دارفور

afp - 28 May 2005 during a visit of UN Secretary General Kofi Annan of the south Darfur town of Labado which was attacked by air in December 2004
تكثر في دارفور غابات الهشاب الذي يثمر الصمغ العربي (الفرنسية)
إقليم يقع في الجزء الغربي من السودان، تقدر مساحته بخمس مساحة البلاد، وتحده ثلاث دول: من الشمال ليبيا ومن الغرب تشاد ومن الجنوب الغربي أفريقيا الوسطى، فضلا عن متاخمته لبعض الأقاليم السودانية مثل بحر الغزال وكردفان من الشرق.

الموقع
يقع إقليم دارفور غرب السودان، ويمتد من الصحراء الكبرى في شمال الإقليم إلى السافانا الفقيرة في وسطه والسافانا الغنية في جنوبه، وفيه بعض المرتفعات الجبلية أهمها جبل مرة الذي يبلغ ارتفاعه 3088 مترا، حيث توجد أكثر الأراضي الدارفورية خصوبة.

وينقسم الإقليم إداريا إلى خمس ولايات: شمال دارفور وعاصمتها مدينة الفاشر، وجنوب دارفور وعاصمتها مدينة نيالا، وغرب دارفور وعاصمتها مدينة الجنينة، وشرق دارفور وعاصمتها مدينة الضعين، ووسط دارفور وعاصمتها مدينة زالنجي.

ويرجع سبب تسميته بهذا الاسم إلى قبيلة الفور، ودارفور تعني موطن الفور، وهي إحدى أكبر قبائل الإقليم.

ويمتاز الإقليم بثروة حيوانية كبيرة قوامها الإبل والغنم والبقر، وقد تضررت هذه الثروة عندما ضرب الجفاف المنطقة في بداية سبعينيات القرن الماضي.

السكان
يبلغ عدد السكان ما يقارب 7.5 ملايين نسمة بحسب إحصاء للسكان عام 2008.

ويسكن دارفور عدد كبير من القبائل التي تنقسم إلى مجموعتين: "القبائل المستقرة" في المناطق الريفية مثل: الفور، والمساليت، والزغاوة، والداجو، والتنجر، والتامة، إضافة إلى "القبائل الرحل" التي تتنقل من مكان لآخر مثل: الأبالة، والمحاميد، ومهريه، وبني حسين، والرزيقات، والمعالية.

وتتكلم القبائل المستقرة اللغات المحلية بالإضافة إلى العربية، وبعضهم من العرب، أما غالبية قبائل الرحل فهم عرب ويتحدثون اللغة العربية.

الاقتصاد
تكثر في دارفور غابات الهشاب الذي يثمر الصمغ العربي، فضلا عن حقول القطن والتبغ في الجنوب الغربي من الإقليم، كما تنمو أشجار الفاكهة المختلفة وتزرع الخضروات في جبل مرة الذي يتميز بمناخ البحر الأبيض المتوسط، وتتم في بعض مناطقه زراعة القمح والذرة والدخن وغيرها.

التاريخ
كانت دارفور مملكة إسلامية مستقلة حكمها عدد من السلاطين كان آخرهم وأشهرهم علي دينار، وكان الإقليم في ظل حكومة فدرالية يحكم فيها زعماء القبائل مناطقهم، حتى سقوط هذا النظام خلال الحكم العثماني.

وقد قاوم أهل دارفور الحكم التركي الذي دام عشر سنوات، وقامت خلال هذه الفترة عدة ثورات من أشهرها ثورة هارون التي قضى عليها غردون باشا عام 1877. وعند قيام الثورة المهدية سارع الأمراء لمبايعة المهدي ومناصرته حتى نالت دافور استقلالها بعد نجاح الثورة المهدية.

ولم يدم استقلال الإقليم طويلا، حيث سقط مجددا تحت حكم المهدية عام 1884 الذي وجد مقاومة عنيفة حتى سقطت المهدية عام 1898، فعاد السلطان علي دينار ليحكم دارفور.

وعند اندلاع الحرب العالمية الأولى أيَّد سلطان دارفور الدولة العثمانية التي كانت تمثل مركز الخلافة الإسلامية؛ مما أغضب الحاكم العام للسودان، وأشعل العداء بين السلطنة والسلطة المركزية، والذي كانت نتيجته الإطاحة بسلطنة دارفور وضمها إلى السودان عام 1917.

معلومات أخرى
كثيرا ما عرف إقليم دارفور صراعات بين الرعاة والمزارعين تغذيها الانتماءات القبلية لكل طرف، فالتركيبة القبلية والنزاع على الموارد الطبيعية الشحيحة كانت وراء أغلب النزاعات، وغالبا ما يتم احتواؤها وتسويتها من خلال النظم والأعراف القبلية السائدة.

ففي عام 1989 شب نزاع عنيف بين الفور والعرب، وتمت المصالحة في مؤتمر عقد في الفاشر عاصمة الإقليم. ونشب نزاع ثان بين العرب والمساليت غرب دارفور عامي 1998 و2001، وتم احتواؤه باتفاقية سلام بين الطرفين وإن كان بعض المساليت آثر البقاء في تشاد.

ويمثل إقليم دارفور -نظرا لحدوده المفتوحة ومساحته الشاسعة ووجود قبائل عديدة لها امتدادات داخل دول أفريقية أخرى، منطقة صراع مستمر. وقد تأثرت المنطقة بالصراع التشادي التشادي والصراع التشادي الليبي حول شريط أوزو الحدودي، وبالصراعات الداخلية لأفريقيا الوسطى، فراجت في إقليم دارفور تجارة السلاح، كما تفاعلت قبائل الإقليم مع تلك الأزمات.

ويعتبر دارفور قاعدة تشاد الخلفية، فجميع الانقلابات التي حدثت في هذا البلد الأفريقي تمَّ تدبيرها من دارفور، ما عدا أول انقلاب أطاح بفرانسوا تمبلباي الذي كان أول رئيس لتشاد بعد استقلالها عن فرنسا. فالإطاحة بالرئيس فيليكس مالوم أو غوكوني عويدي ونزاع حسن حبري مع الرئيس إدريس ديبي ارتبط بإقليم دارفور الذي كان القاعدة الخلفية للصراعات التشادية الداخلية. 

المصدر : الجزيرة