

المعالم: تعتبر أوبرا باليرمو التي تأسست بالقرن التاسع عشر أكبر أوبرا بإيطاليا وثالث أكبر أوبرا بأوروبا، وتضم الجزيرة عددا من المناطق الأثرية تعود لعصور مختلفة تعكس ما كان بها من تتنوع ثقافي.

معلومات أخري: تشتهر صقلية بعدد كبير من الزهور البرية، وحوالي3000 نوع لنباتات ومزروعات مختلفة، تدل على ثقافة زراعية لشعوب مختلفة، كان آخرهم العرب الذين جلبوا شتائل الحمضيات واللوز والطماطم والفلفل والباذنجان، ونظام ري لم تعرف له الجزيرة مثيلا من قبل.

المصدر : الجزيرة