القصير

TO GO WITH AFP STORY KARIM ABOU MERHI A picture shows on the background the Syrian city of Qusayr as seen from the village of Qasr on northeastern Lebanese-Syrian border on April 26, 2013. In their town of Baalbek, and other strongholds of Shiite movement Hezbollah in eastern Lebanon, its no longer a secret that the group's members are crossing the border to bolster the ranks of government troops battling rebels. AFP PHOTO/JOSEPH EID - القصير

مدينة سورية تابعة لمحافظة حمص، وهي حلقة وصل بين ريف لبنان الشمالي وريف حمص الجنوبي، جعلها موقعها الإستراتيجي رقما صعبا في معادلة الثورة السورية. أخضعها النظام السوري لحصار شديد وحملات عسكرية شرسة وصفت بأنها حملات إبادة.

الموقع
تقع مدينة القصير جنوب غرب مدينة حمص، على بعد حوالي 35 كيلومترا، وتبعد 15 كيلومترا من الحدود اللبنانية، وهي في أغلبها أرض سهلية لا تتخللها ارتفاعات كثيرة.

يتبع المدينة إداريا أكثر من أربعين قرية، ويصلها بمدينة "حمص" شبكة مواصلات تؤمن لسكان المدينة الاتصال المباشر بباقي القرى، كما كانت قديما محطة مهمة في خط السكك الحديدية التي تربط سورية بلبنان، من خلال سكة حديد "رياق حلب"، ولكن بعد اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975 توقف العمل بهذا الخط.

السكان
يتجاوز عدد سكانها 42 ألف نسمة، ويشتغل كثير منهم بالزراعة فهي تتميز بإنتاج التفاح والمشمش والزيتون، وتوجد في المدينة معاصر زيتون كثيرة، كما تضم أنشطة صناعية وتجارية.

التاريخ
يرجع اسم مدينة "القصير" إلى أنها كانت في القديم مرتعا للغزلان، وقيل إن اسم "القصير" تصغير لكلمة "قصر"، والمقصود قصر أسرة "مردم بك" الذي كان يعمل فيه آل عوض وآل الخطيب.

وكانت القصير عبر التاريخ سيدة نفسها ولم تخضع للإقطاع، وكان أهاليها متملّكين لأراضيهم يعملون بأنفسهم فيها، وشجّع مرور نهر العاصي فيها الناس على السكن فيها طلبا للرزق.

يوجد فيها عدد من المواقع الأثرية من قبيل طاحونة "أم الرغيف" و"القنطرة" الأثرية المشهورة اللتان تعودان للعهد الروماني، ومغارة "زيتا" التي يرجِّح علماء الآثار أن عمرها يرجع لأكثر من ثمانين مليون سنة.

في الثورة
لم تظهر القصير على خريطة الثورة السورية في بدايتها في مارس/آذار 2011 رغم احتضانها مئات المنشقين عن الجيش النظامي، ولكن بعد محاصرتها من قبل الجيش النظامي في نوفمبر/تشرين الثاني 2011 ومقتل العشرات من أبنائها أصبحت رقما صعبا في هذه الثورة.

يصف المراقبون موقع المدينة الجغرافي بالإستراتيجي، فهي تربط العاصمة دمشق بالساحل السوري في طرطوس واللاذقية عبر حوض العاصي، كما أنها قريبة من الحدود مع لبنان، لذا حرص جيش النظام السوري والجيش الحر على السيطرة عليها لقطع الإمدادات وتأمين طريق حمص دمشق.

اشتدت المعارك بين الجيشين وتعرض أهل المدينة لحصار شديد من قوات النظام السوري حتى نزح عدد كبير منهم، بينما تعرض الباقي لحملات أمنية وهجمات عسكرية خلفت مئات القتلى والجرحى، فضلا عن الدمار الذي أصاب المباني والأحياء، وكبرت حجم المأساة عند دخول حزب الله اللبناني لدعم قوات النظام واستعادة السيطرة على المدينة والقرى المحيطة بها.

المصدر : الجزيرة