ماليزيا خالية من البطالة

epa000385246 Picture taken on 26 February 2005 showing factory staff work on a Proton car at their plant in Tanjung Malim, Perak, Malaysia. Malaysia's industrial output in January 2005 was up 2.9 percent year-on-year but was down 6 percent from the previous month, the Statistics Department said. EPA/SHAMSHAHRIN SHAMSUDIN
undefined

محمود العدم-كوالالمبور

أفادت بيانات صادرة عن دائرة الإحصاءات العامة الماليزية بانخفاض نسبة البطالة خلال الثلث الأول من هذا العام إلى نحو 2.9%، وهو ما يشير إلى خلو البلاد من البطالة بحسب المعايير الدولية التي تعتبر أي دولة خالية من البطالة إذا قلت نسبة العاطلين فيها إلى ما دون 4%.

وأظهرت البيانات انخفاض عدد العاطلين إلى نحو 380 ألف شخص، في حين ارتفع عدد العاملين إلى نحو 12.5 مليونا، كما أن نحو 60% من طلاب الجامعات يحصلون على عمل حال تخرجهم، خصوصا في مجالات الهندسة والحاسوب والتكنولوجيا، في حين يتأخر الباقون بسبب انخفاض الطلب على تخصصاتهم.

وأيدت هذه المعطيات تصريحات لوزير التنمية والموارد البشرية إس سبرامانيام، قال فيها "إن ماليزيا تعتبر دولة خالية من البطالة استنادا إلى نسبتها الحالية، وطبقا للتعريف الدولي للبطالة". وبدوره توقع وزير المالية الماليزي الثاني نور محمد يعقوب أن تتراجع نسبة البطالة في بلاده إلى أقل من 4% خلال العام الحالي، وذلك بالرغم من التراجع المنتظر في معدلات النمو العالمي بسبب الأزمة المالية الراهنة.

ماليزيا خصصت صندوقا بقيمة 83 مليون دولار للتدريب ضمن برنامج إنماء اقتصادي يهدف إلى تطوير مهارات العمال وتقليل معدلات البطالة

صندوق تدريب
وقال يعقوب إن حكومته خصصت صندوقا بقيمة ثلاثمائة مليون رنغت ماليزي (حوالي 83 مليون دولار) للتدريب ضمن برنامج إنماء اقتصادي يبلغ حجمه سبعة مليارات رنغت ماليزي (2.2 مليار دولار) يهدف إلى تطوير مهارات العمال وتقليل معدلات البطالة.

ويرى الباحث في الشؤون الاقتصادية والسياسية الآسيوية عمر غانم أن الحكومة تواجه حاليا تحديين كبيرين ضمن مساعيها للحد من مخاطر ارتفاع البطالة، وهما ضمان كفاية فرص العمل لجميع المواطنين، والتأكد من استمرار سيولة الائتمان.

وأفاد غانم في دراسة خص بها "الجزيرة نت" أن ماليزيا انتهجت العديد من الوسائل والسياسات التي حاربت بها ظاهرة البطالة، تمثلت في ابتعاث عدد كبير من الماليزيين للدراسة والتدريب خارج البلاد، مع توفير حزم دعم وقروض ميسرة لذويهم، بقصد تحسين نوع المهارات للقوى العاملة المحلية، وإكسابها خبرات أجنبية رائدة لا سيما في ميادين الإدارة الاقتصادية.

اشتراطات ودعم
واشترطت الحكومة زجَّ القوى العاملة الماليزية في المشاريع الاستثمارية الصناعية المباشرة الأجنبية على الأراضي الماليزية، وعملت على توفير أسباب استيعاب واستقرار العمالة المهاجرة من الريف إلى الحضر الماليزي، وتوفير دورات تدريبية فنية للكوادر الوسطية، تضمن لهم انخراطا مبكرا بالوظائف خصوصا بقطاع الصناعات الهندسية والإلكترونية.

وسعت حكومة ماليزيا لإيجاد وتطوير توأمة الجامعات الماليزية مع نظيرتها في الدول المتقدمة، لا سيما في اليابان وبريطانيا والولايات المتحدة وأستراليا، مع تركيز مضاعف على المعاهد والكليات التقنية والهندسية والاقتصادية والإدارية.

وتقول الدراسة إن الحكومة تبنت حزمة قوانين متعاقبة تنظم بيئة العمل، وتضمن حقوقا منصفة للقوى العاملة، وسعت الحكومة إلى تصدير عمالة ماهرة ماليزية إلى الخارج لغرض امتصاص التسرب الناتج عن تسريح هذه العمالة من المشاريع المتعثرة أو غير المنافسة.

الحكومة توفر محفزات ضريبية للشركات المحلية مقابل استيعاب أكبر قدر ممكن من القوى العاملة، وهو ما ينص عليه قانون التحفيز الوظيفي للعام 1972، الذي يتضمن خصومات ضريبية تتناسب وحجم التوظيف

قوانين للتحفيز
وتقدم الحكومة حزمة من المحفزات الضريبية للشركات المحلية مقابل استيعاب أكبر قدر ممكن من القوى العاملة، وحدد قانون التحفيز الوظيفي للعام 1972 جملة من هذه المحفزات، منها خصومات ضريبية بنسب متفاوتة حسب عدد العمال الذين تستوعبهم الشركة.

كما تتمتع هذه الشركات بمنح حكومية وتسهيلات في جزئيات التدريب ورفع قدرات موظفيها، لا سيما في قطاعات الصناعات الإلكترونية الفائقة.

كما تنظم الدولة مسابقات سنوية لاختيار أفضل الشركات التي تستثمر أكثر من عشرين مليون دولار في أصول ثابتة، وتوظف أكثر من خمسمائة موظف، وتعطى لها الأولوية في نيل عقود حكومية.

آليات توظيف
وتدعم الحكومة آلية توظيف مهمة وفاعلة وشاملة، إذ بمجرد أن تعبأ استمارة طلب عمل للمواطن الماليزي تبدأ وكالة التوظيف التابعة لوزارة الموارد البشرية الماليزية بالبحث عن العمل المطلوب واقتراحه على الباحث عن العمل بشكل مستمر، كما تدعم الحكومة بشكل كبير وكالات التوظيف التابعة للقطاع الخاص التي بلغ عددها عام 2010 نحو 760 وكالة توظيف مرخصة رسميا.

وتعتمد ماليزيا سياسات صارمة تفضيلية لرأس المال البشري المحلي مقارنة بالأجنبي، حيث تفرض ضرائب عالية على العاملين الأجانب بماليزيا من جهة، وتتشدد في إصدار موافقات العمل لهم، واتخاذ إجراءات عقابية صارمة تجاه المشغلين الذين يؤوون عمالا أجانب غير شرعيين في وحداتهم الصناعية والتشغيلية.

كما تتبنى سلطات البلاد نسبة 30% كهدف يطمح لبلوغه في القطاع العام والخاص فيما يتصل بإشغال المرأة للوظائف والأعمال المتوفرة.

المصدر : الجزيرة