الخرطوم وجوبا توقعان اتفاقات اقتصادية
وقع رئيسا السودان عمر البشير وجنوب السودان سلفا كير ميارديت اليوم اتفاقات لتعزيز التجارة بينهما، ويتيح أحد الاتفاقات استئناف صادرات نفط الجنوب عبر ميناء بورتسودان السوداني المطل على البحر الأحمر، وكانت دولة الجنوب أوقفت في يناير/كانون الثاني الماضي إنتاجه من النفط البالغ 350 ألف برميل يوميا بعد تفاقم أزمة رسوم عبور النفط بين الجانبين.
وتتضمن الاتفاقات أيضا حزمة مالية بقيمة ثلاثة مليارات دولار عرضت جوبا منحها للخرطوم لتكون بمنزلة تعويض عن فقدان الأخيرة ثلثي إنتاجها النفطي عقب انفصال الجنوب في صيف العام الماضي، وقال مفاوضو الاتحاد الأفريقي إن الجانبين وقعا على اتفاق يسمح لمواطني كل منهما بالتمتع بحرية التنقل والإقامة والعمل في البلد الآخر.
مفاوضو الاتحاد الأفريقي قالوا إن السودان وجنوب السودان وقعا على اتفاق يسمح لمواطني كل منهما بالتمتع بحرية التنقل والإقامة والعمل في البلد الآخر |
وقال باقان أموم كبير مفاوضي جنوب السودان في أديس أبابا، حيث وقعت الاتفاقات تحت رعاية أفريقية، إن الاستعدادات بدأت بالفعل لاستئناف صادرات النفط، وأعرب عن اعتقاده بأن الأمر سيتم في نهاية العام الجاري، وقد أدى توقف صادرات الجنوب إلى تكبد اقتصادي الدولتين خسائر فادحة.
ويقول خبراء إن استئناف ضخ نفط الجنوب سيستغرق عدة أشهر، حيث تم ملء خطي الأنابيب اللذين يمتدان عبر السودان بالمياه لمنع انسدادهما برواسب النفط، كما أن بعض المنشآت النفطية أصيبت بأضرار أثناء القتال بين الطرفين.
فشل
غير أن جوبا والخرطوم فشلتا في الاتفاق على مصير خمس مناطق نفطية متنازع عليها على طول الحدود بين البلدين البالغة 1800 كلم، رغم الضغوط التي مارسها عليهما الاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة الأميركية ودول غربية أخرى.
ويقول أستاذ الاقتصاد بجامعة جوبا شمشون وسارا إن استئناف جنوب السودان صادراته النفطية -ويستفيد السودان من رسوم عبورها عبر أراضيه- سيساعد في تخفيف التوتر بين الجانبين، غير أنه نبه إلى أن المنطقة العازلة المنزوعة السلاح المتفق عليها بين الدولتين قد تتسبب في نزاعات جديدة إذا لم ترسم الحدود بينهما.